عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رادار

قصة حقيقية واقعها مؤلم، تفصيل الحكاية مشوق حتى السطر قبل الأخير، فيها تراجيديا غير منطقية، قصة لها جوانب موجعة وأخرى مفرحة، كثيرًا ما يجمعنى بالسياسى الليبرالى الملهم والنقابى الواعر المهندس حسين منصور جلسات ليلية على مقاهى الجيزة الشعبية فما أجمل أحاديثه الاجتماعية المشوقة التى لا تخلو من تفاصيل انسانية عميقة وعبق حكايته التاريخية التى يتجسد فيها الزمن بكل وجعه والمكان بكل تفاصيله وكأنه بنيان هندسى بارع، فما أروع تحليلاته السياسية التى عايشها وعاصرها واقترب من أحداثها المثيرة المشوقة، ففى ليلة من ليالى الصيف الخانقة والتى خلت من نسمات الهوى وسيطر عليها رطوبة جافة خانقة بل قاتلة جلسنا فى أحد مقاهى الجيزة الشهيرة والتى لها تاريخ وعبق ملهم، تطرق حديثنا إلى أوليمبياد باريس ٢٠٢٤م، والتى ألقت بظلالها على كثير من العوار الإدارى والفساد الذى استشرى بكل ذرة تراب داخل معظم المؤسسات والهيئات الرياضية فى مصر، وخيبة أمل البعثات المصرية، وعن المحسوبية التى سيطرت على العديد من الألعاب الرياضية وعن عفن الفكر الإدارى الذى أصبح العنوان السائد فى إدارة المنظومة الرياضية بأكملها.

دون مقدمات بدأ المهندس حسين منصور حديثه بتنهيدة أصابتنى بنوبة من الضحك المتواصل، فكل تنهيدة لها مدول خاص، فهذه التنهيدة تشير إلى تفاصيل الحكاية التى تتحول إلى كوميديا من نوع خاص|، يمتاز بها صديقى المحترم المهندس حسين منصور، فعندما يتناول قضية ما فيها فساد أو محسوبية أو فيها إهدار لكرامة المواطن ترى الحزن فى نبرات صوته يداويها بافيهات ساخرة، وبعد صمت دام أكثر من دقيقتين قال: أمجد عبدالحليم خزبك زميلى فى المدرسة المحمدية الاعدادية وابن من أبناء الحلمية الجديدة كنا معا بفصل المتفوقين لمدة ثلاث سنوات هى زمن المرحلة الإعدادية، التحقت بعدها ومعى معظم زملائنا بفصل المتفوقين بمدرسة الخديوية الثانوية، والتحق أمجد خزبك ومعه العدد الأقل بمدرسة المبتديان الثانوية، ليلتحق معظم دفعة فصل المتفوقين فى المرحلة الإعدادية بهندسة القاهرة، منهم زميلنا أمجد خزبك، فقد كان تلميذا هادئ الطباع بالبلدى كان ابن ناس، فعندما يقبل ابن الناس على رياضة معينة تكون رياضة غير منتشرة، فكان عاشقا لرياضة «سلاح الشيش» منذ الصف الاول الإعدادى.

احترف أمجد خزبك لعبة سلاح الشيش وظل مرتبطا بعالمها الفسيح، وعند هذا الحد هنا توقفت معلوماتى عن زميل الدراسة أمجد عبدالحليم خزبك، وهنا توقف فجأة عن الكلام ثم حرك نظارته ونظر إلى فنجان القهوة الفارغ الا من القليل من قهوته السادة التى شرب منها ما تبقى ثم قال: طرد المواهب وإهدار أصحاب القدرات والفكر كارثة حية متكررة كل يوم، فالمحسوبية والواسطة والفساد ونزيف الناجحين والموهوبين والقادرين وأصحاب الإرادة والبذل والجهد والصدق فى مواجهة أفاعى الفساد والبلادة والنهب والتملية!!!!

انتهت جلستى المشوقة على وعد باللقاء فى الأيام القادمة.

فجأة بالأمس كنت أتصفح الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت أكثر جرأة وأكثر مصداقية، قرأت بوست فى غاية الحزن والألم

تفاصيله كما يلى فى أوليمبياد باريس رأيت شيئا حقيقيا محزنا جدا، لاعبة الشيش الامريكية «لى كيفير» حصلت أمس على الميدالية الذهبية بأوليمبياد باريس ٢٠٢٤.

من هو مدرب اللاعبة «لى كيفير» الذى ساهم فى هذا الإنجاز؟

مدرب مصرى اسمه «أمجد عبدالحليم خزبك»، لم يتوقف الخبر عند هذا فقط، فقد حصدت اللاعبة الأمريكية «لى كيفير» على الميدالية الذهبية أيضا فى أوليمبياد طوكيو الماضية وكان مدربها ايضا المصرى أمجد عبدالحليم خزبك.

أمجد خزبك كان مدربا شاطر لرياضة سلاح الشيش فى مصر، وقدم نتائج مبهرة جدا، لكن للأسف الاتحاد المصرى استغنى عنه بشكل مفاجئ وبدون أى أسباب، ولكن الشعب المصرى كله يعلم أن الفساد والمحسوبية هما أهم أسباب طرد الكفاءات.

انهالت العروض على أمجد خزبك من عدة دول، بعد تفكير هادئ قرر أمجد خزبك فى ٢٠٠٣م الانتقال إلى أمريكا لينضم إلى طاقم التدريب الخاص برياضة سلاح الشيش فى أمريكا، وبعد عام وبالتحديد فى ٢٠٠٤ اختار المدرب المصرى أمجد خزبك اللاعبة «لى كيفير» الأمريكية والتى كانت تبلغ من العمر ٩ سنوات، ليبدأ معها رحلة الإنجازات، فقام بتجهيزها وتأهيلها حتى حصلت على ميداليتين ذهبيتين على التوالى الأولى فى أوليمبياد طوكيو والاخرى فى أوليمبياد باريس.

مشهد المدرب المصرى أمجد عبدالحليم خزبك الذى حقق هذا الإنجاز العظيم باسم أمريكا، وهو يرفع العلم الأمريكى أسعدنى بقدر ما قهرنى.

السؤال هنا.. من المسئول على إهدار كادر مهم وشاطر بحجم هذا المدرب، من المسئول الذى اتخذ قرار الاستغناء أمجد خزبك ومثله الكثير بهذه الصورة الساذجة التى فيها تعظيم للفساد والمحسوبية، ألا تؤلمكم صورة هذا المدرب الذى حقق إنجازا تاريخيا وهو يرفع علم دولة أمريكا فى أكبر وأهم محفل رياضى فى العالم، لهذه الدرجة هان عليكم الوطن الذى يتم فيه قهر أبنائه وأصحاب الكفاءات والقدرات الفائقة بسكين بارد دون رحمة.

متى يكون هناك حساب للفاسدين وكيف يتم استئصال المفسدين الذين انتشروا فى أواصر هذا الوطن العظيم؟

حقيقى شيء محزن جدًا

وللحديث بقية إن شاء الله تعالي

 

[email protected]