رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الاقتصاد المصرى يقاوم  صراعات المنطقة 

بوابة الوفد الإلكترونية

كشف  الخبير  الاقتصادى سمير رؤوف خبير أسواق المال عن استقرار الاقتصاد المصرى رغم صراعات المنطقة، واكد رؤوف أن الوضع الاقتصادى فى مصر بدأ فى الاستقرار بعد صفقة رأس الحكمة، وعودة النشاط الاقتصادى مع تدفقات الأموال الأجنبية دخولها فى الاقتصاد المصري، لافتا إلى ان الأزمات الإقليمية اثرت بالسلب على مصر خاصة ضربات الحوثيين فى البحر الأحمر الأمر الذى أثر بشكل كبير على قناة السويس.

وأوضح رؤوف فى تصريحاته لـ«الوفد» أن الاقتصاد الأمريكى سيدخل فى مرحلة ركود خاصة مع الخسائر التى شهدتها البورصة الأمريكية، وسينعكس ذلك بالسلب على تدفقات الاستثمارات الأجنبية لمصر، كما سيخرج جزء من «hot money»، رغم ذلك اعتبر أن الاقتصاد المصرى مستقر بنسبة كبيرة مقارنة بالفترة السابقة، حيث يشهد عملية هدوء فى سعر الصرف، وانحصار المشاكل التى كان يواجهها مسبقاً.

وعن كيفية تحسين الاقتصاد المحلى، قال خبير أسواق المال إن ذلك يحدث بإدخال القيمة المضافة من خلال عمليات التصنيع، والتى ستحقق عملية تطوير وتوفير العديد من الوظائف، وزيادة نسبة التصدير إلى اسواق أوروبا، لافتا إلى ان مصر فى وقت جائحة كورونا صدرت إلى 160 دولة فى قطاع الغذائي، كما أنها متفوقة فى قطاع الأسمدة فى إفريقيا بشكل كبير وتصدره ايضا إلى البرازيل، والأرجنتين، مشيرا إلى توافر الصناعات المرتبطة بالبتروكيماويات فى مصر والتى يمكن استغلالها لجذب الشركات الكبرى بأوروبا للاستثمار فى هذا القطاع، وبالتالى ستكون مصر مصدراً أساسياً للتوزيع إلى آسيا وإفريقيا، وسيحقق ذلك نموا كبيرا للاقتصاد المصرى.

واختتم قائلا: «إن مصر اذا توسعت فى مجال الصناعة والزراعة سيتحرك الاقتصاد المصرى نحو النمو بشكل كبير وسيكون له شأن آخر وأكثر استقرارا».

فى الأيام الاخيرة، تفاقمت التوترات الإقليمية وأثرت بشكل قوى على الاقتصاد العالمى، وهناك مخاوف شعبية من توسع الصراع فى الشرق الأوسط، خاصة فى ظل التصريحات المتبادلة بين القيادات الإسرائيلية والإيرانية، والدعوات الانتقامية من كلا الجانبين.

التقى الوفد بخبراء لتحليل الوضع الراهن ووضع سيناريوهات لما سيحدث فى الشرق الأوسط فى ظل الصراع والحروب الدائرة، وتأثير ذلك على الاقتصاد المصرى.

على الجانب الدبلوماسى تلعب جامعة الدول العربية برئاسة أحمد أبو الغيط الأمين العام، دورًا حيويًا فى محاولة تهدئة الأوضاع فى الشرق الأوسط وتعزيز التعاون الدولى لتحقيق السلام من خلال الجهود الدبلوماسية المكثفة ومشاريع التنمية المشتركة، تسعى الجامعة إلى تحقيق استقرار دائم فى المنطقة.

الدبلوماسية العربية

وعقد «أبو الغيط» سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين الأجانب والعرب لتعزيز التعاون الدولى والضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية، والتى كان آخرها مساء الأحد الماضى مع هاكان فيدان وزير خارجية تركيا، وذلك لمناقشة الأوضاع الإقليمية فى ضوء المخاطر التى ينطوى عليها التصعيد الاسرائيلى الحالي، وتناول اللقاء سبل الارتقاء بالعلاقات بين جامعة الدول العربية وتركيا فى المجالات السياسية والاقتصادية خلال المرحلة المقبلة.

  وشدد «أبوالغيط» خلال اللقاء على ضرورة توفير المجتمع الدولى الحماية للشعب الفلسطينى خاصة سكان قطاع غزة الذين يتعرضون لمجزرة متواصلة من قبل القوات الاسرائيلية، مؤكدا الحاجة إلى تحقيق وقف فورى لإطلاق النار وإدخال للمساعدات بشكل عاجل وإطلاق مسار موثوق يفضى إلى تنفيذ حل الدولتين.

 كما ناقش أبو الغيط مع الأمين العام للأمم المتحدة أهمية التعاون بين الجامعة والأمم المتحدة لحل الأزمات فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك الصراع الإسرائيلى الفلسطيني، وبصورة مستمرة يعقد أبو الغيط عدة اجتماعات مع وزراء خارجية الدول العربية محذراً من انجرار دول المنطقة إلى دوامة التصعيد، ولتنسيق المواقف وتعزيز الجهود المشتركة لوقف التصعيد وتحقيق السلام، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادى والتنمية فى المنطقة كوسيلة لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة، لذلك تسعى الجامعة لتعزيز التعاون مع المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولى لدعم مشاريع التنمية فى المنطقة.

