عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دماء تُراق بلا داعٍ.. هنا يرقد ضحايا اللحظة المحتومة

 مصطفى توكل - الشاب
مصطفى توكل - الشاب المنتحر- نيرة أشرف

 «على الدنيا السلام».. نُرددها حين يحل الخراب في العمران، ويذبل جمال الدنيا ويزول حسنها حتى كأن لم يكن، وينتشر القتل انتشار النار في الهشيم، حتى أن المقتول لا يعلم بأي ذنبٍ قُتل، ولا القاتل فيما قتل، وكأن النهاية توشك أن تأتينا كالرّيح، فما نرى القيامة إلا قريبة، توشك أن تدق أجراسها.

اقرأ أيضًا: أحمد كريمة: التخلص من النفس الآدمية جريمة منكرة.. وقانوني: الجاني ينتظر حكم الإعدام

مصطفي توكل

4 جرائم في يوم واحد، أمس الإثنين، أثارت جدلًا واسعًا بدءًا من تلقي حادث ذبح فتاة المنصورة وانتهاءً بانتحار شاب بعدما دق جرس الإنذار «عامة أنا على حافة الانتحار»..جرائم دموية اهتزّ لهولها الشارع المصري، ارتبطت بأسباب ودوافع دارت كلها في فلك الانتقام والاكتئاب وتمني الخلاص، أما الحقيقة فقُدّر لها أن تظل سرًا مدفونًا مع أصحابها.

نيرة أحمد

«هنا تسمع ناعيًا وهناك ترى باكيًا».. هنا يقف مجرمًا ملوثًا بالدم يرمق ضحيته بنظرة ثائرة وقد استشاط غضبًا منتويًا قتلها، في يده سكين رفعه عاليًا ثم نزل به إلى صدر ضحيته، بعد أن وقف يكشّر عن أنيابه غاضبًا وقلبه يغلي كغليان المرجل. فلم يشفِ الطعن غليله، فسطّر النهاية المأسوية بحبكة درامية بشعة وهي «الذبح» بقلبٍ ميت ظنًّا منه أن «المجد للقلوب الميتة» فتناثرت الدماء من الضحية وتطايرت حتى أصابت الواقف غير بعيد، ثم سرعان ما سقطت مضرجة في دمائها.. إنها «نيرة» فتاة جامعة المنصورة، طالبة جامعية في مقتبل عمرها ذُبحت أمام بوابة جامعتها في وَضح النهار، وعلى مرأى ومسمع من الجميع، على يد زميلها الذي سُلطت عليه نفسه فتجبّر وفَجر، ليحلل لنفسه إزهاق روحها بقلب صم لا يفزع لشناعة فعله، من دون رحمة أو شفقة فكان كالأنعام بل أضل.

«طلب زواج مرفوض».. حمل الطلب سمًّا وليس حبًا، موتًا وليس حلمًا، حوّل العاشق إلى سفاح أراق دماء معشوقته، ليقف الجاني متسائلًا: «من أين تأتي الصافراتُ التي تعوي؟ وما هذه الأنوار التي سادت المكان فجأة؟ الشرطة؟ إذن فهي النهاية!!

بينما شخصت أسوار الحرم الجامعي تنظر مُسارقة، عسى ألا يفوتها توثيق ذلك المشهد بعبارة «ومن الحب ما قتل!».

بدمٍ بارد.. حكاية مقتل فتاة على يد شقيقها بالأقصر

وبعد ساعات من مصرع «نيرة» فتاة المنصورة، قُتلت فتاة قامولا غرب الأقصر، وكأننا على موعد مع الأحزان، وكأن اليوم أقسم بألّا ينتهي قبل أن يُفرغ ما في جُعبته من آلام، إنها «مروة»، ذات الـ24 ربيعًا، لقيت حتفها بـ7 طعنات في الرقبة والصدر، على يد شقيقها بدمٍ بارد، دون أن لا تأخذه بها شفقةٌ أو رحمة، ومن دون أن يرق له كقلبها بل قتلها بعقل أبله لم يلتفت إلى الدم الذي يسري في أوداجهما.

 

وقف الأخ يرمق الشمس بعينين زائغتينِ واجمتينِ، ووجه مكفهرّ يتصبَّب عرقًا.

- هذه الشمس شاهدة عليك، وتعلمُ ما توسوس به نفسك وتؤول إلى ارتكابه، لو استطاعت أن تقذفك بنارها المستعرة لتنقذ العالم من شرّك المستطير لفعلت، إنها أختك، أختكَ أيها الآثم!.. هكذا حدثته نفسه، فمدَّ أنامله يمسح عبراتٍ ساخنات ترقرقنَ من عينيه، ثم استدار ناحيةً لينظر إلى شقيقته مجدّدًا، إنها لا تزال ماثلة أمامه.

