رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الخبير المثمن محمد أحمد فؤاد: العاصمة الإدارية فرصة لتطوير مناطق سكنية تلبي احتياجاتها ذاتيا

 الخبير المثمن محمد
الخبير المثمن محمد أحمد فؤاد

تعد العاصمة الإدارية الجديدة في مصر أحد أكبر مشروعات التطوير العمراني في العالم العربي. تأتي  المدينة الجديدة كمحاولة لتخفيف العبء عن القاهرة وتعزيز التنمية الاقتصادية والبنية التحتية الحديثة. 

وفي ظل هذا التطوير الهائل، تبرز أهمية نظرية الأحياء الذاتية (Self-sustaining Neighborhoods) كأحد الابتكارات الحضرية التي يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز استدامة هذا المشروع الطموح.

قال محمد أحمد فؤاد الخبير المثمن ، إن نظرية الأحياء الذاتية تعتمد على فكرة تطوير مناطق سكنية قادرة على تلبية احتياجاتها الخاصة دون الاعتماد الكبير على الموارد الخارجية. هذه الأحياء تكون مصممة لتكون مستقلة من حيث إنتاج الطاقة، وإدارة النفايات، وتوفير الغذاء والمياه. الهدف الأساسي من هذه النظرية هو تقليل البصمة البيئية وتحقيق استدامة حقيقية من خلال إنشاء مجتمعات تعتمد على ذاتها بشكل كامل أو شبه كامل.

وأضاف أن العاصمة الإدارية الجديدة تمثل فرصة فريدة لتطبيق نظرية الأحياء الذاتية على نطاق واسع. من خلال الاستفادة من أحدث التقنيات والابتكارات في مجالات الطاقة المتجددة، والزراعة الحضرية، وإدارة الموارد، يمكن تحقيق مجتمع متكامل ومستدام.

ويتمثل أحد الجوانب الرئيسية لنظرية الأحياء الذاتية في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وفي العاصمة الإدارية الجديدة يمكن تصميم الأحياء بحيث تحتوي على محطات صغيرة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على أسطح المباني، مما يقلل من الاعتماد على الشبكات الوطنية للطاقة.

وأضاف أن الزراعة الحضرية هي عنصر آخر أساسي في الأحياء الذاتية. من خلال تصميم حدائق على الأسطح وأماكن مخصصة للزراعة داخل الأحياء، يمكن للمقيمين إنتاج جزء كبير من احتياجاتهم الغذائية محليًا. هذا الأمر لا يقلل فقط من تكلفة النقل والتخزين، بل يعزز أيضًا الأمن الغذائي ويقلل من التلوث البيئي.

كما أن إدارة المياه والنفايات هي عنصر حيوي آخر في تحقيق أحياء ذاتية من خلال تقنيات مثل إعادة تدوير المياه الرمادية واستخدامها في الزراعة، بالإضافة إلى تحويل النفايات العضوية إلى سماد، يمكن للأحياء تحقيق درجة عالية من الاكتفاء الذاتي وتقليل التلوث البيئي.

تطبيق نظرية الأحياء الذاتية في العاصمة الإدارية الجديدة يمكن أن يؤدي إلى تحقيق فوائد كبيرة من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية. على المستوى الاقتصادي، سيقلل ذلك من التكاليف طويلة الأمد المرتبطة بالطاقة والمياه والنقل، أما من الناحية الاجتماعية، فإنه يعزز من الترابط المجتمعي والاستقلالية، حيث سيصبح لكل حي طابعه الخاص وقدرته على دعم سكانه.

ورغم الفوائد الواضحة لنظرية الأحياء الذاتية، فإن تطبيقها في مشروع ضخم مثل العاصمة الإدارية الجديدة قد يواجه تحديات. من بين هذه التحديات التكلفة الأولية.

 فإنشاء البنية التحتية اللازمة للأحياء الذاتية قد يكون مكلفًا في البداية، مما يتطلب استثمارات كبيرة.

كما أن توفير بند التنسيق والتخطيط ،  يتطلب تنسيقًا عاليًا بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة لضمان تكامل الأنظمة، والسكان بحاجة إلى التكيف مع نمط حياة جديد يعتمد على مزيد من المشاركة المجتمعية والمسؤولية الفردية.

وتابع فؤاد :" الخلاصة أن العاصمة الإدارية الجديدة فرصة ذهبية لتطبيق نظرية الأحياء الذاتية على أرض الواقع، مما يضع مصر في مقدمة الدول التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة. من خلال تبني هذه النظرية، يمكن للعاصمة الإدارية الجديدة أن تصبح نموذجًا عالميًا للتطوير الحضري المستدام، مما يساهم في تحسين جودة الحياة لسكانها ويسهم في الحفاظ على البيئة."