تراجع التصعيد 

وعلى الجانب الآخر حول السيناريوهات المطروحة بين إسرائيل وإيران، قال دكتور أحمد عبد المجيد، خبير السياسية الدولية فى تصريحاته لـ«الوفد» إن إيران تعانى من عمليات تقييد واختراق أمنى كبيرة من حيث استهداف الشخصيات الهامة فى العمق الايرانى واستباحة التوغل فى كسر حاجز الأمن الداخلى، مما يضع القيادة العامة جميعها فى إيران فى حرج شديد لضرورة الرد، وذلك لحفظ ماء الوجه واستعادة السيطرة الاقليمية.

واستبعد عبدالمجيد أن تقوم إيران نفسها بأى عملية ضخمة ضد إسرائيل أو الدخول فى أى تصعيد إقليمى يضر بمصالحها ويحملها تبعات هذا الضرر الإقليمى الذى قد ينجم عن ذلك، موضحًا أن ايران سوف تستفيد من قدرات شركائها أو أذرعها فى المنطقة مثل حزب الله والحوثيين فى توجيه بعض الضربات ضد وحدات أو أهداف حيوية ويتم تصويرها إعلاميا بشكل ضخم، مما قد يرد لها بعض من حقها الذى تريد أن تقوم بتصديره للعالم. 

وأوضح خبير السياسة الدولية أن إيران لا تريد الدخول الآن فى مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وذلك لعدم التأثير عليها دوليًا فى موقف برنامجها النووى الذى يعانى من صعوبات العقوبات والحصار الذى تفرضه الولايات المتحدة عليها، لافتا إلى أن إيران تعتمد على الصبر، أملا فى الوصول مع الإدارة الأمريكية الجديدة المنتخبة لاتفاق نووى سلمى يضمن أمن وسلامة المنطقة، وذلك بمشاركة المملكة العربية السعودية فى التوصل لصيغة مناسبة فى هذا الاتجاه.

اللوبى الصهيونى فى أمريكا

وعن التدخلات الأمريكية فى الصراع الدائر بالمنطقة، قال خبير السياسة الدولية إن الولايات المتحدة لا تريد أى تصعيد الآن وتحاول كبح جماح حكومة نتنياهو، والذى أصبح يعمل ضد سياسات الولايات المتحدة، مضيفا أن نتنياهو يعتمد على الضغط بواسطة اللوبى الصهيونى فى الداخل الأمريكى مما يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الداخلى لديهم وقد يتم التأثير على البورصة أو الشركات العاملة خارج الحدود، مما يزيد من ضعف الاقتصاد الأمريكى الذى يعانى من الانكماش وارتفاع التضخم والأسعار ويحتاج إلى طفرة أو محاولة كبح جماح الصراعات الخارجية الامريكية، موضحًا أن الانتخابات الأمريكية غير مسبوقة ولم تحدث بنفس الوتيرة من قبل ولذلك ترغب الادارة الأمريكية بمحاولة الخروج من المشهد بصورة الحامى الدولى لأى عملية سلام.

معاناة إسرائيل 

وأشار عبد المجيد إلى أن إسرائيل اليوم أمام اختبار صعب حول قدرتها على الدفاع عن نفسها، خاصة بعد أن أنهكتها الحرب فى غزة على كافة المستويات عسكريًا واقتصاديا والأصعب هو المستوى الشعبى الغاضب من عدم حصوله على الأمان نهائيا، لافتا إلى أن الشعب الاسرائيلى اليوم يدفع ثمنا كبيرا لتهور حكومته وعدم كفاءتها أو عدم قيام حكومة نتنياهو بتحقيق أى نتائج سوى مزيد من الدمار لشعبه ولتهديدات الجوار لإسرائيل.

وأكد خبير السياسية الدولية أن إسرائيل تعانى من أصعب مواجهة فى الصراع على الجبهة الشمالية المباشرة مع حزب الله، لذا قامت إسرائيل باستغلال العملية المفبركة التى تمت فى مجدل شمس للتعتيم على فشلها ومحاولة جر حزب الله لصراع أو ما شابه، قائلا: «إن إسرائيل التى كانت تستفيد دائما من عنصر المفاجأة، أصبحت اليوم ضعيفة وتعمل على رد الفعل، وهو ما يفقدها جزءاً من قوتها فى الردع، وتحولت قوتهم إلى تصريحات رنانة، وهو ما يتسبب فى انخفاض مستوى قدرتها الإقليمية على تحقيق القوة الاستراتيجية المطلوبة والتى أصبحت شبه مفقودة بعد ما استغاثت بالولايات المتحدة لتقديم الحماية لها».

 وتوقع عبد المجيد ان تستفيد الولايات المتحدة من هذا الموقف لإعادة ترتيب أوضاع صفقات السلاح القادمة لإسرائيل وآليات استخدامها والبعد عن الخطط العشوائية التى أصبحت تستخدمها إسرائيل وقد تجر المنطقة لصراع لا تريده القوى الدولية أو الاقليمية. وتابع «أننا أمام مفترق طرق صعب تغلب عليه الصراعات الدولية فى صورة صراعات أشخاص، يدفع ثمنها الأبرياء والمدنيون فى كل مكان وتتأثر به التجارة الدولية».