عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حنان أبو الضياء تكتب.. الوجه الآخر لحكاية "بائع الحلوى"

بوابة الوفد الإلكترونية

السينما الهندية بكل من ما بها من توابل فنية مختلفة؛ إلا أن هناك سينما أخرى تقترب من عالم المهمشين؛ بل وتمتلك نواصى خاصة بها فى عالم الإبداع؛ سينما عاشقة للتفاصيل الإنسانية المقترنة بالحقائق العلمية.

والرائع أن السينما الهندية عندما تقترب من عالم المهمشين تبهرك؛وخاصة إذا كان القصة حقيقية؛وهذا ما يجعل "سوبر 30" من أحد الأفلام الأهم المنتجة مؤخرًا؛ من خلال قصة نفذت سينمائيًّا بشكل مبهر لتقدم أطروحة فنية لشخص بسيط؛ ينثر الرياضيات نثرًا من خلال دروسه التحفيزية، مذكّرًا طلابه أن خلفيتهم الاقتصادية لا أهمية لها، وأنهم أذكياء بما فيه الكفاية لدخول أي اختبار، وأن كل ما يحتاجونه هو العمل والإيمان بأنهم يمكنهم فعل ذلك.

"سوبر 30" فيلم سيرة ذاتية هندية من إنتاج عام 2019، للمخرج فيكاس باهل، ويحكي قصة حياة عالم الرياضيات أناند كومار وبرنامجه التعليمي Super 30.الفيلم من بطولة هريثيك روشان بدور أناند كومار ومرونال ثاكور، وإخراج فيكاس باهلهو.

إنه رحلة سينمائية رائعة عن حياة أحد علماء الرياضيات المشهود لهم عالميًّا، والذي فشل ذات مرة في الاستفادة من فرصة الدراسة في جامعة كمبردج العريقة بسبب فقره. واليوم، أناند كومار، الذي تأتيه العروض المفتوحة للعمل في مختلف الجامعات الأمريكية والأوروبية والأسترالية يملك إنجازًا نادرًا - «سوبر 30»، وهي مجموعة من 30 موهبة من المواهب المتفردة في كل من القطاعات المتخلفة اقتصاديًّا في المجتمع الذين هم على استعداد كل عام للخدمة بصورة مجانية في أكثر المعاهد العلمية المرموقة في الهند - المعهد الهندي للتكنولوجيا.

خلال هذا البرنامج يتلقى الطلاب التدريبات، والإقامة، والإعاشة المجانية. ولقد استقبل المعهد أطفال الطبقة المتواضعة من المجتمع، من أبناء عامل البناء، والإسكافي، وسائق عربات اليد، والمزارع المعدم، والباعة الجائلين، ليكونوا من تكنوقراط الطبقة العليا من المجتمع.

ومن المعروف أن المعهد الهندي للتكنولوجيا يضم 23 كلية مستقلة لمختلف علوم الهندسة والمنتشرة في مختلف أرجاء البلاد، وهي في مجموعها، تعتبر أبرز المؤسسات التعليمية النخبوية في العالم. ومنذ عام 2002، تتصدر معدلات النجاح لمجموعة «سوبر 30» عناوين الصحف والأنباء في كل عام. وبعد النتائج النهائية المحققة (30-30) لثلاثة أعوام متتالية بين عامي 2008 و2010، تمكن 24 طالبًا من أصل 30 طالبًا من النجاح في اختبارات القبول المشتركة في المعهد الهندي للتكنولوجيا.

أناند كومار نجل موظف البريد، عبقري في الرياضيات رغم دراسته في المدارس الأقل حظًّا، حصل على فرصة لتغيير حياته بالقبول في جامعة كمبردج البريطانية، ولكن حال الفقر الحاد لأسرته دون التحاقه بالجامعة المرموقة، إضافة إلى الوفاة المفاجئة لوالده ؛مما حرَّمه من فرصته لتحقيق حلم حياته. ولقد تدهورت ظروفه المالية لأكثر من ذلك، ولم تترك له من خيار سوى إعالة أسرته. وكان يقضي وقت فراغه في دراسة الرياضيات ويبيع حلوى البابادوم التي كانت تصنعها والدته في المنزل إلى المتاجر والمنازل لإعالة الأسرة.

