رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

جميلة المنيا.. الملكة التي حكمت مصر من تل العمارنة

الملكة نفرتيتي
الملكة نفرتيتي

سيدة الأرضيين صاحبة أجمل تمثال في تاريخ الإنسانية، منذ ما يقرب من أكثر من قرن،  في عام 1912 تحديدا، عثر عالم المصريات الألماني "لودفيج بورشاردت"، على تمثال رأس جميلة الجميلات المصرية ، الملكة نفرتيتي ، في حفائر مدينة "أخيتاتون"، أو "تل العمارنة" بمحافظة المنيا.

ومدينة ( أخيتاتون) بناها الملك إخناتون عام 1365 ق.م ، لتكون عاصمة مصر ومقر عقيدة (آتون) التوحيدية، وقد دمرت تلك المدينة ونهبت قصورها، قبل أن يقوم الفرعون الذهبى" توت عنخ آمون"  خليفته فى الحكم بنقل العاصمة مرة ثانية إلى (طيبة) لإحياء عقيدة آمون ، وقد عثر على تمثالها، الذى يعتبر تحفة فنية في منطقة ، (تل العمارنة) ، وذلك قبل العثور علي أطلال المدينة العملاقة نفسها ، والتى كانت يومًا عاصمة لمصر.

كانت "اخيتاتون"  مدينة هائلة زُينت جدران منازلها وأسوارها وقصورها ، بنقوش وزخارف بالغة الجمال والدقة ، مما يؤكد أن تلك الفترة من تاريخ مصر ، كانت تشهد ازدهارًا فى عهد الأسرة 18 أول أسر الدولة الحديثة فى مصر القديمة، وهو عصر وصلت فيه مصر القديمة إلى ذروة قوتها.

"الجميلة أتت" هكذا يعني اسم نفرتيتى، تلك الملكة التي تُعد واحدة من أكثر النساء غموضًا، وقوة، في تاريخ مصر القديمة ، وقد وصفت بأنها ملكة جمال الفراعنة وأكثر ملكات مصر القديمة غموضًا، تزوجت الملك اخناتون، صاحب أول دعوة بشرية للتوحيد في مصر القديمة، خلال الفترة من 1353 إلى 1336 قبل الميلاد،

حكمت الملكة الجميلة نفرتيتى مصر من المنيا ، من العاصمة الجديدة أخيتاتون أو تل العمارنة الحالية، فى عصر الدولة الحديثة مباشرة بعد وفاة زوجها ، كانت فترة حكمها فترة تغير واضطراب ثقافي هائل،حيث أعاد إخناتون توجيه الحياة الدينية والسياسية في مصر ، إلى عبادة الإله الواحد (آتون) ، ممثلا فى القوة الكامنة فى قرص الشمس.

أكثر ما تشتهر به الملكة نفرتيتي ، هو تمثالها النصفي، المنحوت من الحجر الرملي الملون ، وقد أعيد اكتشافه في عام 1913 وأصبح رمزًا عالميًا للجمال الأنثوي والقوة ، حملت الملكة نفرتيتى القابا عديدة منها ، مليحه المحيا، بهيجه التاج، صاحبة الريشتين، تلك التي إذا ما أصغي إليها الإنسان طُرب،سيدة الرشاقة،ذات الحب العظيم،تلك التي يسر رب الأرضين سماعها،أميرة وراثية- تسبيح عظيم، سيدة النعمة ، حلوة الحب ، سيدة الأرضين ، زوجة الملك الرئيسية ، زوجة الملك العظيم ، سيدة كل النساء  ، سيدة مصر العليا والسفلى" ، كلها ألقاب حُظيت بها الملكة، حتي أن اخناتون كان يفضل ، أن يطلق عليها اسم ، سيده جميع النساء.

