عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صواريخ

تأتى زيارة الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود، الثانية إلى مصر بعد شهور قليلة من زيارته السابقة، لتكشف عن حجم التوترات التى تشهدها منطقة القرن الإفريقى بسبب دأب إثيوبيا على ممارسة انتهاك القانون الدولى مع جيرانها ومحاولة فرض الهيمنة وتحقيق مصالحها وأهدافها بالقوة وفرض سياسة الأمر الواقع، وكان الرئيس الصومالى قد زار القاهرة فى يناير الماضى لإطلاع الرئيس عبدالفتاح السيسى على الخطوة الأحادية التى اتخذتها إثيوبيا باحتلال ميناء بربرة الصومالى على البحر الأحمر من خلال صفقة غير قانونية مع الانفصاليين فى شمال الصومال، وهو الأمر الذى قوبل بالرفض القاطع من البرلمان الصومالى، كما رفضته ونددت به جامعة الدول العربية والمنظمات والمجتمع الدولى.. ومع استمرار إثيوبيا فى سياستها الهمجية جاءت زيارة الرئيس الصومالى للقاهرة لوضع النقاط فوق الحروف من خلال توقيع اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر، وهى رسالة واضحة بأن مصر لن تتخلى عن الدفاع عن أمنها القومى فى منطقة القرن الإفريقى التى تشكل أهمية استراتيجية لمصر فى البحر الأحمر على مستويات عدة ومنها الملاحة الدولية عبر قناة السويس.

< التوترات فى منطقة القرن الإفريقى، باتت صناعة إثيوبية خالصة، فى ظل ضعف وغياب القانون الدولى مع التجاوزات الدولية الإثيوبية، فلم يقف الأمر عند حد التعامل مع فصائل غير شرعية فى دولة أخرى، وإنما وصل إلى احتلال ميناء فى شمال الصومال فى انتهاك صارخ للقانون الدولى، ويتكرر نفس الأمر مع جارة أخرى وهى دولة إريتريا من خلال حشود عسكرية إثيوبية على حدودها ووقوع اشتباكات من حين لآخر فى محاولة غير شرعية للحصول على منفذ بحرى على البحر الأحمر، ولم ينكر رئيس الوزراء الإثيوبى سعى بلاده لتحقيق هذا الهدف بشتى الوسائل غير الشرعية، وإذا أضفنا إلى ذلك احتلال إثيوبيا لأرض منطقة الفشقة السودانية.. سوف نعى أن كل التجاوزات الإثيوبية والخروج على الشرعية الدولية لها جانب سياسى وهو شغل الشعب الإثيوبى بقضايا خارجية ونزاعات مع كل الدول المجاورة، حتى لا يتفرغ لمشاكله الداخلية وعلى رأسها قضية الفقر التى تضرب عشرات الملايين فى إثيوبيا، إضافة إلى النزاعات العرقية والطائفية التى تهدد بتقسيم إثيوبيا، وهو ما يكشف عن السبب الحقيقى لأزمة سد النهضة، وتعمد إثيوبيا لاستمرار هذا الخلاف والادعاء بأن مصر لا تريد التنمية لإثيوبيا فى تضليل بالغ للشعب الإثيوبى سوف يتكشف قريبا فى ظل انتهاء إثيوبيا من بناء السدود دون عوائد حقيقية يشعر بها الإثيوبيون.

< الحقيقة أن إثيوبيا خسرت كل جيرانها، وتعيش حالة من التوتر مع محيطها الخارجى، وأيضا الداخلى بسبب سياستها المتغطرسة.. والمفارقة أنها لا تملك القوة العسكرية التى تمكنها من فرض هذه السياسة، كما لا تملك الوحدة والتماسك الداخلى الذى يمكنها من خوض حرب عسكرية حقيقية، بدليل أنها عجزت عن هزيمة مقاتلى الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى على مدار شهور طويلة، واضطرت للاستعانة بالجيش الإريترى لحسم هذه المعركة التى كاد أن ينفصل فيها إقليم تيجراى، باعتراف رسمى من آبى أحمد رئيس الوزراء أمام البرلمان الإثيوبى عن مساندة الجيش الإريترى، ثم عاد وانقلب على إريتريا من جديد فى دلالة على التخبط الإثيوبى، وشدة الضغوط الداخلية وأخطرها تعدد العرقيات والطوائف والصراع المستمر بينها، وإذا أضفنا إلى كل هذا العلاقات الحميمة مع الكيان الصهيونى، فلا نستبعد نظرية المؤامرة فى سياسات إثيوبيا الخارجية وتحديداً تجاه مصر.. وهو أمر لن تقبله مصر ولن تسمح به، باعتباره من الأمور التى تشكل خطوطاً حمراء للأمن القومى المصرى، لن تسمح مصر بتجاوزه فى أى زمان ومكان.

حفظ الله مصر