رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إطلالة

فجرت مشكلة الفنان محمد فؤاد التى وقعت خلال الأيام الماضية، عندما نشبت مشاجرة بينه وأحد أطباء مستشفى عين شمس التخصصى قضية مهمة، بشأن المشاكل اليومية داخل المستشفيات وخاصة فى الاستقبال أثناء غلق العيادات الخارجية.

ما حدث مع الفنان محمد فؤاد، يحدث تقريباً مئات المرات يوميًا بجميع مستشفيات مصر ، وهى فى الحقيقة معاناة يشهدها المريض الذى يسوقه حظه السيئ للذهاب إلى المستشفى وهو فى حالة سيئة، فيصاب بحالة أسوأ بسبب الإهمال وسوء المعاملة. للأسف الشديد أن المريض يذهب إلى الاستقبال الذى يسمى بالطوارئ، لكنه يظل منتظرًا ساعات حتى يتم استدعاء طبيب للكشف عليه وإسعافه. وهذا حدث أمامى مرارًا وتكرارًا . ففى ذات المستشفى منذ عامين تعرضت لإصابة شديدة فى قدمى وأنا داخل الحرم الجامعى بعين شمس وكانت أقرب مستشفى لى هى عين الشمس التخصصى وظللت مدة أكثر من ساعة فى الاستقبال انتظارًا  لقدوم الطبيب وعندما وصل شرحت له ما حدث لى فقام بتحويلى إلى الإشاعة وفوجئت بهم يطلبون منى مبلغًا باهظًا مقابل الكشف والإشاعة، وما كان بحقيبتى حينها نصف المبلغ تقريباً، وسألتهم من المفروض أن الاستقبال لا يطلب كل هذه المبالغ الباهظة، خاصة أننا فى الطوارئ.. فأجابوا هو ده النظام. ومكثت  جالسة مكانى فى الاستقبال لساعات دون أية إسعافات ولا إجراء الإشاعة على أقل تقدير، إلى أن وصل زوجى الذى  كان خارج القاهرة. ولكننى رفضت استكمال علاجى بهذا المكان الذى لا يراعى أى إنسانية وتوجهت إلى مستشفى أخرى لمواجهة نفس المصير والانتظار بالاستقبال لساعات. ولقد حدث أمامى بالعديد من المستشفيات وقائع بشعة كثيرة ومتعددة لكثير من المرضى، ومنهم حالة عامل داخل مستشفى زايد التخصصى بسبب سقوطه من فوق سقالة أثناء قيامه بالبناء وفى حالة سيئة للغاية، وتم رفض عمل الأشعة له إلا بعد دفع قيمتها المادية، وتدخلت حينها وأبلغتهم أن هناك قرارًا بأن من حق المريض الذى يدخل الطوارئ نتيجة حادث تعرض له إسعافه مجانًا مدة 48 ساعة من دخوله المستشفى ، وفوجئت بردهم بأن ذلك يطبق على حوادث السيارات فقط. وخرج العامل من المستشفى يبكى ويقول حسبى الله ونعم الوكيل.

المشكلة الآن بها أكثر من شق: الأول هو عدم سرعة إنقاذ الحالات والانتظار فى الطوارئ بالساعات حتى يستجيب الطبيب للحالة، الشق الثانى عدم الاستجابة بالتدخل السريع  إلا بعد دفع  المقابل المادى. والذى لا يستطيع دفع المبلغ يخرج مطرودًا. فهل من العدل أن الذى يستطيع أن يدفع يتم علاجه والفقير يحرم من أبسط حقوقه فى الحياة ولا يتم إسعافه.

لا بد أن نلقى نظرة أكثر عمقاً فى هذا الشأن ويجب على المسئولين متابعة ما يحدث فى المستشفيات خاصة الطوارئ. 

وتكون هناك توعية لحقوق المواطن وواجباته فى الاستقبال معلنة وصريحة حتى يعلم المواطن البسيط ما له وما عليه ولا يدخل فى دوامة أكبر من دوامة المرض ، ونرجو رداً سريعًا من الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة على ما يزعمه أطباء الاستقبال بأن الشخص الذى يقدم له خدمة مجانية هو القادم فى حادث سيارة فقط؟ لا أعتقد أن يكون القرار لا يشمل الحوادث الأخرى، مثل شخص سقط من شرفة أو تعرض لكسر قدميه أثناء سيره بالطريق بسبب سقوطه على الأرض أو اصطدامه مثلًا برصيف..

عندما أرغم على الذهاب للطوارئ فى أية ظروف دائما أخرج من المستشفى، ودموعى تغرق الأرض على ما أراه من حالات يتمزق عليها القلب ولا تجد الرعاية ولا المعاملة الحسنة داخل المستشفى، نداء إلى وزير الصحة رجاء الإهتمام بالطوارئ ومراعاة الفقير فهو من حقه أن يعالج.