رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تصريحات ماكرون ضد الإسلام تحمل في باطنها العنصرية وفي ظاهرها نزع التطرف

ماكرون
ماكرون

 ليست هذه المرة الأولى التي يشن فيها رؤساء أوروبا هجومًا على الإسلام والمسلمين ودائمًا ما يحمّلون المسلمين والإسلام مسؤولية تطرف بعض فئات من يدعون الإسلام وبيررون إرهابهم تحت عباءة هذا الدين العريق، وعانى العرب من تلك القضية أكثر من الغرب وهم في أولى الصفوف دائمًا التي تواجهه هذا الفكر المتطرف بكامل قوتها ويحاولون إبعاده وحماية بلادنا والعالم من الإرهاب وإيصال رسالة أن الإسلام هو دين السلام.

 ولكن يأتي هنا السؤال "من الذي أوصل صورة الإسلام إلى هذا الحد المخيف من التطرف والرجعية؟ وإذا كان الإسلام والمسلمين هم الأزمة في هذا العالم فمن الذي أوصلهم إلى هذا ومن هم الممولون الحقيقيون لتلك الجماعات الإرهابية؟" التي تختبئ في ظل المسلمين لكي تشوه صورة دينهم وتنشر الكراهية والخوف من الإسلام الذي لا يدعو إلا لليسر وتحيته هي السلام والرحمة وتعاليمه هي الحب والموده، من المستفيد من ضخ السم في العسل ونشأة أجيال قامتة كارهة معادية للإسلام والمسلمين، فالسؤال الحقيقي "لماذا كل هذه الكراهية للإسلام ولماذا يتم محاربته بكل تلك القوة وعلى مر كل تلك السنوات؟" فمن المحزن أن ترى المسلمون يبررون دينهم و يدافعون عنه و يحاولون إبعاد الشبهة عن الفكر الإسلامي كلما حدث عمل إرهابي أو قضية تطرف، فالإسلام ليس شبهة للتبرير دائمًا إنه ليس إرهابًا ولكن المقصود هو تصدير ما يسمى بالإسلاموفوبيا.

 صرح الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون في خطاب له يوم "الجمعة الثاني من أكتوبر"، هاجم فيه المسلمون في فرنسا وقال أن "الإسلام دين يعيش أزمة اليوم في كل مكان في العالم".

 

 وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة أن فرنسا ستتصدى "للانعزالية الإسلامية" الساعية إلى "إقامة نظام موازٍ له قيم أخرى".

وأضاف، أن الدين الإسلامي يمر "بأزمة في جميع أنحاء العالم ولا نراها في بلادنا فقط"، مشددًا على كونها "أزمة عميقة مرتبطة بالتوترات بين الأصوليين والمشاريع الدينية السياسية".

 واعتبر ماكرون أن السلطات تتحمل جزءًا من المسؤولية في تطور ظاهرة "تحول الأحياء إلى مجتمعات منغلقة"، مضيفًا "أنهم (الإسلاميون) بنوا مشروعهم على تراجعنا وتخاذلنا".

 ودعا في الوقت نفسه إلى "فهم أفضل للإسلام وتعليم اللغة العربية".

https://cdn.elwatannews.com/watan/543x295/8150179591571408948.jpg

 

 ومن المفترض أن الرئيس الفرنسي يتمتع بحيادية لكل فئات الدولة ولكن ظهر ميله لليمينيين في هذا الخطاب الذي لم يكن الأول من نوعه الذي يظهر فيه هذا.

 

 ومن ناحية أخرى رأى البعض أنه روج إلى نظرية المؤامرة التي يفتعلها المسلمون وقد باتت تلك الصورة سائدة في المجتمع الغربي.

 

 أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الجمعة الثاني من أكتوبر" أن على فرنسا "التصدي إلى الانعزالية الإسلامية" الساعية إلى "إقامة نظام موازٍ" و"إنكار الجمهورية".

 

 خطاب الرئيس ماكرون ألقاه الجمعة في "ليه موروه"، أحد الأحياء الحساسة في ضاحية باريس، ولم يشارك في اليوم الثاني من القمة الأوروبية ببروكسيل وأناب فيها عنه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وفقًا لـdw الألمانية.

 

 وطرح ماكرون مجموعة من التدابير مثل إلزام أي جمعية تطلب مساعدة من الدولة على التوقيع على ميثاق للعلمانية، وفرض إشراف مشدد على المدارس الخاصة الدينية والحد بشكل صارم من التعليم الدراسي المنزلي، وأضاف أن المدارس يجب أن تدرب مواطنين وليس مؤمنين.

 

 كما أشار الرئيس الفرنسي إلى أن الدولة ستكون لها السلطة في التدخل إذا قدمت السلطات المحلية تنازلات غير مقبولة للإسلاميين، مستشهدًا بـ"قوائم دينية" في مقاصف المدرسة أو عند الدخول بشكل منفصل لحمامات السباحة.

 

 

 وذكر ماكرون أن الحظر الذي فرضته بلاده على الشعارات والرموز الدينية، بما في ذلك الحجاب سيتم توسيعه ليشمل موظفي القطاع الخاص الذين يقدمون خدمات عامة.

