رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مراجعات

عامٌ ثقيلٌ مرَّ بصعوبة بالغة، لكنه مستمر معنا بتداعياته القاسية الملطخة بدماء عشرات آلاف الأبرياء الفلسطينيين واللبنانيين.. تتصاعد بشكل وحشي دون توقف، وباتت المنطقة مفتوحة على كل الخيارات والاحتمالات، إيذانًا بأن الأسوأ أصبح وشيكًا!
بعد عام قاسٍ، أصبح واضحًا أن دوافع استمرار الحرب وتوسيعها، لم تكن فقط مصلحة شخصية لـ«نتنياهو»، لإنقاذ نفسه من الحساب، على فشله في «7 أكتوبر»، وقضايا الفساد التي تلاحقه، بل إن المنظومة «الصهيونية» بكاملها، حكومة ومعارضة وشعبًا، باتت تدفع بتوسيع نطاق الحرب الشاملة.
لقد بدا واضحًا أن منطقتنا البائسة تشهد أخطر مراحل تاريخها الحديث، منذ نكبة 1948، ونكسة 1967، ولم يعد ممكنًا فصل السياسة والأهداف الأمريكية عن «الإسرائيلية»، في ظل دعم «الكيان الصهيوني» عسكريًّا واستخباراتيًّا وماديًّا وإعلاميًّا، بلا حدود!
الآن، بعد مرور سنة كاملة، على الإبادة الجماعية «الإسرائيلية»، بدأ السيناريو المتوقَّع منذ بدء العدوان، يدخل حيز التنفيذ الفعلي، لأن «نتنياهو»، لن يقبل وقف إطلاق النار، ولا يعبأ بحياة الأسرى، ويوسِّع عدوانه على لبنان، ولاحقًا سورية والعراق واليمن، وسيحاول جاهدًا سحب الولايات المتحدة معه إلى حرب إقليمية مع إيران.
للأسف، نعيش الآن لحظات عصيبة من الترقب، لنشوب حرب واسعة، شاملة ومدمرة، تُعيد خلط الأوراق ورسم الخرائط من جديد، في كامل منطقتنا البائسة والمنكوبة، بهدف تصفية القضية الفلسطينية، وتنفيذ تطهير عرقي واسع، باستخدام سلاحي التطبيع الكامل مع المحيط العربي، والاستيطان الاستعماري.
إن مخطط «بني صهيون» لم يعد خافيًا، لأنه معلن، ويستهدف بشكل واضح فرض الهيمنة الاستعمارية الإسرائيلية ـ الأمريكية على جميع دول المنطقة، وتحطيم كل مقاومة لها، و«تكسير عظام» كل دولةٍ ترفض الرضوخ لها.
تلك الهيمنة، المتحققة لا محالة، ستلقي بظلالها على كافة النواحي الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتكنولوجية والمائية، والسيطرة الكاملة على جميع المحيط العربي ومقدرات دول المنطقة الهائلة، في ظل التقاعس الرسمي، عربيًّا وإسلاميًّا، عن مساندة الشعبين الفلسطيني واللبناني.
لعل «الذراع الطويلة» لـ«بني صهيون»، لم تكن لتتمدد بكل تلك الوحشية والهمجية، وتنتقل من بلد عربي إلى آخر، إن واجهت من يقطعها، وذلك أمر صعب حدوثه، لكنه ليس مستحيلًا، خصوصًا أن المشروع «الصهيوني» ثبت بما لا يدع مجالًا للشك أنه هشٌّ وقابل للانكسار والتفكيك.
أخيرًا.. رغم غدر «الصهاينة» والقصف الوحشي وسياسة الاغتيالات الممنهجة، إلا أن قوة جيشهم الحقيقية، ظهرت مع «الطوفان»، وتأكدت مع فشلهم المتكرر في الغزو البري لجنوب لبنان، وقبلها الضربة الإيرانية المزلزلة، وصواريخ اليمن الموجعة، ومُسَيَّرات العراق دقيقة الأهداف، لتتضح الفوارق الكبيرة في العقيدة القتالية، بين كيان هجين مزروع في تربة تلفظه، وبين أصحاب الحق الشجعان، الذين لا يهابون الموت.

فصل الخطاب:

يقول «نزار قباني»: «تنامُ كأنما المأساةُ ليست بعض مأساتك.. متى تفهم، متى يستيقظ الإنسانُ في ذاتك»؟

[email protected]