رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قال تعالى 

«فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» الآية رقم (٩٩) من سورة يوسف:

تجلت مشيئة الله وعظمته،أن يذكر فى كتابه الكريم إسم «مِّصْرَ»، الأرض الطاهرة المباركة، المغمورة بنعمة الأمن والأمان، ما جعل نبيه يوسف عليه السلام، أن ينادى أهله بأعلى صوته ويدعوهم أن يقطنوا ويدخلوا أرض «مِّصْرَ»، إذا أرادوا الخير والصلاح والعمار فى الأرض، لأنها الملاذ والملجأ الآمن لكل من ضاقت به السبل، وتعرض للنوازل والشدائد والأهوال، فقد أرادا سيدنا يوسف أن يبعث فى قلوب أهله البشرى والطمأنينة بأن يدخلوا «مِصْرَ» بلد الإيمان بمشيئة الله آمنين.

وقد شرف القرآن الكريم مكانة «مِّصْرَ» العلياء على لسان الأنبياء، وعلى ذلك ذكر أشرف خلق الله النبى محمد صلى الله عليه وسلم، بقوله عن إخلاص ورجال أهل «مِصْرَ»، فقد جاء عن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال: حدثنى عمر رضى الله عنه؛ أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض». فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة»، هكذا كانت وصية الصادق الأمين لأصحابه البررة الأخيار، عندما يأذن الله عليكم بفتح «مِّصْرَ» أن يتخذوا من أهلها جندًا كثيفًا، لأنهم يرفعون كثيرًا من مبادئ شريعة العدل والإيمان والحرية، وهذا التوطيد يرفع مقام الوطنية المصرية لأبناء المؤسسة العسكرية، وإخلاصهم للوطن وللشعب فهم درعه وسيفه البتار على رقاب الأعداء... لقد أعز الله مصر بجيش قوي قادر على كبح جماح وإخفاق كل عدوان غادر عليها، فهوا عمادها ومجدها وعلوها ورفعة شأنها، وتعزيز مركزها الدولى أمام شعوب الدول العظمى.

وإذا النيل هو رمز الثروة والرخاء، والمصدر الأكبر لبناء حضارة مصر واتصالها بحضارة العالم القديم... فإن الجيش المصرى هو قلب مصر النابض ومن أقدس واجباته نحو الوطن، هو روح التضحية والفداء بالدم والنفس لسحق كل معتدٍ ينال من مقدرات الوطن وسلامة أراضيه... ويزداد العالم لنا احتراما فى قوة جيشنا وقادته المظفرين، لأن الأمم لا تحترم إلا الشعوب التى تقوى بجيشها... لأن الأمة بدون جيش هو إذلال وإضعاف مركزها الدولى وسط شعوب العالم، وأن تكون عرضه لسيطرة قوات دول خارجية وتصبح من السهل فريسة لاطماعها وسرقة خيراتها وثرواتها المادية والتاريخية.

إن جيش مصر له مكانة عظيمة فى قلوب المصريين، لأنه يأمن الشعب على حقوقه ومستقبله وحياته، والمحافظ على السلام والاستقرار ومقومات الدولة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية... والحصن الحصين والمانع القوى ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب من أرض الكنانة «مِّصْرَ»، لأن ثبات قوة عزيمتهم جعلت مخططات دول الشر تفشل فى تحقيق أغراضها الاستعمارية فى مصر، وهذا كان واضحا عندما أشدت وتفاقمت الاضطرابات فى دول الخراب العربى، وهذه المأساة التى أطلق عليها ثورات الربيع العربى، قد سقطت فيها الشعوب والجيوش وضاعت بسببها الأوطان وأريقت فيها الدماء، بعد أن تآمر الخونة والعملاء على أوطانهم وأصبحوا يمهدون الطريق أمام أقدام قوات الأعداء لاحتلالها، لكى ينشئوا على أنقاضها إرث مشروع سايكس بيكو الأولى، وهوا تقسيم وتفتيت الدول العربية، ولكن الجيش المصرى العظيم قد قطع خط الرجعة على هذا المخطط التآمرى للدول الكبرى... ومن خلال مقالى هذا أهيب بالشعب المصرى العظيم، بأن يساند الدولة وجيشها لأن قوة الدولة فى قوة جيشها، وعدم التحدث فى خطط ومهام القوات المسلحة على مواقع التواصل الاجتماعى، حماية لظروف البلاد والحفاظ على الأمن القومى والسلام الاجتماعى، فى ظل ظروف مقاومة الدولة للإرهاب ومحاربة الجيل الرابع فى نشر الشائعات، فيجب علينا أن نتفق على هذا التوافق، بعد أن زادت أطماع الدول الكبرى فى خيرات الوطن، ومركزه الإقليمى فقد زادت الأهمية الدولية له، خصوصا بعد الإنجازات والإصلاحات التنموية والاقتصادية التى حققتها الجمهورية الجديدة فى عهد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى حفظه الله تحيا مصر.