رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قضية ورأي

إذا كان الروس يتفاخرون بقدرتهم على مقاومة الأطالسة الذين يضم حلفهم 32 دولة على جبهة واحدة هى أوكرانيا، فإن المصريين يقاومون أحلافا كثيرة على كل الجبهات.
لا أميل هنا إلى الترويج لفكرة أوكرانيا الليبرالية التى تقاوم روسيا الشمولية، أو أن روسيا الاتحادية تدافع عن كيانها أمام الأحلام التوسعية الاستعمارية لحلف شمال الاطلنطى.. فالتاريخ سيحسم أسباب الحرب الحقيقية.
أما هنا فى مصر، فقد انتصرت الدولة على أحلاف الخارج، ويتبقى بعض أحلاف الداخل.
شرقا حيث سيناء، أصبحت السيادة للدولة المصرية، ولم نعد نسمع عن فواجع إرهابية أو استعراض لتنظيمات ظنت أن لها السيادة على الأرض.
أما إسرائيل، فقد تقوضت أحلامها وأطماعها فى مصر، وسيأتى يوم يظهر فيه حجم الدعم المصرى للفلسطينيين وغزة على وجه الخصوص.
غربا حيث ليبيا، فقد أصبحت المسرح الهادئ على يد المصريين، بعد أن تقوضت فيها أحلام التوسع الأطلسى، والتركى، والتنظيمات الإرهابية.
جنوبا حيث السودان واثيوبيا والصومال، تقف مصر بقوة وتتحرك سياسيا وعسكريا، للدفاع عن وجودها ومقدرات شعبها ومصالحه.
شمالا، أصبح التعاون البناء مع دول جنوب أوروبا عنوانا مصريا خالصا، وأصبحت مصر الرقم القوى فى معادلة استقرار شرق المتوسط.
إنها حرب على كل الجبهات، تخوضها مصر، ونجحت فى الصمود والمقاومة، وستنجح بعون الله فى الانتصار على أعدائها.
حتى فى تقرير القوى الناعمة، الذى أصدرته «براند فاينانس « عن أقوى دول القارة السمراء، فقد احتلت مصر صدارة أفريقيا، تلتها جنوب أفريقيا ثم المغرب ثم الجزائر ونيجيريا.
هذا الاسترداد القوى للدولة ودورها، يستوجب التقدير، ويستلزم المساندة، إذ تحولت الدولة من مرحلة «الرتق « وترقيع الثوب، إلى مرحلة المواجهات الاستراتيجية مع الأعداء.
قبل 10 سنوات كنا نحلم بفرض هيبة الدولة فى الشارع، والآن تحولنا إلى فرض هيبة الدولة المصرية فى الشرق الأوسط وأفريقيا.
نحتاج مزيدا من التفاؤل ومزيدا من الثقة فى الدولة، لأن المواجهة صعبة، وتحتاج تماسكا وتضافرا للجهود، فأعداء الداخل أخطر دائما من أعداء الخارج.
والفساد، هو أخطر عدو داخلى، يتحالف دائما مع الجهل والتطرف، لتقويض الدولة من الداخل، وليس أدل على ذلك من دول مجاورة انهارت وتآكلت وربما انتهت لمئات السنين.
يتبقى المشروع القومى للتنمية البشرية، وهو مشروع طموح تحت اسم «بداية جديدة لبناء الإنسان «.
يستهدف المشروع كما هو معلن، تعزيز الاستثمار فى رأس المال البشرى، ويشمل مبادرات فى الصحة والتعليم والثقافة والرياضة وتوفير فرص عمل.
هذا المشروع الطموح، لو قدر له أن يرى النور تنفيذا لتكليفات الرئيس السيسى، فربما سيكون العام المقبل 2025 بداية جديدة لمرحلة جديدة من البناء والتنمية والاستقرار.
فالعام المقبل سيشهد استحقاقين دستوريين هما انتخابات مجلس الشيوخ، وانتخابات مجلس النواب.. وبالتالى فإن تزامن الانتصار فى الملفات الخارجية مع المرحلة الجديدة من البناء والتنمية فى الداخل، سيبشر بحياة أفضل لنا جميعا.


حفظ الله مصر