رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خط أحمر

ربما يلاحظ الذين يتابعون السباق الرئاسى الأمريكى، أن الرئيس السابق دونالد ترمب قد رفع الضمادة التى كان قد وضعها على إحدى أذنيه بعد حادث إطلاق النار عليه. 

لقد بدا ترمب بعد إطلاق النار عليه خلال مؤتمر انتخابى فى بنسلڤانيا، وكأنه يريد استثمار الواقعة انتخابيًا، أو كأنه يريد توظيفها سياسيًا لصالحه فى السباق، ولكنه سرعان ما نزعها من فوق أُذنه، عندما تبين له أنها يمكن أن تأتى بنتيجة عكسية. 

بل إن الموضوع لم يكن يخلو من غرابة ولا من طرافة، لأن عددًا من مؤيدى ترمب وأنصاره كانوا يضعون ضمادات فوق آذانهم كلما حضروا مؤتمرًا انتخابيًا من مؤتمراته.. كان ذلك يحدث بعد واقعة إطلاق النار مباشرةً ولعدة أيام، ويبدو أن هناك مَنْ نصحهم كما نصح مرشحهم الجمهورى من قبلهم، بأن التمادى فى استثمار الواقعة يمكن أن ينقلب عليهم ولا يكون لهم فى ميزان الناخب. 

وقد نسى المتابعون تلك الواقعة تقريبًا، وتوارت أى تفاصيل أو أخبار مضافة عنها، وتبخرت أنباء إطلاق النار كما تبخرت الضمادات ولم يعد لها أثر.. وربما يكون الشيء الوحيد الذى نذكره من الموضوع كله أن مديرة الخدمة السرية المسئولة عن تأمين ترمب قد استقالت من موقعها، وقالت وهى تستقيل أنها تعترف بمسئوليتها عما وقع. 

ولكن أحدًا لم يتوقف كثيرًا أمام تفصيلة محددة فى حياة الشاب توماس ماثيو كروكس، الذى أطلق النار على ترمب من فوق سطح مبنى مجاور. 

هذه التفصيلة تقول أنه مسجل انتخابيًا فى كشوف الناخبين الجمهوريين.. ومعنى هذا أنه من الحزب الذى يترشح ترمب تحت مظلته، وليس من الحزب الديمقراطى المنافس.. هذه تفصيلة مهمة جدًا من حيث معناها. 

أما المعنى فهو أن الضيق من سلوك ترمب ومن أفعاله قائم فى داخل الجمهوريين، أكثر ربما مما يقوم بين الديمقراطيين المنافسين، وإلا، فإن لنا أن نتصور لو كان الشاب كروكس ديمقراطيًا ممن يتحمسون للحزب الديمقراطى؟ 

وقد يكون هذا السبب هو الذى جعل الجمهوريين يقفزون فوق الواقعة، ويتجاوزونها، فلا يعودون إليها كثيرًا ولا قليلًا.. فالعودة إليها فى ظل انتماء كروكس الجمهورى ليست فى صالح ترمب ولا هى فى صالح أى من الجمهوريين المتحمسين له أو الداعين إلى انتخابه.. ومن الوارد أن يأتى وقت نعرف فيه ما يضيء الواقعة أكثر.