عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى الأسبوع الماضى كتبت فى المكان ذاته، عن سمات حاكمة فى سير زعماء الوفد العظام: سعد زغلول، ومصطفى النحاس، وفؤاد سراج الدين، الذين شاءت إرادة الله أن يرحلوا فى شهر واحد صار من الممكن أن نسميه شهر الأحزان وهو أغسطس.

رحل سعد زغلول فى الثالث والعشرين من أغسطس سنة 1927، ورحل مصطفى النحاس فى اليوم نفسه سنة 1965، ثم رحل فؤاد سراج الدين فى التاسع من أغسطس سنة 2000.

وقلت فى مقالى السابق إن أهم السمات المميزة للزعماء التاريخيين للوفد تمثلت فى مجموعة من القيم الأخلاقية العظيمة، والمبادئ النبيلة التى تصلح أن تؤسس لميثاق للعمل السياسى المصرى فى مختلف عصوره. ولا شك أن الصدق، والنبل، والوفاء، وعفة اللسان، والكرامة، والإيمان بالديمقراطية مثّلت المسار الحاكم لهذا التراث.

وإذا كان المصريون فيما مضى قد اعتادوا بشكل دورى الاحتفال بذكرى سعد زغلول رسميا وشعبيا حتى عام 1952، حيث عمدت السلطات بعد ذلك إلى منع الاحتفال بذكرى سعد، ثم حددوا إقامة مصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، وبذلوا كل جهد لتشويه الزعماء الثلاثة، وتوجيه الإساءة للوفد ورموزه. غير أن الناس ظلوا أوفياء للذكرى، فأحيوها كل على طريقته، حتى رحيل مصطفى النحاس من بعد، ليحتفوا بذكرى الزعيمين كل عام.

وفى تصوري، فإن أعظم احتفال بذكرى الزعماء الثلاثة، هو استعادة، واستذكار دروسهم الخالدة فى الأخلاق، وفى الوطنية، وفى السعى الدائم للعدالة والحرص على النزاهة.

نحن فى حاجة للتذكير بمواقفهم العظيمة فى ترسيخ تراث من القيم الخالدة، والرد على حملات الإساءة التى ظلت لعقود طويلة منهجا عاما يتصور أن سب الماضى ضرورة سياسية، وأن كل ما هو سابق يمثل رجعية.

ولا بد من نشر الأعمال التاريخية والسير والمذكرات والشهادات المحجوبة والمهملة والمنسية التى ترد الاعتبار لسعد والنحاس، وسراج الدين، تأكيدا على كون الوفد ليس مجرد حزب سياسى مثل باقى الأحزاب القائمة، وإنما هو بوتقة ومنبع الوطنية والفكر السياسى الحر فى التاريخ المصرى.

ينبغى أيضا أن نفكر بموضوعية فى إحياء ذكر الزعماء من خلال أعمال فنية، سواء درامية أو سينمائية، تقدم للأجيال الجديدة سير هؤلاء العظماء، الذين كافحوا من أجل استقلال مصر، ورفعتها، ودافعوا عن الديمقراطية وعن الحق الأمة المصرية فى صناعة سياساتها. وفى رأيى فإن الأعمال الفنية أكثر قدرة على تغيير الصور الذهنية النمطية السائدة فى مجتمعنا، وليس أدل على ذلك من أن بعض المسلسلات التى قدمت روايات جديدة للتاريخ لاقت إقبالاً جماهيرياً واسعاً.

يُمكننا أيضا أن نتبنى فى حزب الوفد وباسمه مسابقات سنوية فى بعض مجالات الفكر مثل العلوم السياسية، وفى الثقافة العامة وفى مبادئ القانون، وفى التاريخ يتم تسميتها بأسماء زعماء الوفد، وتُشكل لها لجان علمية رفيعة، ويكون هدفها تحفيز الأجيال الجديدة على الاستفادة من تراث الزعماء التاريخيين العظيم.

إننا ندرك يقينا أن زعماء الوفد يستحقون علينا أكثر من مجرد احتفال دوري، ويجب تخليد ذكراهم تخليدا حقيقيا، جزاء ما قدموه من كفاح وما بذلوه من تضحيات فى سبيل الوطن، وهذا أقل ما يجب. وسلام على الأمة المصرية.