 

https://www.alghad.tv/wp-content/uploads/2016/09/Paris-France-Muslim-Women-014.jpg

 

 وتزيد هذه الإجراءات المعلن عنها من مخاوف مسلمين فرنسيين من أن التعاطي من أزمة الإسلامية تحول إلى معاملة غير عادلة وتمييزية تطالهم، في إشارة إلى قضية الحجاب التي طالت أخيرًا شابات مسلمات مثّلن أمام لجنة برلمانية أو مقدمات لبرامج الطبخ على شاشات التلفزيون.

 

 

 وكان حديث ماكرون عن الإسلام تحديدًا وقوله بأن "على فرنسا التصدي إلى الانعزالية الإسلامية"، الساعية إلى "إقامة نظام موازٍ" و"إنكار الجمهورية"، وأثار ردود فعل غاضبة من داخل فرنسا، ومن أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي وفقًا ل بي بي سي.

 

 فمن الداخل الفرنسي، أعربت عدة هيئات وجمعيات ممثلة للمسلمين، عن مخاوفها من أن

تسهم تصريحات الرئيس الفرنسي وخطته المرتقبة، في انتشار خطاب الكراهية ودفع البعض إلى الخلط بين الدين الإسلامي وتصرفات المتطرفين.

 

 أما على صعيد العالم الإسلامي فقد كان لافتًا، توالي الردود القوية الرافضة من قبل هيئات إسلامية، إذ استنكر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، تصريحات ماكرون التي تنسف، برأيه، "كل الجهود المشتركة للقضاء على العنصرية والتنمر ضد الأديان". محذرًا من مثل تلك "التصريحات العنصرية التي من شأنها أن تؤجّج مشاعر ملياري مسلم" حسب تعبيره.

 

 من جانبه رد "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" على تصريحات ماكرون موضحًا أن المقتنعين بالإسلام يزدادون كل يوم "فهو ليس في أزمة، وإنما الأزمة في الجهل بمبادئه وحقائقه والحقد عليه وعلى أمته".

 

 واستنكر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر تصريحات ماكرون التي تنسف، برأيه، "كل الجهود المشتركة للقضاء على العنصرية والتنمر ضد الأديان".

 

 وقال الوزير الفرنسي، الأحد الماضي، إن بلاده "في حرب ضد الإرهاب الإسلامي".

 وذكر الوزير بأنه تم إحباط "32 هجومًا" في فرنسا على مدى السنوات الثلاث الماضية، موضحًا أن ذلك "يساوي تقريبًا هجومًا كل شهر".

 

 وسبق أن انتقد شيخ الأزهر أحمد الطيب ما اعتبره إصرار بعض مسؤولي الدول الغربية على استخدام مصطلح "الإرهاب الإسلامي".

https://ichef.bbci.co.uk/news/800/cpsprodpb/E8D3/production/_114730695_mediaitem114729156.jpg

 

 وذكرت مجلةForeign policy تقريرًا مطولًا انتقدت فيه خطاب الرئيس الفرنسي ماكرون.

 

 ونشرت أنها ليست حجة ولا مبررًا للبلاد التي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في أوروبا، ولكن ربما يكون هدف ماكرون هو: التلويح بأوراق اعتماده المتشددة على الإسلام في بيئة سياسية شعبوية على حساب الأقلية المسلمة الفرنسية المحاصرة بالفعل.

 

 كما أوضحت التقرير أن فشل ماكرون في إدراك المبدأ الأساسي في الفصل بين الكنيسة والدولة في فرنسا وحياد الدولة تجاه الدين المنظم، يمنعه في الواقع من الانخراط في ما هو في الأساس خطاب ديني خاص بمجتمع ما، لكن الوضع أخطر بكثير من ذلك.

 

 ووفقًا للمسؤولين والمحللين السياسيين في فرنسا، رؤوا أن هذا الخطاب يخبئ خلفه غاية انتخابية لكسب أصوات اليمينيين المتطرفين واليساريين على حساب مسلمي البلاد.

 

 ووفقًا للتقرير الذى ذكرته Foreign policy أن فكرة الخطاب تغذي الانخراط للحرب الثقافية.

 

 وذلك لقلب القيم الأوروبية وعلى المسيحيين البيض القتال لإنقاذ حضارتهم من المسلمين، وعلى ما بيدو أنها نظرية جامحة ولكن شكلها المحترم الذي يدور حول الانفصالية الإسلامية انتقل من الهوامش إلى التيار السائد منذ زمن طويل وأصاب اليسار واليمين في السياسة الفرنسية.

 

وإذا كان الإسلام في أزمة، فالتدخل الغربي هو السبب الرئيسي وتكرار محاولات تشويه الإسلام  دليل على الخوف من إيضاح الرؤية للعالم ما هو الإسلام الحقيقي ومعرفة أنه دين يحمل كل معاني الإنسانية والسلام واليسر.

 

 ولكن سواء كانت دعايا انتخابية لماكرون أو اختراقًا لليمنين المتطرف فالضحية هم المسلمون في النهاية وهم أكثر فئة تتعرض للعنف والعنصرية والترهيب على عكس الصورة التي تصدر للعالم نحو الإسلام.

 

https://www.rayaljadid.com/wp-content/uploads/2019/10/1-832600.jpg