ولكنه لم يلتفت لحديث نفسه، فخيم الصمت للحظات وضحك ضحكة مرعبة بثّت في نفسه الهلع والفزعَ، دنى منها حتى كاد أن يلتحم بها وسدد لها 7 طعنات في الرقبة والصدر، دون الالتفات لصرخاتها التي سمعها القاصي والداني. ثم استدار إلى جثة شقيقته باسم الثغر منبسط الأسارير.

أما أخته فقد تهشمت عظامها وصدرها من أثر الطعنات، غمس يده في دمائها فصارت تسبح في بحرٍ من الدماء، وقد فارقت الحياة.

وما هي سوى بضعة لحظات ثم سمع صافرة سيارات الشرطة غير بعيد، ومن ورائها صافرة سيارة الإسعاف، ثم ترجّل ضابط وثلةٌ من العساكر، وساروا نحوه. وتقدم العساكر فوضعوا الجثةَ في السيارة، ثم ركب سيارة الشرطة، وتوجهت بهم إلى القسم للتحقيق فيما جرى.

- خذه إلى الحجز لحين تحويله إلى النيابة.

فسار معه مكدودًا مهمومًا موجوعًا، بينما

همس الضابط في أسفٍ بالغٍ:

- صرنا في زمنٍ يقتل فيه الأخُ أخاه.. فأخرجنا منها سالمين.

«له ما له وعليه ما عليه».. عبارة تترد على الألسنة بعد سماع نبأ انتحار، فتتقلب الكفوف، وتكثر الأسئلة، ما الذي أودَى به إلى ذلك؟! ما الذي دفعه للخلاص من حياته لهذه الدرجة؟!.. ما الذي جعل شخصًا يتنازل عن عُمره هكذا وكأن العمر يمثل له صفرًا على اليسار؟!.. وما الذي يستحق أن يُزهق روحه في سبيله؟!

تعددت الأسئلة لفعل واحد.. قد يتحقق بكلمة سخيفة شجَّت صدرالمنتحر، أو بمزحة عابرة أوجعته طعنًا فبكى داخله ألف شعور وانتحر، أو بيدٍ أفلتته في عزّ احتياجٍ وتخلَّت عنه فماتت الحياةُ على مُحيّاه وانطفأ شغفه وانتحر.

مؤمن يسلك طريق الموت وكأن الحياة لا تسعه

فجع المصريون بحادث آخر مؤلم، إذ أقدم شاب يدعى «مؤمن» على الانتحار بإلقاء بنفسه من الطابق الأخير ببرج القاهرة، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في الحال عقب ارتطامه بالأرض، اختار الموت وكأن الحياة لا تسعه، فلا مكان للعيش له مع الأحياء.

فيما أمر النائب العام بالتحقيق العاجل في الواقعة، حيث انتقل فريق من النيابة العامة لإجراء المعاينة اللازمة لمسرح الحادث.

وما هي سوى دقائق معدوات ليلحق به آخر، «مصطفى توكل»، في ريعان شبابه، مخترقًا حاجز كوبري الجامعة بالمنصورة – التي انتهى بها اليوم من حيث بدأ- ليسقط بسيارته ربع نقل في النيل وينهي حياته، وتبين ذلك من خلال وقف حركة المرور أعلى كوبري الجامعة بشكل مفاجئ فسقطت السيارة بأرض زراعية أسفل الكوبري.

ودلّ أصدقاؤه على أن «مصطفى توكل» هو قائد السيارة وأنحرف بها متعمدًا ليسقط من أعلى الكوبري.

«مصطفى توكل» يدق ناقوس الخطر قبل انتحاره

كتب «مصطفى» منشورًا عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» قائلًا: «أشوفكم بخير وابقوا افتكروني وأبويا ميحضرش جنازتي بالله عليكم». ثم نشر منشورًا آخر قبل انتحاره بساعة قائلًا: «عامة أنا على حافة الانتحار».

مصطفي توكل أشوفكم بخير وابقوا افتكروني وأبويا ميحضرش جنازتي بالله عليكم

 

مصطفي توكل عمتاً أنا علي حافة الإنتحار

كل هذه الجرائم وأكثر تفشت في مجتمعنا، ولكن نُردّ لقول النبي (كفى بالموت واعظًا)، الذي عبّر بشكل ضمني عن مدى ما للموت من سطوة وعنفوان يكتنفانه من كل حدبٍ وصوب، ويحيطان به إحاطة السوار بالمعصم.. فالرحمةُ لمن رحل والسلام للباقين على قيد الحياة.

مصطفي توكل

موضوعات ذات صلة:

مصدر أمني يكشف تفاصيل قفز شاب من أعلى برج القاهرة

التفاصيل الكاملة.. شاب يُنهي حياته بالقفز من أعلى برج القاهرة

النائب العام يأمر بحبس قاتل الطالبة نيرة أمام جامعة المنصورة

مقتل فتاة علي يد شقيقها بعد طعنها بالأقصر

أبويا ميمشيش في جنازتي.. شاب يلقي بنفسه من أعلي كوبري جامعة المنصورة وهذه وصيته الأخيرة| صور

 

تابع المزيد من أخبار الحوادث على بوابة الوفد من هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا