رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تفاصل مذبحة « البط » فى المدينة الباسلة

طيور البط
طيور البط

ما زال البط هو من يتصدر المشهد فى أول إفطار رمضانى فهو الوجبة الرئيسة على مائدة البورسعيدية كل عام ، وهى عادة توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل ، ومشهد يتكرر سنويا فى أسواق بورسعيد منذ منصف شعبان حيث تعرض محلات الدواجن والطيور والبائعين فى الأسواق كميات كبيرة من البط  حيث يطلق عليها البورسعيدية "مذبحة البط السنوية" ، فهو يحتل المرتبة الأولى على مائدة إفطار أول يوم فى رمضان.

ورغم إرتفاع أسعاره عاما بعد عام إلا أنه مازال مطلبا جماهيريا داخل المنازل ، حتى الشنط والكراتين التى يتصدق بها أهل الخير للمحتاجين فيدعمون بها صدقاتهم حتى لا يحرموا هذه الفئة من الإستماع بهذه العادة مثل غيرهم من الأغنياء ، وتتسابق محلات الطيور فى عرض منتجاتهم من البط  بصور مختلفة فهو موسم يتكرر سنويا ويتسهلك البورسعيدية كميات ضخمة لا يمكن حصرها ، وتتجمع العائلات فى منزل الوالد أو الجد الأكبر ويكون البط هو الوجبة الرئيسية على المائمة الرمضانية فى كل بيت بورسعيد ، وتبدأ روائح الطبخ مع بداية أول يوم رمضان بشكل كبير فلا تشم رائحة إلا البط الضيف الرئيسى على مائدة البورسعيدية .

 

إقرأ أيضًا .." زينة الشراشيب " أبرز مظاهر الإحتفال بشوارع الفيوم | صور

 

" البط " الوجبة الرئيسة على سفرة الدمايطة فى رمضان 

 

وقال المؤرخ البورسعيدى سامى عبد الفتاح : وجبة البط على مائدة البورسعيدية فى أول يوم فى رمضان هى ميزة تميزت بها المدينة الباسلة عن سائر محافظات مصر ، فهى المدينة الوحيدة التى يذبح فيها أكبر عدد من البط فى أول يوم من رمضان كل عام ، والحكاية تعود الى زمن مضى .. ففى أواخر القرن الثامن عشر ومع نشأة المدينة الباسلة كانت بورسعيد 3 قرى ..

قرية الافرنج التى كان يسكنها الأجانب ممثلين لأكثر من 16 قنصلية أجنبية فى الباسلة ، وقرية العرب والتى كان يسكنها العرب المصريين والمسلمين ، وقرية المناخ والتى كانت ( تنخ ) فيها الجمال المحملة بالطعام والشراب ولوازم العمال فى حفر القناة ، ولما كانت عادات وتقاليد الأجانب تختلف عن عادات وتقاليد المصريين فى قرية العرب أخذ سكان قرية العرب موقفا للتعبير عن بهجتهم بإستقبال الشهر الكريم خاصة فى إستطلاع هلاله كل عام وكانوا يخرجون بالطبول الكبيرة الحجم والرايات والبيارق وينشدون التواشيح الدينية إبتهاجا بقدوم الضيف الكريم ، هذا فى ليلة إستقبال الشهر وإستطلاع هلاله الكريم .

أما عن أول يوم فى الشهر فكانوا يذبحون البط إبتهاجا بقدوم الضيف الغالى والعزيز عليهم حتى يلفتوا بهذا الصنيع أنظار الأجانب إلى أهمية إحتفال العرب المسلمين فى بورسعيد بإستقبالهم شهر عبادتهم الأكبر وهو شهر رمضان المعظم فى السماء والارض .. ومنذ ذلك العهد صارت عادة عند أهل بورسعيد تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل فى إستقبال الضيف الكريم بذبح البط ليكون على مائدة البورسعيدية فى أول يوم من الشهر الكريم إبتهاجا وسعادة وفرحة بقدوم الضيف العزيز .