رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

باختصار

دلالات حادث معبر اللنبى الأردنى «جسر الملك عبدالله» الذى يطلق عليه الفلسطينيون معبر الكرامة، والذى قتل خلاله ثلاثة جنود صهاينة واضحة، وتكشف مدى الاختناقات الكبيرة التى تجيش بصدور الأشقاء فى الأردن تجاه إسرائيل، خاصة بعد ما ترتكبه من مجازر بشرية فى غزة، وهذه العملية تعد الأولى من نوعها منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى.
العملية التى نفذها ماهر الجازى مواطن أردنى ينتمى إلى عائلة الحويطات التى تعد من أكبر العائلات فى المملكة الهاشمية، وأكثرها قوة ونفوذًا ويعمل معظم أبنائها فى مناصب أمنية كبرى وأخرى قيادية، بل إن اثنين من أبنائها توليا قيادة الجيش فى فترات سابقة، قد اشعلت الأجواء توترًا بين الأردن وإسرائيل لدرجة غير مسبوقة.
المواطن الأردنى الذى نفذ العملية منفردًا دفع ثمنها حياته بعد اكتشاف جنود الصهاينة أثناء هروبهم من المعبر الحدودى أن منفذ العملية وحيدًا فانقضوا عليه ليرتقى إلى السماء شهيدًا.
إثر الحادث تم إغلاق المعابر الثلاثة بين الأردن وإسرائيل، ومنها معبر الكرامة الذى يعد الشريان الرئيسى لأهالى الضفة الغربية ومنفذهم الوحيد إلى الأردن، لتشتعل الحرب الكلامية بين الجانبين على المستويات الشعبية والإعلامية والدبلوماسية.
الحادث أربك حسابات إسرائيل التى كانت تخطط خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد فشلها فى تهجير الغزيين إلى مصر بسبب صلابة موقف القاهرة الرافض للتهجير، فى تكرار سيناريو غزة بالضفة الغربية وتهجير أهلها إلى الأردن بأى صورة كانت.
المملكة الأردنية كانت يقظة منذ البداية للحدث وبذلت جهودًا مضنية بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين وجاء رد الدبلوماسية الأردنية واضحًا على لسان أيمن الصفدى وزير الخارجية، مؤكدًا أن تهجير الفلسطينيين إلى الأردن بمثابة إعلان حرب وسيتم التعامل معه وفق ذلك.
علاقات الأردن وإسرائيل ليست على المستوى الجيد وتشهد توترًا متصاعدًا رغم استمرار التفاهمات الإستراتيجية بين البلدين، إلا أن هناك تراجعًا فى بعض المجالات السياسية والأمنية واحتقن التوتر بين الجانبين بسبب حرب غزة وبناء المستوطنات فى الضفة الغربية، بالإضافة إلى رفض الأردن للتصرفات الاستفزازية الإسرائيلية فى الأماكن المقدسة، وخاصة الحرم القدسى، حيث تحتفظ المملكة بالوصاية الهاشمية عليها.
إسرائيل التى تعتمد سياسة الأرض المحروقة، والحدود الملتهبة، تركت الزمام فى أيدى السفاح نتنياهو الذى فقد عقله، وأصبحت حدود الكيان المحتل على يديه مشتعلة فى كافة الاتجاهات مع مصر والأردن ولبنان وسوريا، بخلاف ما يحدث فى فلسطين، فى آن واحد وقابلة للانفجار الشامل فى أى لحظة، وهذا للأسف ما يسعى إليه رئيس وزراء الكيان الذى يجتهد لاندلاع حرب شاملة فى الشرق الأوسط لا يعلم مداها إلا الله.
تباينت ردود الأفعال حول حادثة معبر الكرامة، فقد أكدت الفصائل الفلسطينية أن ما حدث عمل بطولى، وقالت حماس إن الحادث رد فعل طبيعى لجرائم الحرب التى يرتكبها الاحتلال فى غزة، واعتبرته شكلًا جديدًا لانخراط الأمة فى المواجهة مع العدو المحتل، ووصفت حركة الجهاد العملية بالبطولية وأنها تعبر عن نبض الشعب الأردنى والشعوب العربية والإسلامية تجاه الأوضاع الراهنة.
وفى الجانب الآخر وجهت إسرائيل أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى إيران وأن هناك محور شر يعمل تجاه تل أبيب.
إسرائيل عضو غريب غير متوائم زرع بالقوة فى الجسد العربى الذى يرفضه كل يوم عن سابقه، وسوف تتزايد مشاعر الكراهية داخل الشارع العربى بقوة تجاه الاحتلال بصرف النظر عن المواءمات السياسية التى تنتهجها بعض الدول فى علاقاتها مع الكيان.
جرائم الحرب وعمليات الإبادة الجماعية التى ترتكبها دولة الاحتلال ضد الأشقاء الفلسطينيين ومحاولات تهجيرهم، وتحويل أراضيهم إلى أرض لا يمكن العيش فيها، لإنهاء القضية الفلسطينية إلى الأبد، كلها أعمال إجرامية تؤجج مشاعر الكراهية لدى العرب والمسلمين تجاه الصهاينة، وسوف تؤدى إلى انفجار الغضب المكتوم فى الصدور فى كل مكان.
الاحتلال عصابة متمردة يقودها صهيونى دموى لا يعرف لغة السلام ولا حسن الجوار ولا احترام القوانين والمواثيق الدولية ولا اتفاقيات حقوق الإنسان.. لكنه لا يدرك أنه كلما زادت جرائمه قربت نهايته وأن أشد لحظات الليل ظلمة تلك التى تسبق ضوء الفجر، وأن نصر الله آت لا محالة، وإن غدًا لناظره قريب.


[email protected]