رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المنتج مارك لطفي: الميزانية المحدودة تحرر صانع الأفلام

بوابة الوفد الإلكترونية

في لقاء بعنوان "اختيار فكرة الفيلم" استضافت كايرو فيلم فاكتوري المنتج والمخرج مارك لطفي، مؤسس فيج ليف ستوديو، أحد أبرز شركات الإنتاج السينمائي المستقل في مصر والمنطقة العربية،  والذي شارك في إنتاج العديد من الأفلام التي حازت على التقدير على المستوى العالمي.  

تحديات

وتناول اللقاء، الذي أداره الناقد السينمائي محمد سيد عبد الرحيم في حضور مجموعة من صناع الأفلام، التحديات المختلفة التي تواجه صانع الفيلم في اختيار فكرة الفيلم، ومن بينها أصالتها وعلاقتها بالواقع والمحيط الثقافي والاجتماعي وعلاقتها بسياقها الإنتاجي، وجمهورها المستهدف. 

وقال مارك لطفي إن صناعة فيلم بميزانية محدودة ينبغي أن يكون اختيار، وليس نتيجة لمحدودية الموارد، لأن التخلص من عبء الميزانيات الكبيرة، التي تتجاوز قدرة المخرج وفريق العمل على إنجاز الفيلم بالاعتماد على إمكانياتهم المادية والفنية والتقنية المتاحة  يضمن لهم حرية الاختيار والتعبير والتجريب.

وأشار إلى أن استثمار عدد كبير من الجهات المانحة والإنتاجية في مشروع فيلم  يكبل صانع الافلام بالمخاوف والتوقعات والقيود التي تحد من حريته، وقال "مع زيادة الاستثمار يزداد القلق وتزداد القيود فالميزانية المحدودة تساوي الحرية" موضحاً أن وضع تصورات إنتاجية ضخمة لصناعة الفيلم يجعل صانع الأفلام مشاركًا في وضع العقبات.

 

وأكد لطفي على ضرورة العمل الجماعي ضمن فريق متجانس في الرؤية والأهداف كأحد العوامل الجوهرية لمواجهة مختلف التحديات التي تفرضها الصناعة، وقال "العمل الجماعي يتيح عدد لا متناهي من الحلول الإنتاجية والفنية التي تعزز حرية الاختيار. السينما عمل جماعي ولا يمكنها أن تكون غير ذلك".  

وأشار لطفي إلى أن وجود أطر سائدة للجهات المانحة والإنتاجية بتنوعاتها  هو أمر واقع  في صناعة الأفلام، لكن هذه الأطر ليس من المستحيل اختراقها، شرط أن يكون صانع الافلام واعيًا بالأفكار التي يرغب في التعبير عنها وأن يعمل بروح الباحث ليمتلك رؤيته الخاصة. فعندما يواجه صانع الأفلام الأطر السائدة بامتلاك أدواته ورؤيته ووعيه الخاص والأرض الصلبة التي يقف عليها يجعله ذلك في موقف ندي وليس في موقع الخاضع لتلك الأطر. 

وأضاف إن الخضوع لمعايير الأطر السائدة ليس صعبًا، لكن على صانع الأفلام أن يطرح على نفسه سؤال جوهري وهو هل هذا حقًا ما يرغب في فعله؟ وهل هذا ما تعنيه السينما بالنسبة له؟. مشيرًا إلى أن طرح خطاب بديل يتطلب من صانع الأفلام أن يمتلك الأدوات التي تجبر الآخر على التعاطي مع هذا الطرح بجدية، وقال "إذا رغبت في فرض طرح بديل عليك أن تكون مقنعًا، فالسير عكس التيار يحتاج إلى البحث والدراسة وامتلاك الدليل على أهمية ما تمتلكه من أفكار". 

وأضاف مارك لطفي أن الواقع المصري يتمتع بفرص لا محدودة من الأفكار والقصص والطبقات الاجتماعية والثقافية والسياسية والمفاجئات التي لا يصدقها عقل والتي تحتاج إلى صانع أفلام يعمل بروح الباحث المهووس بالمعرفة. وقال "عندما يطرح الآخر مواضيع محددة لأنه يرى أن لها الأولية، فإن مواجهة ذلك لا تأتي بخطاب المظلومية وإنما بطرح بديل يجبره على مناقشتك في أولوياتك أنت"  

من جهته أشار الناقد محمد سيد عبد الرحيم الذي أدار اللقاء، إلى أن مارك لطفي يعد من أبرز الشخصيات السينمائية في السنوات العشر الأخيرة وخاصة في صناعة السينما المستقلة، مشيرًا إلى انخراطه في المجال السينمائي في وقت مبكر مؤسساً شركة فيج ليف في العام ٢٠٠٥، وكذلك كناشط سينمائي معني بالثقافة السينمائية من خلال "سينيدليتا" وهي مدرسة سينمائية مستقلة ساهمت في تخريج الكثير من صناع الأفلام. وأضاف أن لطفي شارك في إنتاج عدد من الأفلام التي حققت نجاحات مهمة على المستوى الدولي والتي رفعت اسم السينما المصرية واسم مصر على المستوى العالمي.  

وقالت المخرجة ناهد نصر مؤسسة "كايرو فيلم فاكتوري" إن مارك لطفي يتمتع بخبرة ممتدة في مجال الإنتاج السينمائي المستقل، وفي مجال الشراكات الإنتاجية تمكنه من امتلاك رؤية ملهمة لصناع الأفلام على أول الطريق، مشيرة إلى أن  أحد أهداف سلسلة اللقاءات الشهرية في كايرو فيلم فاكتوري التي تحظى بمشاركة صناع الأفلام من أجيال مختلفة هو مشاركة وتبادل الرؤى والخبرات والحلول في صناعة الأفلام.

يذكر أن المنتج والمخرج مارك لطفي أسس "فيج ليف ستوديو" عام ٢٠٠٥ لتصبح أحد أبرز شركات الإنتاج السينمائي المستقل في المنطقة. وشارك في إنتاج العديد من الأفلام التي حازت على جوائز وشاركت في مهرجانات دولية مرموقة، من بينها "وجوه" للمخرجة دينا ناصر والذي حاز على تنويه خاص من لجنة تحكيم الأطفال لأفضل فيلم قصير في مهرجان برلين السينمائي ٢٠٢٤، و"كذب أبيض" للمخرجة أسماء المدير، الحائز على السعفة الذهبية في قسم نظرة ما بمهرجان كان ٢٠٢٣،  وفيلم "ستاشر" للمخرج سامح علاء، الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي ٢٠٢٠، وفيلم "سعاد" للمخرجة آيتن أمين (اختيار مهرجان كان ٢٠٢٠ وبرلينالة وتريبيكا ٢٠٢١)، و"كباتن الزعتري" للمخرج علي العربي (اختيار صندانس ٢٠٢١) .
أخرج لطفي عدة أفلام قصيرة من بينها  One Night Stand عام ٢٠١٩ بالمشاركة مع المخرجة نور عابد، وشارك في عدة مهرجانات من بينها مهرجان جيلافا السينمائي  الدولي للأفلام الوثائقية، ومهرجان جابس، ومهرجان شيكاغو السينمائي لأفلام الاندر جراوند.  كما شارك في تأسيس "سنيديلتا" وهي مدرسة مستقلة للأفلام الوثائقية تهدف إلى خلق فرص لصانعي الأفلام الشباب من خلال تبادل الخبرات مع خبراء السينما الدوليين.