أننا فى هذا العمل نعيش معه حكايته منذ تقديمه نظريته حول الأرقام كطالب للدراسات العليا والتي نشرت في دورية الرياضيات (وهي مؤسسة بحثية غير ربحية تعمل في علوم الرياضيات ومقرها في المملكة المتحدة)، ودورية طيف الرياضيات (وهي جمعية للمحترفين تعمل في مجال الرياضيات التعليمية ومقرها في المملكة المتحدة).

وحيث إن مكتبة جامعة باتنا، مسقط رأسه، لم يكن فيها دوريات علمية أجنبية تساعده في دراسته، كان عليه السفر في نهاية كل أسبوع في رحلة تمتد لست ساعات بالقطار إلى فاراناسي، وكان يقضي هناك يومي السبت والأحد من كل أسبوع في المكتبة المركزية لجامعة باناراس الهندوسية ثم يعود إلى باتنا صباح يوم الاثنين؛ ولكن للأسف أنه حرم من ذلك بسبب تعنت مدير المكتبة الذى رفض وجوده لأنه ليس طالب بالجامعة. وبالطبع أشار الفيلم إلى فساد وزير التعليم وتحويل التعليم هناك إلى تجارة لكسب المال.

كومار حصل على فرصة للعمل كمدرس بأحد المعاهد وكاد أن يحقق حلمه بالزواج من الفتاة التى يحبها؛ ولكنه قرر ترك هذا المصدر الجيد لكسب المال لتعليم الأطفال الفقراء في مكان مستأجر في مساكن عشوائية متواضعة، التي أطلق عليها اسم مدرسة رامانوجان للرياضيات، وهو اسم عالم رياضيات هندي بارز من المعروفين على مستوى العالم.

وفصوله الدراسية مجانية؛ تلك الفكرة التى جاءت له من خلال طالب وجده يذاكر أما حانة واكتشف أنه يعمل في خدمة البيوت، وينام تحت درج السلم، ولا يستذكر دروسه إلا على بعض الإضاءة الخافتة التي يستطيع الحصول عليها في المساء.

من هنا جاء الحافز والدافع لدى كومار ليبدأ برنامج «سوبر 30». وبالنسبة للطلاب أنفسهم، رغم كل شيء، كان هناك هدف وحيد أمامهم ألا وهو الاستذكار بكل جدية واجتهاد. ويعمل هو على تعليمهم، ويوفر لهم الإقامة والإعاشة لمدة عام كامل.

وعلى مدار سبعة أشهر، كان يُعلم، ويُدرس، ويُرشد، ويُربي، ويُلقن، بقدر ما يستطيع ويُعدهم لاختبارات المعهد الهندي للتكنولوجيا. عانى كثيرًا وخاصة فى توفير الطعام لهم كل مرة؛ وكاد النجاح الذي حققه أناند أن يؤدي بحياته مرتين في هجمات للمافيا الهندية حيث لم يكن الجميع سعداء بهكذا نجاح؛ فسرعان ما تلقى تهديدات بالقتل من العصابات والقتلة المأجورين الذين يستخدمونهم من يصفهم بـ«مافيا التعليم»، وهم أصحاب مراكز التعليم الهادفة للربح، الذين لم يكن

يروق لهم أسعاره المتدنية في تعليم الطلاب ولا معدلات النجاح المرتفعة التي يحققها معهم..

ولأن معظم الطلاب من خلفيات ريفية متواضعة ولديهم ضعف واضح في اللغة الإنجليزية، مما يعتبر عائقا وقد طرح هذا الفيلم تلك النقطة شارحًا أسباب فشلهم الأول فى امتحان التحدى مع أبناء الطبقة الراقية ولكن أناند تجاوز معهم تلك المرحلة لأن الطلاب رائعون وأذكياء؛ ولأن أناند يعرف ذلك جيدًا لصعوبات واجهها بنفسه في التواصل باللغة الإنجليزية في أحد الأوقات.

