تفاصل مذبحة « البط » فى المدينة الباسلة
ما زال البط هو من يتصدر المشهد فى أول إفطار رمضانى فهو الوجبة الرئيسة على مائدة البورسعيدية كل عام ، وهى عادة توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل ، ومشهد يتكرر سنويا فى أسواق بورسعيد منذ منصف شعبان حيث تعرض محلات الدواجن والطيور والبائعين فى الأسواق كميات كبيرة من البط حيث يطلق عليها البورسعيدية "مذبحة البط السنوية" ، فهو يحتل المرتبة الأولى على مائدة إفطار أول يوم فى رمضان.
ورغم إرتفاع أسعاره عاما بعد عام إلا أنه مازال مطلبا جماهيريا داخل المنازل ، حتى الشنط والكراتين التى يتصدق بها أهل الخير للمحتاجين فيدعمون بها صدقاتهم حتى لا يحرموا هذه الفئة من الإستماع بهذه العادة مثل غيرهم من الأغنياء ، وتتسابق محلات الطيور فى عرض منتجاتهم من البط بصور مختلفة فهو موسم يتكرر سنويا ويتسهلك البورسعيدية كميات ضخمة لا يمكن حصرها ، وتتجمع العائلات فى منزل الوالد أو الجد الأكبر ويكون البط هو الوجبة الرئيسية على المائمة الرمضانية فى كل بيت بورسعيد ، وتبدأ روائح الطبخ مع بداية أول يوم رمضان بشكل كبير فلا تشم رائحة إلا البط الضيف الرئيسى على مائدة البورسعيدية .
إقرأ أيضًا .." زينة الشراشيب " أبرز مظاهر الإحتفال بشوارع الفيوم | صور
" البط " الوجبة الرئيسة على سفرة الدمايطة فى رمضان
وقال المؤرخ البورسعيدى سامى عبد الفتاح : وجبة البط على مائدة البورسعيدية فى أول يوم فى رمضان هى ميزة تميزت بها المدينة الباسلة عن سائر محافظات مصر ، فهى المدينة الوحيدة التى يذبح فيها أكبر عدد من البط فى أول يوم من رمضان كل عام ، والحكاية تعود الى زمن مضى .. ففى أواخر القرن الثامن عشر ومع نشأة المدينة الباسلة كانت بورسعيد 3 قرى ..
أما عن أول يوم فى الشهر فكانوا يذبحون البط إبتهاجا بقدوم الضيف الغالى والعزيز عليهم حتى يلفتوا بهذا الصنيع أنظار الأجانب إلى أهمية إحتفال العرب المسلمين فى بورسعيد بإستقبالهم شهر عبادتهم الأكبر وهو شهر رمضان المعظم فى السماء والارض .. ومنذ ذلك العهد صارت عادة عند أهل بورسعيد تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل فى إستقبال الضيف الكريم بذبح البط ليكون على مائدة البورسعيدية فى أول يوم من الشهر الكريم إبتهاجا وسعادة وفرحة بقدوم الضيف العزيز .