رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

همسة طائرة

شدد الرئيس السيسى على ضرورة أن يحرص المواطن فى أى جهة عمل على مواصلة العمل لتصبح الدولة قوية وقادرة ولها مكانة بين الأمم وقال: «لكى نتقدم وتصبح لنا مكانة على الأرض يجب أن نواصل العمل بشكل صادق ونحافظ على كل مبلغ مالى ليكون فى مكانه الصحيح، فالدولة ستصبح قوية وقادرة بشعبها وليس فقط بحكومة أو رئيس»، جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات الملتقى والمعرض الدولى السنوى للصناعة فى دورته الثانية الذى نظمه اتحاد الصناعات المصرية فى مركز المنارة للمؤتمرات الدولية.
<< يا سادة.. أعتقد أن كلمات الرئيس تؤكد حقيقة واحدة أن لدينا حالة من التراخى والتردى كان وراءها دعوة الرئيس للكل بالعمل.. ولكن للأسف هناك حزب داخل كل مكان فى مصر يحول دون أن ننجح أو نتقدم للإمام وجميعنا يعانى منه.. فمن منا يا سادة لا يعرف هذا الحزب ولم ينكو بناره؟ كم شريف مخلص لهذا الوطن لم يعرقله هذا الحزب ويمنعه من التقدم للأمام من أجل رفعة هذا الوطن؟ من منا لم يضع له هذا الحزب العراقيل والحرب الباردة بل والشائعات المغرضة حتى لا يكمل فى مسيرته؟ هل علمتم من هو هذا الحزب.. أنه يا سادة «حزب أعداء النجاح» الذى يعانى وينكوى بناره كل الناجحين المخلصين المتمنين رفعة هذا الوطن.. فكل ناجح متميز فى هذا الوطن يعانى أشد المعاناة ما يطلق عليهم «حزب أعداء النجاح» وهو يتكون من مجموعة من الفشلة والمتراخين والمهملين والفاسدين .. وهذا الحزب بالدرجة الأولى هو المسئول عن حالة التراخى وتراجع معظم مؤسساتنا.. فالفشلة لا يريدون للناجحين أن يعبروا بنجاحهم، لأن فى عبورهم هذا إزاحة الستار عن مراكز قوى الفشل والتردى والإهمال الذى يصل إلى حد الفساد الإدارى بل والمالى أيضًا.
<< يا سادة.. الخطير أنه ورغم حرب الدولة ضد كل مظاهر التردى والفشل والعشوائية والإهمال والفساد المالى والإدارى بالدولة، فيبدو أننا ما زالنا غير قادرين على اقتلاع جذور هذه المظاهر وهذا الفساد؟.. ويأتى السؤال: لماذا نحن غير قادرين رغم الرغبة القوية والعارمة للقيادة السياسية فى القضاء على مظاهر التراخى والفشل والإهمال والفساد؟.. والإجابة ببساطة تتلخص فى أننا دائمًا ما نركز على رؤوس هذه المظاهر فنصل إليها ونقطعها وننسى أن لهذه المراكز جذروًا ضاربة فى أرض الوطن وجهازه الإدارى تعس فيه فسادًا وإفسادًا بشكل لا تستطيع وحدك أن تحاربه.
<< يا سادة.. الحكاية مع التردى والفساد ترجع إلى ما قبل 25 يناير 2011 فلم نكن نسمع أبدًا عن استقالة أى وزير أو محاسبة أى مسئول كبير على أى كوارث تقع فى نطاق مسئوليته، بل إن الموظف الشريف الذى يجتهد ويعمل ويسعى لكشف الفساد هو من كان يدفع الثمن.. وهو ما كانت تجسده السينما المصرية فى نهايات أفلامها المتحدثة عن الفساد «إن الفاسد الأكبر الذى يظهر فى نهاية الحبكة الدرامية» يؤكد أنه ليس هو النهاية لتروس الفساد، بل إن هناك تروسًا أكبر فى الدولة فى إشارة إلى الرؤوس المسئولة الكبيرة».. ولكن بعد ثورة يناير أصبح الوزراء الشرفاء، والمسئولون المجتهدون هم من يدفعون من جهدهم وسمعتهم ثمن اجتهادهم ويطاح بهم على أى فساد أو إفساد أو تقصير فى وزارتهم ويطاح بالوزير ويأتى غيره ويطاح به لدرجة أننا ومنذ ثورة يناير حتى الآن أحرقنا رموزًا وأسماء وشخصيات لم يكن أحد يتوقع أن يطاح بها.. المؤسف أن الوزير يطاح به، ولكن الفساد باقٍ ومعشش فى دروب الوزارات لا يستطيع أحد الإطاحة به.. بل هو من يطيح بالجميع ويخرج لنا جميعًا لسانه.. وللأسف هو دائمًا المنتصر.. وهذا فى رأيى يا سادة.. يؤكد حقيقة واحدة وهى أن «للفساد هذا مراكز قوى تسمى حزب أعداء النجاح» فى تلك الوزارات تمتلك من الآليات والمفردات لكل خيوط اللعبة ما تستطيع به أن تسقط أيًا من فكر أن يقترب منها أو يظهرها بل على الفور «تستف الأوراق والمستندات» ويلبسها فى النهاية الشرفاء من الوزراء والمسئولين الذين يشاء حظهم التعس أن يأتى بهم كوزراء لوزارات عشش فيها الفساد لسنوات طويلة فاقت عمر وسن أى وزير أو مسئول شريف يتولى أمرها.
