رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ترعة الصلاحات بالدقهلية.. كابوس يطارد حياة الأهالي

ترعة الصلاحات بالدقهلية
ترعة الصلاحات بالدقهلية

الإهمال واللامبالاة ضربت كل ما يحيط بهم، فتحولت حياتهم إلى جحيم ومشاعر الألم والمرض، تفشت بين أهالى قرية كفر الصلاحات بالدقهلية، ما يجعل الصورة القاتمة التي يمر عليها ويسكن بجوارها ويشم رائحتها الجميع  تحتاج إلى التدخل السريع من قبل المسئولين حتى تعيد للمياه عذوبتها .

وأصبحت ترعة الصلاحات بؤرة خطيرة للتلوث تهدد صحة المواطنين، وتفتك بهم بلا رحمة وتحولت إلى كابوس مخيف يطارد سكان العديد من القرى بعد أن أصبحت مصابا دوريا  لمياه المجارى، بعد قيام  البعض بمد مواسير أرضية لعمل صرف مباشر على الترعة حلا لمشكلة  انفجار شبكات الصرف الصحي الدائم في القرية، مما أدى لانبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة والأمراض الفتاكة. بالرغم أنها تقوم برى أكثر من 10 آلاف فدان من أخصب الأراضى الزراعية، ما جعل الآلاف من المواطنين عرضة للإصابة بالأمراض الفتاكة التي تصيب الجهاز الهضمي والكلى بسبب ري المحاصيل المختلفة والخضراوات من هذه المياه الملوثة بصفة مستمرة  .

وعبر أهالى القرية عن غضبهم واستيائهم الشديد بسبب غياب الرقابة والمتابعة من جانب قسم البيئة بالوحدة المحلية لمركز ومدينة بنى عبيد وكذلك انعدام المتابعة من جانب مفتشي وموظفي مديرية الري بالدقهلية 

وعن آراء بعض المزارعين واستيائهم من هذا السلوك الذي يدمر حياة الآلاف من المواطنين الأبرياء الذين يتناولون خضر ومحاصيل ارتوت بهذه المياه الملوثة قال مصطفى المجار، من أهالي قرية كفر الصلاحات  إنه يجب على المسئولين بالمرور علي الترع في أيام العطلات الرسمية وخاصة يوم الجمعة وفي أوقات متأخرة من الليل لرصد المخالفين من المواطنين ، مضيفاً أنه لو قام الموظفين بواجبهم وحرروا محاضر للمواطنين الذي يصرفون مياه الصرف الصحي في الترعة لارتدع المخالفين .

وطالب عاطف مندى، من قرية كفر الصلاحات مسئولي قسم البيئة بالوحدة المحلية لمركز بنى عبيد  باتقاء الله في عملهم وتأدية حفاظاً على حياة المواطنين الذين ليس لهم أي دور رقابي أو ردعي في تلك الظاهرة التي انتشرت في غالبية قرى المركز ، مشيراً إلى أن أعداد المرضى المصابين بالفشل الكلوي وأمراض الكبد في ازدياد مستمر بسبب هذه السلوكيات الخاطئة التي تقتل أجيال شابة بأكملها .

قال محمد النادى مهندس زراعى، إن تلوث المياه خطر يهدد الصحة العامة ويساهم في إهدارها، لافتا إلى أن تلوث المياه في الترع والمصارف، نتيجة إلقاء المخلفات الزراعية والصرف الصحي والزراعي وبواقي عبوات المبيدات الفارغه، إضافة إلى التلوث الناتج من جراء رش المبيدات والتسميد بالاسمدة الكيماوية وإلقاء الحيوانات النافقة في مجاري المياه ومصادرها.

وأضاف النادى ، أن أخطر أنواع تلوث المياه الجوفية يأتي عن طريق اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه ، واستخدام الطرنشات بديلا عنها مما يؤدي لتلوث المياه الجوفية التي قد تختلط بمياه الشرب أو تدخل أجسامنا، وذلك عن طريق المحاصيل الزراعية التي تروى بمياه مختلطة مع مياه الصرف الصحي.

وأوضح النادى، أن أضرار تلوث المياه قد تمتد إلى منع بعض المنتجات الزراعية من التصدير مما يؤثر سلبيا علي الاقتصاد الزراعي وسمعة المنتجات الزراعية المصرية، وقد يؤدي ري المحاصيل الزراعية بمياه ملوثة إلى إصابة المستهلكين بأمراض خطيرة تكلفنا مليارات الجنيهات لعلاجها، كما يؤدي تلوث المياه بالقاذورات والمخلفات الصلبة إلى إعاقة مجرى المياه وعدم وصولها إلى نهايات الترع او إلى عدم صلاحيتها للاستخدام مما يعرضها للهدر والفقدان.

أما السباعى عبده مهندس زراعى  فيعلق قائلا: أولا هذه الظاهرة قتلت جميع الأحياء وبالتحديد الأسماك بالترع وقضت على الثروة السمكية، وهذه الأسماك لا تتوقف أهميتها عند حد الغذاء عليها فحسب بل كانت تتغذى على الحشائش التى تنمو فى تلك الترع، فمن ناحية قضت على الأسماك ومن أخرى شجعت على نمو الحشائش التى تمثل عائقًا وتستهلك جزءً كبيرًا من مياه الترع.

ويستطرد عبده  قائلا: المياه الملوثة تروى الزرع وتلوث التربة والمشكلة أن مياه الصرف بها منظفات وكلور والكلور فى غاية الخطورة فهو سام جدًا ومسرطن يقوم بالتفاعل وعمل مركبات فى التربة تدخل فى النبات وتنتقل للحيوان والإنسان عندما يتغذى على الحيوان أو على النبات مباشرة ويسبب الفشل الكلوى والسرطان، كما أن الترع يلقى بها مخلفات غسيل السيارات والشحوم والوقود ونواتج معامل التحاليل ومخلفات البطاريات التى بها عناصر ثقيلة، والمشكلة فى سمية هذه العناصر الثقيلة، وكل ذلك يتفاعل مع التربة ويكون موادا سامة، كما أن هناك كمية من الأملاح تؤذى التربة وترفع من تركيزات المركبات الحمضية والقلوية.