الجميل فى هذا العمل هو المزج بين النظريات العلمية التى يعلمها لهؤلاء الطلاب لأعدائهم وبين استخدامها فى الكثير من المواقف الصعبة كحلول واقعية لمشاكلهم ومن خلالها أنقذوا أنفسهم من الموت على يد قتلة مؤجرين؛ وكأنه ينفذون ماقاله كومار: «أريد أن أؤكد أنه إذا كانت لديك قوة الإرادة، فلست في حاجة إلى البنية التحتية أو إلى الأموال، بل يكفيك المعلمون المخلصون».

"المخرج فيكاس باهل مُنتج ومخرج وكاتب أفلام هندية، والذي عُرف بعمله في بوليوود. أنتج الأفلام تحت اسم شركة فانتوم للأفلام، وكان الرئيس السابق لـUTV بقعة بوي. وحصل على ثلاث من جوائز الفيلم الوطني، وإحدى وجائزة فيلم فير.وبدأ باهل مشواره الفني بالإعلانات، عمل مع عدة مخرجين مثل فيشال بهاردواج، أنوراج كاشياب، راجكومار جوبتا.وفي عام 2011، شارك في إخراج حزب Chillar وحصل على جائزة الفيلم الوطني لأفضل سيناريو، جنبًا إلى جنب مع نيتش تيواري وفيجاي موريا. كما حصل الفيلم على جائزة الفيلم الوطني لأفضل فيلم أطفال.

أما ريتيك روشان، بطل الفيلم فهو ممثل أفلام بوليوودي وراقص ومنتج. يعد واحدًا من أغنى وأغلى الممثلين أجرًا في الهند. سائر أفراد عائلته فنانين، فهو ابن الفنان راكيش روشان صاحب إحدى أكبر شركات الإنتاج السينمائي.شارك والده بشكل متكرر في العديد من الأفلام الهندية إبان الثمانينيات، عمل بعدها كمساعد مخرج في أربعة من أفلام والده. قبل أن يصنع لنفسه طريقًا نحو النجومية من خلال أول دور رائد له في شباك التذاكر الهندي بواسطة الفيلم الرومانسي كاهونا بيار هاي عام 2000، وهو الفيلم الذي حوَّل له الحصول على العديد من الجوائز الوطنية مما عبد طريقه نحو الشهرة، توالت إنجازاته من خلال الفيلم فيزا وعزز مكانته عالميًّا من خلال فيلم "أحيانًا السعادة وأحيانًا الحزن" في عام 2001. وفيلم الخيال العلمي كوي... ميل جايا عام 2003.

وحاز روشان على إشادة النقاد برفقة النجمة آيشواريا راي لتجسيده عدة أدوار مركبة أبرزها دور اللص في الجزء الثاني من فيلم الإثارة دووم 2 عام 2006، والفيلم التاريخي الرومانسي جودا أكبر عن إمبراطور المغول جلال الدين أكبر عام 2008 ثم تجسيده لشخصية مصاب بالشلل الرباعي في دراما جوزاريش عام 2010..لعب روشان دور الريادة في دراما زنداقي نا ملجي دبارة عام 2011، ظهر روشان لأول مرة على شاشة التلفزيون في البرنامج الاستعراضي Just Dance، قبل أن يصبح أحد حكام لجنة التحكيم البرنامج، ليصبح بذلك النجم الأعلى أجرًا على التلفزيون الهندي.فاز روشان خلال مشواره المستمر بالعديد من الجوائز ما يقارب 164 جائزة و600 ترشيح.ابتداءً من عام 2012، وبناءً على دخله وشعبيته ظهر روشان في قائمة فوربس لأقوى المشاهير 100 التابعة لمجلة فوربس الهند.

أما الممثلة مورنال ثاكور هي ممثلة هندية تظهر في بوليوود وأفلام الماراثي وأوبرا الصابون الهندية. وهي معروفة بدورها بلبل في كومكوم بهاجا. لعبت دورًا رئيسيًا في فيلم تبريز نوراني وديفيد ومارك لعام 2018 بعنوان Love Sonia.