رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حديث فيه جوامع الكلمة وأساس كل خير.. تعلمه من رسول الله

الراحمون يرحمهم الرحمن
الراحمون يرحمهم الرحمن

حديث فيه جوامع الكلمة وأساس كل خير، قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن سيدنا رسول الله ﷺ قد ترك لنا حديثًا هو من جوامع الكلم، اختاره الْمُحَدِّثون لأن يحدثوا به في مجالسهم أول حديث، وكأنهم عرفوا منه أنه مفتاح لكل الإسلام، ولحياة المسلم.
 

حديث فيه جوامع الكلمة وأساس كل خير


وتابع جمعة في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك أن هذا الحديث سماه العلماء بحديث الأولية؛ لأنه أول ما يذكره الْمُحَدِّث، وهو ينقل عن سيد الخلق ﷺ لِمَنْ بعده من الطلاب والناس، «الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا مَنْ في الأرض يرحمْكم مَنْ في السماء». وفي رواية: «يرحمُكم مَنْ في السماء». بضم الميم.

 

وأشار جمعة أن المعنى عندما يكون بالسكون «يرحمْكم مَنْ في السماء»: أنك إذا ما امتثلت فرحمت مَنْ في الأرض، فإن الله سوف يرحمك، وإن لم تفعل، فليس لك عند الله عهد. فـ «مَنْ لا يَرْحم، لا يُرْحم».

وأضاف جمعة أن المعنى عندما يكون بالضم: «يرحمُكم مَنْ في السماء». وكأنه ﷺ وهو منا مثل الوالد للولد، يدعو لنا بالرحمة على كل حال، في حال الفعل، وفي حال التقصير؛ حتى تكون عندنا الهمة، لأن نستحي من الله سبحانه وتعالى، وأن نرحم أنفسنا، وأن نرحم مَنْ في الأرض.

إنما أنا رحمة مهداة

وأكد جمعة على أن قول رسول الله ﷺ: «ارحموا مَنْ في الأرض» فيه عموم يشمل : المسلم، وغير المسلم، الفاسق، والعاصي، والفاجر، والتقي، ويشمل كل شيء، وسيدنا النبي ﷺ يصف نفسه فيقول: «إنما أنا رحمة مهداة» فهدى الله هذه الرحمة للعالمين إلى يوم الدين؛ بل من لدن آدم إلى يوم الدين في الدنيا والآخرة.

واستطرد جمعة أن سيدنا محمد ﷺ قد علمنا أن هذا الكون يسبح، ويعبد ربه، ويسجد له، ويبكي ويفرح، وَيُحِب وَيُحَب ، علمنا أن هذه الكائنات، وهذه الجمادات، فيها تفاعل، ويجب عليك أن تتفاعل معها، وأن تكون العلاقة بينك وبينها هي الرحمة والعمران والتعمير لا التدمير.

واستشهدا جمعة بقول الله تعالى:{وَلِلهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ، أي أن كل ما في الأرض؛ من جن وإنس، من حجر ومدر ؛ يسجدون، ويعبدون، ويسبحون، فارحم نفسك ولا تعارض الكون بما فيه؛ فقد سلم الكون أمره لله، فسلم أمرك لله، وكن في نفس الاتجاه وفي نفس التيار، وإلا كنت النغمة النشاذ.

وذكر جمعة قصة سيدنا رسول الله ﷺ عندما كان يخطب -فيما أخرجه البخاري- على جذع نخلة، فلما آتاه المنبر ترك الجذع ، فحَنَّ هذا الجذع، وَأَنَّ أنينًا، حتى إنه أشفق عليه، فنزل من منبره الشريف في وقت خطبة الجمعة، وضمه إلى صدره، فسكن. يعلمنا بذلك أن هذا الكون ينبغي علينا أن نرحمه، وإن كنا لا نفقه تسبيحهم.

وانتهى جمعة ناصحًا أنه على الناس أن يتراحموا وأن الرحمة هي التي بدأ الله بها جماله علينا، فقال: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فالرحمة أساس الحب، وأساس التعاون، وأساس العمران، وأساس الكرم، وأساس كل خير.