عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أنا مع الاستثمار فى البشر، أراه الأعظم والأبقى والأكثر نفعا، وكما يقول المثل الصينى الشهير « لا تعطنى سمكة، وإنما علمنى الصيد»، فإن غرس المهارات وقيم الابتكار والتحديث ضرورة من ضرورات التنمية المنشودة.

وأحسب أن هذا التصور يدفعنا أن نفتح عيوننا على العالم، ونطالع ونتابع ونراقب كل ما هو جديد فى مختلف العلوم والتكنولوجيا.

ولاشك أن ما يحدث كل يوم فى العالم من تقدم علمى كبير، وتطور تكنولوجى هائل، واستشراف حقيقى للمستقبل يُثير لدينا تساؤلات وتصورات عديدة حول القضايا الحقيقية ذات الأولوية التى علينا أن نفكر فيها وننشغل بها.

فقبل أيام قرأت فى موقع «بيزنيس إنسايدر» لقاء مع إيلون ماسك رئيس شركة «تسلا» العالمية يتحدث فيه عن الروبوت الجديد الذى تصنعه الشركة والمسمى»أوبتيموس» والمنتظر أن يدخل سوق الروبوتات العالمية خلال العام الحالى. يقول الرجل فى اللقاء إن هذا الروبوت الجديد سيتمكن من تحميل ذكريات الإنسان وأفكاره الشخصية والاحتفاظ بها للأبد، والتصرف وفقها. وهذا الروبوت الذى يبلغ طوله 170 سنتيمترا ووزنه 55 كيلوجراما وله يدان وقدمان وشاشة معلومات على الوجه تضم مستشعرات لحركة الإنسان وتفاعله مع العالم، وكاميرات تصوير دقيقة، ونظام عصبى متكامل، سيساهم بشكل كبير فى تغيير خرائط الوظائف فى العالم، إذ لن تقتصر أعماله على العمل اليدوى المنزلى فقط، أو قيادة السيارات، وإنما يُمكن أن ينجز كثير من مهام الإنسان العقلية والإدارية.

ويعنى ذلك أن بلدانا مثل أمريكا وكثير من دول أوروبا واليابان والصين لن تكن فى حاجة إلى محاسبين، ومراجعين، ومراقبين، وواضعى خطط ودراسات جدوى، وأن نصف الوظائف على الأقل يمكن أن تنقرض خلال العقدين القادمين.

وبالفعل فإن قطاعات عديدة شهدت فى الآونة الأخيرة تراجعا فى التوظيف نتيجة الاستعانة بالروبوت، ففى الصين مثلا أمكن استخدام الروبوت بشكل جيد فى الصناعة خاصة صناعة السيارات، والحفاظ على البيئة، فضلا عن استخدامه فى الرعاية الصحية والتمريض.

فى الوقت ذاته، فإن الروبوت سيغير كثيرا فى مفاهيم الحروب والقوى الاستراتيجية خاصة أن هناك دراسات تتوقع أن يصل حجم سوق الروبوتات العسكرية إلى أكثر من 24 مليار دولار بحلول عام 2025. وأتذكر تقريرا سابقا للجارديان توقع أن تشكل الروبوتات نحو ربع الجيش البريطانى بحلول سنة 2030 خاصة بعد ابتكار مقاتل حربى آلى يحمل اسم رومان. وبعد أن كانت وظيفة هذا الروبوت فى الماضى هى تنظيف الطرق فإنه أمكن تطويره مؤخرا ليشارك فى الحروب بل ويفكر فى خطط المواجهة ويتخذ القرارات فى الأوقات الصعبة.

إن كل ذلك يدفعنا أن نسأل بصدق عن استعدادنا فى هذا الشأن. ما خططنا له وما أنجزناه. ما نفكر فيه وما نستهدفه خاصة أنه تم تأسيس مجلس وطنى للذكاء الإصطناعى فى 2019، كما تم إطلاق استراتيجية مصرية للذكاء الإصطناعى تضمنت عشرة أهداف من بينها جعل مصر مركزا إقليميا للتعليم والمواهب فى هذا المجال، والاستثمار فى بحوث الابتكار.

إنه من الضرورى أن نناقش استعداد مصر لعصر الروبوت. وهل سيكون لنا مكان فى هذا العالم الصاخب؟ وإذا كانت لدينا مهارات جيدة وفريدة، فما ومستقبلها؟ وكيف نوسع القدرات ونحفّز الإمكانيات فى هذا المجال؟ وهل يمكن أن تشهد مصر ميلاد روبوت محلى الصنع؟

وسلامٌ على الأمة المصرية.