رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمة حق

من المونديال إلى الأوليمبياد يا قلبى لا تحزن
عشرون عاماً ما بين صفر المونديال الذى حصلت عليه مصر فى مايو 2004 أثناء تقدمها بملف لاستضافة كأس العالم 2010، وما بين صفر البعثة المصرية فى الدورة الأوليمبية 2024 المقامة حاليا بباريس، عشرون عاماً، لم تشفع للقائمين على منظومة الرياضة المصرية فى إعداد استراتيجية رياضية متكاملة للرياضة المصرية ولا خطط علمية يمكن أن تقيل الرياضة المصرية من عثرتها ولا كوادر رياضية وأبطال قادرين على حصد الميداليات وباتت الرياضة تستحق وبجدارة مقولة «إن لم تستح فاصنع ما شئت»، هذا أقل وصف يمكن أن توصف به الرياضة فى مصر بعد عدد من الإخفاقات الكبيرة.
عزيزى القارئ لن نضع رؤوسنا فى الرمال، مصر تمر بمنعطف تاريخى وتحديات كبيرة ولا مجال فيها للمواربة أو المواءمة، فلدينا قيادة سياسية ورئيس حاسم وحازم ولن يمر هذا الإخفاق مرور الكرام، ولمن لا يعلم فإن بعثة مصر فى أوليمبياد باريس 2024 تضم 164 لاعباً وهى أكبر بعثة فى تاريخ مصر بتكلفة 1.25 مليار جنيه، والمحصلة صفر إلا ميدالية يتيمة برونزية حققها على استحياء لاعب سلاح الشيش.
إهدار للمال العام مصحوب بالكوارث والإخفافات فى جميع اللعبات، هل هذه مصادفة أم أنها تراكمات للفشل والتراخى من مسئولين لا يصلحون لهذه المكانة.
منطق الثواب والعقاب من أساسيات وأركان العدالة، من أجاد حق أن نرفع له القبعة، ومن أخفق لا بد من المحاسبة بداية من وزارة الرياضة ثم الاتحادات الرياضية واللجنة الأوليمبية، جميع المنظومة الرياضية تحتاج إلى «تفوير» وهو لفظ شعبى دارج بمعنى تنقيح وتغير، جذرى لكل من يثبت تقصيره وفشله وعدم قدرته فى أداء دورة.
التاريخ لن يغفر لهؤلاء ما حدث من كوارث فى أوليمبياد باريس 2024 من فضيحة قام به اللاعب والمصارع كيشو، بارتكابه أفعالاً مشينة منها التحرش بإحدى السيدات داخل أحد البارات فى باريس، أدت إلى اعتقاله من قبل السلطات الفرنسية، ثم ما أثير حول اللاعبة ندى حافظ، لاعبة سلاح السيف، بعدما خسرت من لاعبة كوريا الجنوبية فى دور الـ16، لتعلن بعدها أنها كانت تشارك فى منافسات السلاح بأوليمبياد باريس 2024، وهى حامل فى الشهر السابع!
مع كامل احترامى لابنتنا ندى، لكن لا يعقل أن يقبل العقل أو المنطق أو الحرص على صالح اللعبة والمنافسة القوية هذا الأمر، ثانياً هل لم يلاحظ مدربها أنها فى الشهور المتقدمة من الحمل، والحركة التى هى أساس المبارزة فى الشيش صعبة عليها؟، هل لم يجر اتحادها تحليلاً للاعبين قبيل البطولة؟، أمور تحتاج إلى وقفة جادة مع النفس ومحاسبة المقصرين.
فى تصورى أن الحساب سيكون سريعًا فتعاطى القيادة السياسية مع القضايا الكبيرة سريع وفعال، ولنا فى توجيهات الرئيس بفتح تحقيق فى وفاة اللاعب أحمد رفعت، خير دليل، وهو الأمر الذى وجه فيه الرئيس السيسى بفتح تحقيق فورى فى الأمر، فاطمئنوا، المحاسبة قادمة لكل منظومة وأسباب الفشل المنظومة الرياضية.
وأخيرًا، وبقلب أب، ومواطن ومسئول مصرى، أحمل أمانة هذا الوطن فى عنقى، أناشد السيد رئيس الوزراء أن يتحمل مسؤولياته فى الحفاظ على أبنائنا الرياضيين الذين شاركوا فى تلك الدورة الأخيرة، فعلى من يتعامل مع هذه القضية أن يتعامل بمشرط جراح فلدينا أبطال، إذا وجدوا الاهتمام الجيد والإعداد الحقيقى سوف يسيرون فى مسار تحقيق البطولات فى كل العالم، لدينا خامات مميزة ولكن تحتاج إلى أسطى ومعلم، يستطع أن يخرج منها أجمل الصور وأفضل النتائج، نريد الحفاظ عليهم لكن بتخطيط علمى مدروس، وليس بمنطق «عبيلو وإديلو».
هذا الفشل الذريع الذى منيت به الرياضة المصرية لم يكن أبدا إلا نتاج جهل وتخبط وعدم رؤية لدى مسئولى الرياضة فى مصر، لكن كل ما أخشاه أن يكون أولادنا الصغار هم الشماعة التى تعلق عليها كل هذه المصائب، حاسبوا من أجرم فى حق الدولة المصرية والرياضة المصرية.
أعتقد اننا لو كنا أخذنا من صفر المونديال العظة والعبرة واستوعبنا الدرس فى حينها ما كنا وقعنا فى هذا الموقف المذرى الآن، وقد مر عليه عشرون عاماً ولم نتعلم، بل وقعنا فى نفس المصيبة، «تعلموا وأفيقوا واستقيموا يرحمكم الله».
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية.
المحامى بالنقض
عضو مجلس الشيوخ