رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"(( من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" ))..

إخلاء المستشفيات وانتشار الأوبئة.. أهم بنود خطة الخداع الاستراتيجية قبل الحرب

الأطقم الطبية مع
الأطقم الطبية مع أبطال حرب أكتوبر

لم تقتصر بطولات  أكتوبر ٦٣ علي الجنود والضباط الحاملون للسلاح والعابرون للقناة..من بين الذين خاضوا الحرب وقدموا شهداء ومصابين أيضًا ليعاونوا إخوانهم على خط النار، أبطال الجيش الأبيض، من الأطباء والتمريض العسكريين والمدنيين، الذين كان بعضهم على الجبهة لإسعاف المصابين، والبعض الآخر فى غرف العمليات والطوارئ داخل المستشفيات يؤدى دوره فى المعركة كأى ضابط.

والجميع يعلم أن خطة الخداع الاستراتيجي اسالتي كانت علي أعلي المستويات هي أهم عوامل نجاح حرب ٧٣  حيث شملت جزءًا خاصًا بعمل المستشفيات الحكومية واستقبال ضحايا الحرب.ووفق الخطة الاستراتيجية المعلنة فقد كان من الضروري إخلاء عدد من المستشفيات وإعدادها لاستقبال الجرحى الذين سيتوافدون مع بداية المعركة، وكان ذلك من أهم مبادئ الإعداد للحرب، ولما كان إجراء بمثل هذه الضخامة سيثير بالتأكيد شك مخابرات العدو كان على المخابرات أن تجد حلًا لإخلاء عدد المستشفيات المطلوب دون إثارة أدنى شك.

واعتمدت مصر على الخداع الاستراتيجي في حرب أكتوبر بشكل لم يكن معروفًا من قبل، حيث نفذت خطة «السرية العلنية» لإخلاء المستشفيات الكبرى تمهيدًا لنقل المصابين إليها بعد انطلاق الحرب، وبدأت بتحويل طبيب عسكري إلى مستشفى قصر العيني بعد ما قيل إن خروجه كان بسبب طبي، وهنالك استطاع الطبيب إخلاء المستشفى شيئًا فشيئًا، مدعيًا وجود تيتانوس في قسم الجراحة.

والصحافة وقتها ظلت تهاجم وزارة الصحة 3 أشهر وتطالب استقالة الوزير بعد أن تفشى التيتانوس في عدد من المستشفيات، وكانت الصحافة الإسرائيلية أيضًا تسخر من الأمر وخلال فترة بسيطة كانت بعض المستشفيات الكبرى جاهزة لاستقبال مصابي حرب أكتوبر.

كما تم تجهيز مستشفى الدمرداش التابعة لجامعة عين شمس كأول قائمة وتوافد عليها العديد من المصريين للتبرع بالدم.

وما أن حلت أول أيام أكتوبر حتى كان العدد اللازم من المستشفيات قد أخلي نهائيًا، وأصبح على أتم استعداد لاستقبال الجرحى والمصابين كإجراء احتياطي مهم.

وفي بداية حرب أكتوبر، أعلن الهلال الأحمر عن فتح باب التطوع للمشاركة في أداء المهام المختلفة، ووصل عدد المتطوعات إلى 5 آلاف حتى 15 أكتوبر، وقامت كل متطوعة بتقديم العمل الذي تتقنه، فمن لديها ماكينة خياطة أحضرتها معها وتولت إعداد ملابس للمهاجرين، ومن تتقن الإسعاف والتمريض تولت هذه العملية وسط النيران وبين قصف المدافع.

ووفقًا لما أعلنه الهلال الأحمر فقد تم إرسال شحنات من الأغذية والملابس إلى أهالي سيناء فور توقيع اتفاقية الفصل الثاني من القوات، وتشكلت لجنة أخرى لزيارة أسر الشهداء والمقاتلين على الجبهة لبحث احتياجاتهم ومشاكلهم، كما أعدت العضوات أكياسًا تحتوي على هدايا عينية تقدمها الجمعية للمحاربين على خط النار، وشاركت المتطوعات في رعاية الجنود والمصابين بأرض المعركة والمستشفيات

قدم الجيش الأبيض خلال تلك الفترة بطولة لا تقل فى أهميتها وخطورتها عما يقدمه الجنود على الجبهة، وكانوا كتفًا بكتف مع أبطال الجيش على خط النار، وحققوا الانتصار مع كل جسد قاموا بإسعافه وعلاجه، ومع كل مصاب تم شفاؤه وعاد للوقوف على قدميه مرة أخرى، بل وقدموا أيضًا تضحيات بأنفسهم فمنهم من أصيب ومنهم من استشهد خلال أداء مهمته.

.من جانبها وثقت النقابة العامة للأطباء أسماء 17 شهيدًا من الأطقم الطبية الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن فى حرب أكتوبر، وسجلت النقابة أسماءهم على لوحة الشرف وهم الأطباء «لويس نابليون عجايبى، عادل إبراهيم أبوسنة، رشاد مرزوق تادروس، فتحى المتولى حلاوة، حسين صبرى أحمد بشتو، كمال لبيب شنودة، سمير وهبة كراسى، شريف رمزى عباس، نبيل فهمى جورجى، مجدى زكى سعود، صفوت زارع محروس، السيد محمد حسين قاسم، حسن حافظ أحمد شيبوب، حسن محمد مصطفى رشدى، نبيل عبدالحميد الحمامى، محمد أيوب حسين، رضا فؤاد غالى» .

