عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

صيام شهر رمضان هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفرض فى السنة الثانية من الهجرة بعد تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، وصام الرسول (صلى الله عليه وسلم) 9 سنوات، وتوفى فى شهر ربيع الأول سنة 11 هجرية.

كان الصيام مفروضاً على الأمم السابقة، ومعروفاً عند أهل الكتاب الذين عاصروا النبى، كما جاء فى القرآن الكريم: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»، ولم يكن الصيام فى رمضان قد شرع من قبل، إذ اختص به الله أمة سيدنا محمد.

وشهر رمضان من أجمل وأهم المواسم الدينية التى يحتفل بها المسلمون، وارتبط هذا الشهر فى مصر بإغداق العطاء على الفقراء وفعل الخيرات، وتوارث المصريون الكثير من العادات والتقاليد الخاصة بشهر رمضان، وبعض هذه العادات أدخلها الحكام الفاطميون، ومنها الاحتفال بليلة رؤية هلال شهر رمضان، وهو تقليد متوارث رسمياً وشعبياً حتى اليوم، ويتم ذلك بجانب استمرار مظاهر أعمال الخير وتقديم احتياجات رمضان للعائلات الفقيرة فى كل قرى ومدن محافظات مصر.

ويتميز شهر رمضان بالعادات والأعمال الصالحة، فهو يطهر القلوب والنفوس، وينعم المسلمون فيه بجو من الروحانيات والصلاة وقراءة القرآن، والبعد عن المعاصى، والالتزام بطاعة الله التى هى أسمى أهداف الصيام فى تربية النفس على التقوى والخوف من الله.

رمضان فرصة لمحاولة الاستغفار من الذنوب والمعاصى، فهو شهر الجود والكرم والإحسان، يستقبله المصريون بالشعائر الدينية والروحانيات، حيث تعم البهجة والسعادة فى كل شوارع مصر من خلال الزينات والفوانيس والأضواء الباهرة، وتنشط الأسواق لتلبية احتياجات البيوت المصرية.

ما زالت تتردد فى أسماعنا جملة «مدفع الإفطار إضرب» ثم تخرج طلقة المدفع مصحوبة بأذان المغرب وفرحة المصريين بالإفطار، وهناك عدة قصص لمدفع الإفطار ملخصها أنه كانت تتم تجربة مدفع جديد عند غروب الشمس فى عهد أحد السلاطين، فاعتقد الناس أن إطلاق المدفع هو تنبيه للصائمين بموعد أذان المغرب، وظل إطلاق المدفع عادة طوال الشهر الكريم، وانتقلت فكرة مدفع الإفطار من مصر إلى معظم الدول العربية والإفريقية والآسيوية.

إن فانوس رمضان جزء مهم من مظاهر الاحتفال بقدوم شهر رمضان بكل جماله ورونقه، فقد تم استخدامه فى بداية الإسلام كوسيلة إنارة، ويعود استخدامه لعدة روايات منها أن الخليفة الفاطمى تعوَّد الخروج إلى الشارع لرؤية هلال رمضان، وكان الأطفال يستقبلونه بالفوانيس لإضاءة الشارع وهم يغنون فرحين بقدوم شهر رمضان، وأصبح الفانوس رمزاً لقدوم شهر رمضان وفرحة للصغار والكبار وعلامة من علامات الشهر الكريم.

تعكس موائد الرحمن التى تقام خلال شهر رمضان الكرم والجود والترابط الاجتماعى والمودة والمحبة بين أفراد المجتمع المصرى، وكانت التسمية من سورة المائدة حيث أنزل الله على سيدنا عيسى بن مريم مائدة الطعام من السماء لتكون آية للعالمين، وأحمد بن طولون هو أول من أقام المائدة فى مصر، فكان يجمع الأعيان والتجار على مائدة الإفطار أول أيام رمضان، ويحثهم على ضرورة البر والإحسان للفقراء والمساكين، ويطالبهم بفتح منازلهم وعمل موائد إفطار طوال أيام شهر رمضان، ويحثهم على ضرورة البر والإحسان للفقراء والمساكين، وأصبحت موائد الرحمن عادة مصرية وهى ظاهرة تعطى مثالاً للتآخى والترابط بين أفراد المجتمع.

من مظاهر شهر رمضان أيضاً المسحراتى، وهو شخص يحمل طبلة ويسعى ليلاً فى الشوارع لإيقاظ المسلمين لتناول وجبة السحور قبل صلاة الفجر، ويعتبر بلال بن رباح وابن أم مكتوم من أوائل من قام بمهمة المسحراتى، واستمرت حتى اليوم، وما زلنا نردد بعض عبارات المسحراتى ونسمعها فى رمضان المبارك مثل: «اصحى يا نايم وحد الدايم».

كل عام والأمة الإسلامية بخير ورمضان كريم.