عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خط أحمر

عندما قالت نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب الأمريكى السابقة، إن كل ما يهمها ألا تطأ قدم دونالد ترمب البيت الأبيض مرة أخرى، تصورنا أن هذا الأمر يهمها وحدها، ولكن تبين لنا أن الموضوع أكبر منها وأوسع. 

وعندما انعقد مؤتمر الحزب الديمقراطى الأمريكى لتزكية كامالا هاريس فى السباق إلى البيت الأبيض، جاء انعقاده وكأنه علامة من بين علامات على أن المعركة التى يخوضها ترمب مرشحًا عن الحزب الجمهورى، ليست فقط فى مواجهة هاريس، ولكنها فى مواجهة الحزب الديمقراطى المنافس بأكمله. 

ففى المؤتمر جاءت هاريس، ومن ورائها جاء الرئيس الأمريكى جو بايدن، ومعهما جاء الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، والرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، وزوجته هيلارى كلينتون، ومعهم جميعًا جاء ابن الرئيس الأسبق جيمى كارتر! 

جاءوا جميعًا بربطة المعلم.. وكما ترى فجميعهم رموز كبيرة فى الحزب الديمقراطى، وجميعهم يلتقون على رغبة واحدة لا تهدأ هى اسقاط ترمب وإنجاح هاريس! 

لم يحدث من قبل أن اتخذت المعركة الانتخاببة هذه الأبعاد الواسعة، ولم يحدث أن كان السباق محمومًا إلى هذا الحد نحو البيت الأبيض، ولم يحدث أن كان المرشح الديمقراطى وراءه هذا الحشد أو هذا الاحتشاد. 

وبالطبع.. فإن عيون العالم تتركز على ما يجرى فى بلاد العم سام، وهى لا تتركز على ما يدور فيها لأن المعركة تشتد وتحتدم وفقط، ولكن لأن المرشح الذى ستكتب له السماء أن يستقر فى المكتب البيضاوى بالبيت الأبيض، يظل يحكم العالم بشكل أو بآخر، ويظل نفوذه أوسع من حدود مكانه، ويظل نفوذ بلاده ممتدًا ومتمددًا خارج حدودها على الخريطة بين المحيطين الهادى والأطلنطى.. فالقوة الأمريكية ليست عسكرية وحسب، ولكنها فى الأساس اقتصادية هائلة، ولا تزال الولايات المتحدة هى الإقتصاد رقم واحد فى العالم، وهذا وحده كفيل بأن يجعل السباق نحو البيت الأبيض سباقًا عالميًا، وكفيل بأن يجعل كل الأحداث المرافقة للسباق محل متابعة واهتمام بالغين فى كل مكان من أركان الأرض الأربعة. 

من هنا إلى يوم ٥ نوفمبر الذى من المقرر أن تجرى فيه الانتخابات، ستظل أنظار الدنيا مُعلّقة بما يشهده السباق هناك من مفاجآت، وبالذات على مستوى تقدم مرشح على الآخر، فاستطلاعات الرأى تلعب بأعصاب متابعيها، وهى لا تكاد تضع هاريس فى المقدمة حتى تنقلب مؤشراتها بعدها بساعات ليتقدم ترمب، الذى كان يُمنى نفسه بمعركة سهلة مع بابدن قبل انسحابه، فإذا بهاريس تفاجئه كمرشحة بديلة لبايدن، وإذا بها تؤرقه فتجعله لا يعرف كيف ينام!