رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الفلسفة وراء حديث.. المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف

بوابة الوفد الإلكترونية

ألقى أئمة المساجد خطبة الجمعة اليوم 23 أغسطس 2024م  بعنوان " المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف " ، وفقًا لما حددته وزارة الأوقاف بهدف توعية المسلم لبيان معنى القوة الحقيقي وأقسام القوة، خطورة المخدارات والشائعات. 


المؤمن القوي والضعيف 

وفي هذا السياق أوضحت دار الإفتاء المصرية أن هذا الحديث الكريم يكشف عن أن هناك تفاوتًا ضمن دائرة الإيمان -التي هي جزء من دائرة الإسلام- بالمعنى الأعم؛ بحيث يؤدي هذا التفاوت إلى حقيقة وجود قسمين من المؤمنين: القسم الأول المؤمنون الأقوياء، والقسم الثاني: المؤمنون الضعفاء.


والحديث هنا رغم الحرص فيه على التطلع لمرتبة المؤمنين الأقوياء إلا أنه لم ينزع الخير -مطلق الخير- من المؤمنين الضعفاء؛ فكما جاء في الحديث: «وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ»، أي: أَصْلُ الْخَيْرِ مَوْجُودٌ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا.


وهذه فلسفةٌ عامَّةٌ في الإسلام نجد تفاصيلَها في القرآن الكريم وأحاديثِ سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم؛ وهي الإرشاد الحثيث للوصول إلى الكمال، مع عدم حرمان من لم يصل وكان دون ذلك من بعض الفضل؛ يقول الدكتور دِرَاز في كتابه "دستور الأخلاق في القرآن": [أما موقف القرآن فجد مختلف عن هذا؛ فهو من ناحية يجعل فكرة "الكمال" ما بين الانهماك غير المعقول، والجهد المتوسط.

 

الفلسفة وراء حديث المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف 


وهو من ناحية أخرى، مع تشجيعه الناس على أن يطلبوا الأفضل، يزكي ويستر بلطفه أهل الصلاح الطيبين جميعًا، ضعفاء كانوا أو أقوياء. ومن أجل هذا وجدناه بعد أن يقيس المسافة بين المجاهد الذي يبذل نفسه وماله، والخالف الذي يبقى في المؤخرة، وبعد أن يعلن أفضلية المجاهد في قوله تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً﴾ [النساء: 95]، إذ به يستدرك قائلًا: ﴿وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى﴾.


وهذه المقارنة ذاتها، بل ونفس التقدير، بين منفقَيْن، أحدهما بادر بالإنفاق في الظروف الشَّاقة، على حين جاء الآخر من بعد، عندما تضاءلت المشقات كثيرًا: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً﴾ [النساء: 95].

 

قانون المؤمن القوي والضعيف 


ومن هنا ينبع قانون عام ذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ»، ومن هنا نفهم بسهولة لماذا تتغير لهجة القرآن، فهو حين يتحدث عن موقف عُدِمت فيه الطاقة كلية، وسيطر عليه تراخٍ عظيم التفريط، يكون التحريم صريحًا، واللوم عنيفًا، فأما إذ كان الأمر هنا أمر إهمال ضئيل وضعف نسبي بسيط، فإن الرحمة تبدو هنا مشروعة، وملائمة.


وهذا المبدأ في التدرج، الذي انطوت عليه نصوص لا تحصى، قد هدى العلماء والفقهاء المسلمين إلى ترتيب معاني الخير والشر متدرجة، بحيث أدى ذلك إلى تصنيف كل منهما في طائفتين رئيسيتين، وعلى هذا النحو فإن العمل الصالح يمكن أن يكون: إما تكليفيًّا صارمًا، وإما تفضيليًّا جديرًا بالاختيار، وكذلك في حالة العكس أي: العمل الخبيث، إما أن يكون محرمًا صراحة، وأما معيبًا فقط، غير مستحب.