عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بدون رتوش

بدا رئيس وزراء إسرائيل «بنيامين نتنياهو» اليوم وقد أصبح فكرة ظلامية لا تؤمن إلا بالابادة الجماعية ولا تسعى إلا من أجل استمرار الحرب الضروس التى تشرعها ضد الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر الماضى والتى أسفرت حتى الآن عن أكثر من مائة وأربعين ألف قتيل وجريح معظمهم من النساء والأطفال، وما يزيد على عشرة آلاف مفقود وسط دمار هائل طال البنية التحتية ومجاعة قاتلة. ولم تكتف إسرائيل بذلك، ومن ثم واصلت جرائم الحرب التى ترتكبها على مرأى من العالم كله متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولى بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنسانى الكارثى بقطاع غزة.
إنه رئيس وزراء اسرائيل «بنيامين نتنياهو» الذى سكنته غريزة الشر، وسيطرت عليه الرغبة العارمة فى إشعال الحروب وتغذيتها حتى لا يخمد أوارها. ومؤخرًا قال فى لقاء مع مجلة «تايم» الأمريكية: (إذا كنت تريد السلام، فاستعد للحرب)، وهو ما يعنى أن «نتنياهو» لا يسعى إلى السلام، ولا يستخدم إلا أدوات الحرب والإبادة لتحقيق الهدف المنشود. تحدث «نتنياهو» فى المقابلة التى أجرتها معه مجلة « تايم» الأمريكية عن استمرار الحرب، ولم يلتزم بموعد للتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن وعودة سكان الشمال إلى ديارهم. ولكنه يبدى اهتمامًا بالغًا عندما يتطرق بالحديث إلى حركة حماس فيقول: (إنه ملتزم بتدمير حماس حتى لا تتمكن من إعادة بناء نفسها).
لقد كان لرئيس وزراء اسرائيل «بنيامين نتنياهو» تصريح قبل أربعة أشهر قال فيه إن إسرائيل على بُعد خطوة واحدة من تحقيق النصر الكامل. غير أن الأرقام والمستجدات تشير إلى واقع مختلف كلية، حيث أسفرت الحرب التى أشعلها منذ السابع من أكتوبر الماضى عن قتل 689 جنديًا، وإصابة أكثر من 4252 مقاتلًا، ولا يزال هناك نحو 115 مدنيًا اسرائيليًا محتجزًا لدى حماس دون أمل فى إطلاق سراحهم. والثابت اليوم أن ذاكرة «نتنياهو» تخونه، فهو يرفض تحمل المسئولية أو حتى الاعتذار، ويكتفى فقط بالتعبير عن عن أسفه لما حدث فى هجوم السابع من أكتوبر، وكأنه مراقب دولى وليس المهندس الذى أمر بتحويل ملايين الدولارات إلى غزة، والتى انتهى بها الأمر لتكون فى أيدى حماس لتستفيد منها فى تعزيز قوتها.
ذاكرة «نتنياهو» لم تعد كما كانت، فعندما سئل عن الشراكة الائتلافية مع «ايتمار بن غفير»، و«بتسلئيل سموتريتش» قال إن جميع الحكومات الاسرائيلية كانت تعتمد على أنظمة برلمانية وائتلافات، وإن الحكومات السابقة شكلت ائتلافات مع أحزاب مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين التى ترفض وجود اسرائيل دون أن تلقى أى انتقادات على ذلك. وكان «نتنياهو» يشير بذلك إلى رئيس (القائمة العربية الموحدة «منصور عباس» الذى اعترف علنا بحق إسرائيل فى الوجود، وأبدى رغبته فى الاندماج من أجل مصلحة الأجيال القادمة، الذى لا يزال حزبه يتعاون مع الائتلاف الحالى فى تمرير القوانين.
«نتنياهو» أصبح هو وحكمه مجرد فكرة وليس أكثر من ذلك. وإذا كان فكرة فسيكون مسموح له بتغيير القانون حتى يتمكن من تعيين المفوض القادم للخدمة المدنية، والذى سيكون فى الأساس مفوض خدمة «نتنياهو». ومن المقبول له أيضًا تهريب ابنه على متن طائرة رئيس الوزراء، وأيضًا من المقبول له توجيه وزير العدل لعدم تعيين رئيس للمحكمة العليا، فحين تكون فكرة فأنت قادر على كل شىء.