شاركت مئات الفرق الطبية فى حرب أكتوبر، يتسابقون للتواجد فى غرف العمليات والطوارئ لسرعة إنقاذ المصابين، وظل بعضهم يعمل فى موقعه لأكثر من مائة يوم متواصلة دون كلل أو ملل بل كان الجميع يؤدى رسالته كأى جندى 

وعندما  هاجم العدو الإسرائيلى مستشفى السويس واضطرت الأطقم الطبية إلى صد الهجوم، وانضم إليهم عدد من المصابين رغم شدة إصابتهم بل وإصابة بعضهم بالبتر، إلا أنهم كانوا يحملون السلاح ويتصدون للهجوم بشكل بطولى يفوق الخيال، يدافعون ويقاتلون ودماؤهم الذكية تتساقط فى كل أرجاء المستشفى.

وشاركت مئات الفرق الطبية فى حرب أكتوبر، يتسابقون للتواجد فى غرف العمليات والطوارئ لسرعة إنقاذ المصابين، وظل بعضهم يعمل فى موقعه لأكثر من مائة يوم متواصلة دون كلل أو ملل بل كان الجميع يؤدى رسالته كأى جندى فى المعركة.

كان مستشفى السويس العام هو أساس الخدمة الطبية للجيش الثالث الميدانى، وأحد أهم المستشفيات خلال المعركة، حيث كان يستقبل الجرحى والمصابين من السرايا والكتائب الطبية والمستشفيات الميدانية للقوات المسلحة، وقد تم إعداد المستشفى فى وقت سابق للحرب ضمن الخطة الاستراتيجية للتموين الطبى، حيث تم تزويده بمخازن سرية للأدوية والمستلزمات الطبية وبخاصة المحاليل والجلوكوز داخل وخارج المستشفى، لا يعلم عنها شىء سوى مدير عام المستشفى آنذاك، ومدير الصيدلة.

وقد تعرض الأطباء خلال تلك الفترة لمواقف عصيبة، ولم يكن الأمر سهلًا، بل تم محاصرتهم حين تم حصار مدينة السويس وكان هناك ندرة فى المياه، حتى أن مدير المستشفى خرج بنفسه مع المقاومة الشعبية بقيادة الشيخ حافظ سلامة، للقتال ومقاومة العدو الصهيونى، وقد تعرض المستشفى للهجوم من العدو وبداخله 100 طبيب و80 ممرضة و100 آخرين من العاملين بالمستشفى، بخلاف المصابين والجرحى الموجودين لتلقى العلاج، ولكن الفرق الطبية الموجودة استطاعت صد الهجوم والدفاع عن المستشفى، وتم قطع الإمدادات والغذاء عن المستشفى وكانوا يتغذون على محلول الجلوكوز بعد تخفيفه وتناوله لسد جوعهم وعطشهم.

ولم تقتصر بطولات الجيش الأبيض على الأطباء من الرجال فقط، بل كان هناك أطقم طبية من الطبيبات والتمريض سيدات، اصطففن إلى جانب الرجال من الأطباء والتمريض أيضًا لمعاونتهم فى مهمتهم، وكان بينهم ليلى عبدالمولى، رئيس قسم التمريض فى مستشفى غمرة العسكرى برتبة ملازم أول، وكانت ضمن أول دفعة نسائية تخرجت فى كلية التمريض، وتم تكليفها برئاسة قسم التمريض حين صدر قرار من القوات المسلحة المصرية بتوزيع الخريجات من النساء على الجبهة الخارجية لرعاية مصابى الحرب حينها، وكانت «عبد المولى» تعمل بعدة مستشفيات وقت الحرب فى القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية. 

وكان ضمن السيدات اللاتى شاركن أيضًا فى المعركة، الممرضة إصلاح محمد، التى كانت تعمل بمستشفى السويس الميدانى وكانت من أولى النساء اللاتى شاركن فى المعركة، وكانت تعمل 24 ساعة متواصلة لإسعاف المصابين ضمن فريق المستشفى البالغ عددهم 20 طبيبًا و78 ممرضة، وسط ظروف الحرب القاسية والقصف المتواصل وندرة المياه، وكانوا يتناولون حصة من المياه لكل فرد لا تتجاوز عدة سنتميترات من المياه يوميًا، ورغم ذلك كانوا يؤدون عملهم بمنتهى الحماس والجدية حبًا فى الوطن.

وضمن البطلات أيضًا، الممرضة سيدة حسن الكمشوشى، التى كانت تعمل بمستشفى السويس العام خلال فترة الحرب، وهى زوجة لبطل أيضًا وهو الراحل حامد دويدار، وقد انتقلت للعمل بالمستشفى قبل الحرب بعام، ووصفت فى تصريحات سابقة ما شاهدته بالمستشفى خلال الحرب بأنه كان «مجزرة» من كثرة الدماء والضحايا الذين كانوا يتوافدون على المستشفى، ورغم ذلك دافع المصابون عن المستشفى حين هاجم العدو الإسرائيلى مستشفى السويس واضطرت الأطقم الطبية إلى صد الهجوم، وانضم إليهم عدد من المصابين رغم شدة إصابتهم بل وإصابة بعضهم بالبتر، إلا أنهم كانوا يحملون السلاح ويتصدون للهجوم بشكل بطولى يفوق الخيال، يدافعون ويقاتلون ودماؤهم الذكية تتساقط فى كل أرجاء المستشفى. 

وتبقي كلمة “من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً...شعار رفعه الجيش الأبيض من أطباء وتمرين وغيرهم..خلال ح ب أكتوبر ٧٣..قكان النصر العظيم..نصر ٧٣”