رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكنونات الثقافة المصرية:

 

 

 

الثورة كمصطلح سياسى هى الخروج عن الوضع الراهن، وتغييره باندفاع يحركه عدم الرضا أو التطلع إلى الأفضل. وأوجه التشابه بين الحب والثورة كبيرة، فلا ثورة بدون حب ولا حب بدون ثورة، والحب لا يكون حقيقيا إن لم يكن ثورة. إن الثورة كامنة تخمد ثم تتفجر ولكنها لا تموت. تمامًا كالحب، هو كامن وإن لم نشعر به، لا يموت، يحيا فينا ونحيا به. والثائر والمحب كلاهما يسعى لتجاوز حالِ قائم إلى حالٍ مُبتغى.

وفى زمن الثورات يضعف الحب وقد يختفى مؤقتا نتيجة الخوف وعدم الأمان وحالة الغضب، وانشغال الناس بأحوال الوطن وتقديمها على أحوال الحبيب، ويصبح الوطن عند قطاع من الناس عدوًّا، ذلك القطاع هو المقاوم للتغيير، الكاره للتقدم نحو الأفضل. فى حين يصبح عند آخرين الحبيب الأوحد، هؤلاء الآخرون هم المحبون المتطلعون إلى التغيير. وهذا الانقسام فى المجتمع بين المحبين للوطن والكارهين له؛ هو ما يؤدى إلى الصراع الذى يحدث بعد الثورة مباشرة، ذلك الصراع الذى قد يقضى على الثورة، ويعود بالوطن إلى وضع أسوأ مما كان عليه.

إن من أسباب قيام ثورة 30 يونيو حالة الكراهية التى سادت بعد 25 يناير، وإدارة الإخوان لشؤون الوطن وهم كارهون له، فسرت الكراهية فى كل مؤسسات الدولة واستشرى الفساد، فكان لابد من إزاحتهم وإبعادهم عن المشهد نهائيا.

والثائر بطبعه محب لدرجة أنه قد يتنازل عن السلطة، خوفا من أن تأخذه دهاليزها إلى صراع يقضى على الحب، وهو ما حدث بعد نجاح ثورة 25 يناير، حيث لم يتسلم الثوار السلطة بعد تخلى مبارك عنها. مما حدا بالبعض إلى عدم اعتبار 25 يناير ثورة، حيث إن مفهوم الثورة هو انتقال السلطة من الطبقة الحاكمة إلى طبقة الثوار، وهو ما لم يحدث.

والمتأمل فى أحوال المجتمع المصرى الآن يجد استشراء حالة من القلق والتوتر وعدم الرضا بين الناس، نتيجة لأمور كثيرة وعدم قدرة الكثيرين على تلبية متطلبات المعيشة، والعزلة التى فرضتها علينا أزمة كورونا. إن الحل الأمثل للخروج من هذه الحالة هو نشر الحب بيننا، حب كل شيء، بما فيه حب الجنس الآخر. علينا أن نحب أنفسنا أولا لنشعر بقيمتها، نحب حتى المختلف عنا كى نستطيع أن نتعامل معه، نحب الرأى الآخر ونحترمه، نحب عملنا أيا كان هذا العمل ومهما كان الأجر الذى نتقاضاه مقابله، نحب الاستمتاع بالحياة مهما كانت صعوبتها، نحب حتى المحن والآلام التى نعانى منها. وقبل هذا نحب من مال قلبنا إليه.

بالحب نستطيع أن نقهر جميع مشاكلنا، بالحب نعلو ونسمو ونتقدم. فالحب صنع أوطانًا والحب أوجد فرسانًا، وها هو حب عنترة لعبلة خير مثال على ذلك، يقول عنترة: فوددت تقبيل السّيوف لأنّها لمعت كبارق ثغرك المتبسّم. ويقول نزار لحبيبته ثائرا: يا سيِّدتى أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ ووردةُ كلِّ الحرياتْ.. يكفى أن أتهجى اسمَكِ حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ وفرعون الكلماتْ. وقد يلجأ الثائر إلى أحضان حبيبته بعد أن أتعبته دهاليز الثورة، كما جاء على لسان فاروق جويدة: وجئت إليك تحملنى رياح الشك للإيمان.. فهل أرتاح بعض الوقت فى عينيك..أم أمضى مع الأحزان. ونحن نقول من غير ثورة: بحبك بحبك بحق الأدان.. بعمرى اللى جاى وعمرى اللى كان.. بحبك رقيقه وطفلة بريئة.. بحبك حقيقة وأخت وصديقة.. بحبك يا عمرى فى كل أوان.