<< يا سادة «مراكز قوى الفساد» هذه تمتلك كل مقومات الفساد والإفساد.. تمتلك العلاقات الداخلية والخارجية، تمتلك القوانين العقيمة التى يستغلها أذناب الإرهابية وغيرهم وتمتلك الرشاوى والعمولات والأموال والوظائف والشقق والمصالح وغيرها الكثير والكثير الذى تستطيع به أن تشترى الضمائر والذمم الخربة وهى ما أكثرها وفى كل الجهات، فهناك ضعاف النفوس الذين يبيعون ضمائرهم وواجباتهم الوطنية أمام مقومات الفساد التى تظهرها لها مراكز قوى الفساد فى الوزارات هذه.. ليس ذلك فقط، بل إن تلك المراكز لديها اللجان الإلكترونية بمواقع التواصل الاجتماعى الخاصة بهم تنشر الأكاذيب والاساءات عن المسؤولين الشرفاء المجتهدين من أجل اغتيالهم معنويا.. ولجعلهم يبعدون عن النجاح وتحقيق أهدافهم لخدمة الوطن حتى لا يكشفوا فساد وإفساد تلك المراكز داخل حزب أعداء النجاح.. وهذا بالضبط مثلما تم مع وزير الداخلية اللواء أحمد رشدى رحمة الله عليه عندما وصل للرؤوس الكبيرة فى تجارة المخدرات وللمساعدين لهم من قيادات كبيرة داخل الوزارة فكانت النتيجة ما حدث ورأينا من «فضيحة الأمن المركزى»، ثم الإطاحة بالرجل الذى يتذكره الشعب دائمًا بالخير لأن هذا الشعب لا ينسى من يحنو عليه مثلما قال الرئيس السيسى.
<< يا سادة.. أقول هذا القول بعدما شهدته الأيام القليلة الماضية من بلبلة مع تصاعد وتيرة الأحداث فى المنطقة، وارتفاع احتمالية اندلاع عمليات عسكرية بين إيران وحلفائها بالمنطقة وإسرائيل، الأمر الذى سيكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على منطقة الشرق الأوسط وفى القلب منه مصر، وهو ما دفع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، للخروج لطمأنة المواطنين بشأن وضع مصر الاقتصادى حيث أكد أن مصادر العملة الأجنبية داخل مصر مستقرة واحتياجات الدولة مؤمنة قائلًا: «هناك أزمة ثقة فى العالم أجمع وأصبح مشهد عالمى، وقت أزمة العملة استفاد عدد كبير من تجار السوق السوداء وبالتالى نشر الشائعات هدفه إثارة البلبلة، أوضاعنا الاقتصادية مستقرة والاحتياطى يغطى 8 أشهر».
وأكد مدبولى أن هناك تكليفات من الرئيس السيسى بتعميق التصنيع وتوطين الصناعة مشيرا إلى أن الدولة أعلنت عن حوافز القطاع الخاص، مضيفا:» لدينا اليوم مبادرة كانت موجودة والخاصة بمبادرة فرق الفائدة وطلبت من محافظ البنك المركزى ووزير المالية فى النظر إلى إضافة مبلغ آخر لهذه المبادرة
<< همسة طائرة
.. يا سادة.. لقد حاربت الدولة الإرهاب وانتصرت عليه ونتمنى من شرفاء هذه الأمة مساعدة الدولة فى القضاء على حزب أعداء النجاح ومراكز قوى فساده وإهماله داخل الوزارات وأجهزة الدولة وهى حقًا خطرها أشد وأكثر ضراوة من الإرهاب.. لأننا ببساطة فى الإرهاب عرفنا من هو عدونا وأصبحنا نحاربه، أما تلك المراكز فهى مستترة تخرب فى مفاصل الدولة لأنها فهمت أصول اللعبة وأصبحت داخل بعض الوزارات مراكز قوى لأنها تكتسب رضاء بعض النفر والقلة من معدومى الضمير..
يا سادة.. هذا نداء لسيادة الرئيس.. الشعب المصرى كله يلوذ بك ومعه الشرفاء من الوزراء أن تنقذهم وتنقذ الوطن من «حزب أعداء النجاح ومراكز قوى فساده وإفساده» فى الوزارات وأجهزة الدولة، وكلنا أمل أن تنتهى حكاية هذا الحزب فى الوزارات قريبًا إن شاء الله..