رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وصايا الرسول.. القواعد الأساسية لنشر المودة والرحمة

نشر المودة والرحمة
نشر المودة والرحمة

 لطالما حملت السنة النبوية المشرفة وصايا لأساس التعاملات والعلاقات والحقوق بين العباد، ومن خلالها قدم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصايا للنجاة في الدارين الدنيا والأخرة.
 



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله ﷺ :‏ (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ؛ نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة‏ ، ومن يسر على معسر ؛ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة‏ ،‏ ومن ستر مسلما ؛ ستره الله في الدنيا والآخرة‏ ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه‏ ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ؛ سهل الله له به طريقا إلى الجنة‏ ، وما اجتمع قوم في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ؛ إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده‏ ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) ‏(صحيح مسلم‏).

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق أ، في هذا الحديث الكريم‏,‏ جمع لنا رسول الله ﷺ سبعا من الوصايا الثمينة‏,‏ والتي تعد من الأعمدة الرئيسية لبناء المجتمع الإسلامي‏,‏ المعينة له في أزماته‏,‏ والمحفزة على توثيق مشاعر الرحمة والمودة فيما بين أفراده‏.‏

 

تحث الوصية الأولي على تنفيس الكرب عن الناس‏,‏ وجعلها ﷺ في صيغة المفرد النكرة لتعظيم الثواب‏,‏ فالحساب على مستوي الكربة الواحدة مع الفارق العظيم بين كرب الدنيا وكرب يوم القيامة‏,‏ وجعلها غير مرتبطة بزمن للحث على فعلها طوال الوقت‏,‏ واختار الفعل نفس لتأكيد الراحة النفسية المصاحبة لزوال الكرب‏,‏ وجعل الثواب من الله مباشرة حيث لا توجد واسطة أو حائل‏,‏ جميع هذه الأمور اجتمعت في الوصية الأولى وهي وصية جامعة مطلقة تصلح لكل زمان ومكان‏.‏

 وفي الوصية الثانية‏,‏ تناول شكلا آخر من أشكال تنفيس الكرب‏,‏ وقد أفردها المصطفى ﷺ في وصية بمفردها لتأكيدها والحث عليها وبيان عظم أجرها‏,‏ فالمعسر في كرب مستمر ومن دعائه ﷺ اليومي (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر)‏,‏ فاستعاذ ﷺ من الفقر كأنه بلاء‏,‏ وقرنه بالكفر وعذاب القبر لشدته على المؤمن‏,‏ وقد جعل الإسلام سهما من اسم الزكاة للغارمين تأكيدا لأهمية التنفيس عن المسلمين في أزماتهم‏,‏ والتيسير على المعسر‏:‏ منه فرض ومنه مندوب‏,‏ أما الفرض فهو الإنظار أي تأجيل الدين لحين ميسرة كما قال تعالى‏:‏ (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ) ,‏ والمندوب هو إسقاط الدين عن المعسر‏,‏ ومن عجائب هذا الفرع أن المندوب هنا له أجر أكبر عند الله من فرضه‏,‏ وهو خلاف ما عليه أغلب الفروع الفقهية من كون الفرض أكثر ثوابا من المندوب إلا في أربعة فروع هذا منها‏,‏ والفرع الثاني هو البدء بالسلام الذي هو سنة وهو أثوب من رد السلام الذي هو فرض‏,‏ والفرع الثالث التطهر قبل الوقت‏, والرابع ختان الذكور قبل بلوغهم‏.