يعتقد المؤرخون أن الملكة نفرتيتى ابنة "آي"، أحد كبار المستشارين، وقائد الجيش، وامها زوجته الملكة "تي" غير الحاكمة ، وقد لعبت  الكثير من الأدوار المهمة في الحياة الدينية والسياسية في مصر، وتميزت نفرتيتي بجانب جمالها وجاذبيتها بشخصيه قويه، فكانت ذات تاثير واضح على زوجها، وقد نُقشت صورها بما يشبه صور اخناتون، وعلى جدران  المعابد التي بنيت في عهد إخناتون ، تم تصويرها جنبًا إلى جنب مع زوجها، وبنفس حجمه، وهو ما لم تشهده أي ملكة أخري من قبل، وهو ما فسره المؤرخون بأنه كان واقعا تحت تأثير الحب والوله لها،حتي أنها كانت تصور وهي تضرب الأعداء مثل الملك.

رغم ما اشتهرت به الملكة نفرتيتي ودورها في الحياة المصرية، إلا أن البعض يؤكد علي أنها ليست ذات أصول مصرية، فهناك من يعتقد انها  ذات أصول سورىة ، ورأي بعض الباحثين انها ابنه الملك امنحتب الثالث، أي أنها أخت اخناتون، وأنها قد تكون من نفس الأم الملكة "تي" اومن زوجة أخرى، هناك من يؤكد  أن نفرتيتي هي ملكة من أصل مصري، وإن كانت لا تنتسسب  للأسرة المالكة، خاصة وأن شقيقتها "موت نجمت" ملكة مصرية قديمة غير حاكمة، أو زوجة ملك عاشت في آخر الأسرة الثامنة عشرة، وهي زوجة الملك حور محب ابن المنيا أيضا آخر ملوك هذه الأسرة.

وطبقا لنقوش "تل العمارنة" و"معبد أتون" في الكرنك، يتضح  أن زواجها من الملك اخناتون تم في نهاية العام الأول لإعتلاء العرش، أو بداية العام الثاني ، وفي العام السادس للحكم هاجرت مع زوجها إلى" تل العمارنة" ،ومعهم  ثلاثة من بناتهم ، وقد عاشت مع زوجها حياه زوجية سعيدة وهانئة تتميز بالقرب  التفاهم العقلي، بل والتوافق العقائدي، كما شاركت زوجها في كافه المناسبات الرسمية والطقوس الدينية  ، وهو ما جعل الكثير من المؤرخين يعتقدون إنها كانت شريكة في الحكم، فظهرت فى النقوش الى جانب زوجها في دور المعابد تردد معه صلاه الشمس .

وفى نقوش أخرى تظهر في شرفات القصر ، يطلان على الجموع الحاشدة التي تجمعت في الساحة ،  ويقدمان الهدايا إلى رعاياهم من العسكريين والمدنيين ، كما رافقته في المواكب الرسمية وهما يستقبلان السفراء والوفود الأجنبية ، في العام 12 من حكم إخناتون ، والذي دام ما يقرب من 17 عامًا، اختفي اسم الملكة نفرتيتي من السجلات التاريخية، ويعتقد بعض المؤرخين أن نفرتيتي ربما تكون قد ماتت في تلك السنة .

ويرى كثيرون أنها أصبحت الوصي المشارك فى الحكم مع زوجها ، بينما يرى اخرون أنها كانت هي نفسها "سمنخ كارع"، الذي تولي الحكم بعد اخناتون، وأنها اضطرت للتخفي خلف اسم رجل ، لم يكن لنفرتيتي مكانه خاصه في الحكم أو السياسة فقط ، ولكنها كانت تتمتع بمركز ديني خاص، فنراها في مقاصير قد خصصت لتقدم الشعائر الدينية بأسمها، كما صورت نفرتيتي على جوانب التابوت الخاص بإبنتها "ماكيت اتون"، وهو دليل على مكانتها الخاصة ، إذ أن صور التوابيت كانت مخصصة للآلهة فقط .