عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إطلالة

يتصدر التريند خلال هذه الأيام فيديو طالب جامعة الزقازيق الذى يرقص قبل تسلمه شهادة تخرجه من أساتذته بالجامعة، وسط تشجيع من زملائه فى مسرح قاعة الاحتفالات، مما أثار جدلًا واسعًا بين الناس. وهناك أمران غريبان فى هذا الموضوع، الأول يتعلق بالواقعة نفسها، فقد تم إتخاذ إجراء ضد الطالب وإحالته للتحقيق، فى حين أن هناك وقائع سابقة لفتيات وليس شابا، مثل طالبة كلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط، التى رقصت فى حفل التخرج على موسيقى أغنية، فى فيديو تم تداوله وتم انتقاده بشكل كبير، وكذلك رقص طالبة كلية التمريض فى حفل تخرجها بأكاديمية قناة السويس للعلوم المتطورة فى محافظة الإسماعيلية. وللأسف لم يتم ضدهم أى تصرف. وكان من الأولى أن يتم اتخاذ إجراء ضد أول طالب ارتكب هذا الجرم، واخترق محاذير الحرم الجامعى حتى يكون عبرة لأى طالب آخر يقوم بتكرار مثل هذا الفعل، ومن يكرره تكون العقوبة أقوى من العقوبة السابقة. فكيف نحاسب الطالب على قيامه بفعل سبق ارتكابه ولم يتم أخذ أية إجراءات قانونية ضد مرتكبيه؟
أما الأمر الثانى فى هذا الشأن والأهم خطورة هو الوضع الذى أصبحنا عليه الآن من قيام السوشيال ميديا فى التحكم فى المجتمع بأكمله وتحريكه حيثما يشاء، للأسف أن التريند الذى يتصدر صفحات التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا لديه تأثير أقوى من الفعل فى حد ذاته، فعندما يسلط الضوء على أية واقعة خلال ساعات تصبح تريند وتكون لها صدى أكبر من اللازم، فى حين أنها من الممكن أن تكون واقعة تافهة ولا تذكر، ولكن السوشيال ميديا تجعل منها حدثًا يثير الجدل فى المجتمع. إلى متى نظل عبيد تحت سيطرة هذه البدع نستجيب لها ونندرج تحت طياتها. فكم من الأحداث المتشابهة تقع فى حياتنا فمنها ما يمر مرور الكرام لعدم تسليط الضوء عليه من خلال السوشيال ميديا، ومنها ما يصبح رأى عام وبثير الجدل ولا يشغلنا سواه. فهل من المعقول أن نصبح أسرى لما تفرضه علينا السوشيال ميديا من وقائع لا تستحق النظر إليها؟
ومن جانب آخر أن ما تنشره السوشيال ميديا من سلبيات عن مجتمعنا يسىء للدولة والمجتمع أمام البلاد الأخرى، فلا توجد دولة تقوم بنشر غسيلها المتسخ أمام العالم مثل ما يحدث عندنا، فكل دولة يوجد لديها فى مجتمعاتها سلبيات تفوق البلاد بمراحل، ومع ذلك لا نعلم عنها شيئًا ولا يظهر منها غير الإيجابيات فقط، فلا بد أن نتريث فى نشر الفيديوهات التى تمس سمعة البلاد فمصر لا تستحق ذلك من أبنائها، ولا بد أن يظل أسمها فوق رءوس جميع دول العالم، حتى تعود هيبة مصر والمصريين.