رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إبراهيم نجم: عصر الذكاء الخارق يحتاج أمة تُحسن عرض بضاعتها ولا تنعزل

إبراهيم نجم
إبراهيم نجم

قال الدكتور إبراهيم نجم -مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- في كلمة ختامية لمؤتمر "الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع"، أنه علينا أن نتأمل مفهوم توماس كوهن، العالم في تاريخ العلوم، حيث تكلم عن "برادايم شفت" (Paradigm shift) وهو تحول جذري في العقلية والمواقف يُفضي لتفكير مختلف، وعندما كان السقف المعرفي يقول إن الأرض هي مركز الكون تلتها نتائج معينة ولكن عندما تغير هذا المفهوم ليصبح أن الشمس هي مركز هذا النظام الشمسي الذي نعيش فيه، أعطى نتائج مختلفة، وهو ما أكده القرآن الكريم في قصة سحرة فرعون، وهذا أمر يمكن قياسه على كل شيء من مواقف حياتية بفقد صديق أو والد أو والدة أو كلمات تقرؤها في كتاب، تحول المعنى في الذهن ليقود إلى عمل آخر وتفكير آخر.

 

إدارة الأحلام لواقع

تحدث "نجم" عن محاضرة شارك فيها طالبًا ومستمعًا في مدرسة "هارفرد" في شتاء 1996، وكان يدرس في كلية القانون ذات المناهج الجافة، وقادته قدماه لمحاضرة بعنوان "مصفوفة الأداء المتميز" تتحدث عن شركات المال والأعمال، يقول: أما أنا فكنت أحسّن تفكيري في إدارة المؤسسات الدينية وهي عبارة عن خمس خطوات: في الأولى يكون لدينا حلمٌ كبير ولا حدود للأحلام، ثم بعد ذلك اتَّخذ خطوات بسيطة، وتحرك بسرعة، وتعلم كيف تدير الموارد مهما كانت طبيعتها، ثم تحقيق أهداف ذات صبغة استثنائية.

ومشكلاتنا أيًّا كانت أُسرية أو مجتمعية أو على مستوى الأمة، هي مشكلة إدارية في المقام الأول، وتعلمنا ذلك من ديننا، فعليك نفسك.

تخريب المجتمعات

واستطرد نجم في محاضرته قائلًا: حين حضرت محاضرة يوري بيزمينوف وهو كاتب صحفي روسي له محاضرة شهيرة باسم "كيف تخرب مجتمعًا بدون إطلاق رصاصة واحدة؟" وإن كانت محاضرة عمرها 40 سنة، فهو يتكلم عن تفاصيل وكأنه يعيش بيننا اليوم، حروب الجيل الرابع والخامس، وقسَّم هذه المراحل لأربع تبدأ بسقوط منظومة الأخلاق demoralization  والحل فيما يعتقد هو أن نعيد للدين وضعه الصحيح حتى تتسق الأمور وتوضع في نصابها مرة أخرى، ومن يقوم بذلك سوى علماء الدين والمفتين؟

 

عصر الذكاء الخارق

تذكر "نجم" أيضًا في سرده لقصص دالة عن الأخلاق قصة ريد هوفمان مؤسس موقع "لينكد إن" وهو من أكبر المستثمرين في شركة Open AI وعمل حوارًا مع توءَمه الرقمي، وهو حوار ماتع يأخذ باللُّب، وكيف تمَّت تغذية التوءَم الاصطناعي بكل محاضرات ريد هوفمان الأصلي، حتى إنه أجرى حوارًا رائقًا مع توءمه الرقمي، والحوار في وسطه يتكلمون عن البوصلة الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، ومما قاله: رغم وصولنا لهذا المستوى من الذكاء الاصطناعي فنحن في مرحلة أولية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، ولم نصل بعدُ إلى مرحلة الذكاء الخارق Super Intelligence ولا نعرف كيف سنواجهه؟!

ماذا بعد؟

يقول د. إبراهيم نجم: نحن في عالم رُفعت فيه الحدود والحواجز ولا يمكن لأي مجتمع أو دولة أن تنعزل عن العالم، فهذا غير ممكن، وعالمنا كالسوق المفتوح، ونحن نقصد المعنى المادي والفكري لسوق الأفكار، وليس المطلوب منك أن تتمثل حالة الإنكار ولكن دورنا أن نحسن عرض بضاعتنا إذا كان الآخرون يتكلمون في أمر مستهجن لدينا، فواجبنا ليس الإنكار ولكن أن نعرض بضاعتنا.


ولا يمكننا أن نفعل ذلك بدون المشاركة والتعاون، فنحن كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في سفينة واحدة، كل البشر يركبونها، ولا بد أن نأخذ على يد من يحاول خرق السفينة كعلماء وقادة رأي بالحكمة والموعظة الحسنة.

يشهد المؤتمر على مدار يومَي 29 و30 يوليو العديدَ من الفعاليات المهمة، حيث ستنطلق الفعاليات في التاسعة صباحًا وستشهد الجلسة الافتتاحية عرضًا لفيلم تسجيلي حول الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وأهداف المؤتمر والتحديات التي تواجهها الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع.

كما تشهد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمة دولة رئيس الوزراء، والتي سيلقيها معالي الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، فيما سيلقي كلمة الأزهر الشريف فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف.
كما سيلقي كلمـة "القدس" سماحة الشيخ محمد حسين، مفتي القدس، ويلقي كلمة منظمـة التعـاون الإسلامي معالـي الدكتـور قطـب سـانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، ويلقي معالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن الزيد -رئيس المجمع الفقهي ونائب الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي- كلمة عن الرابطة، بينما يتسلَّم الشيخ حسين كافازوفيتش، مفتي البوسنة، جائزة القرافي.

ويعدُّ المؤتمر منصةً هامة لمناقشة دَور الفتوى في تعزيز الأخلاق والقيم الإنسانية في عالم يزداد تسارعًا، حيث يهدُف إلى تعزيز الوعي بأهمية الفتوى الرشيدة في ترسيخ الأخلاق والقيم الإنسانية، ومناقشة دَور الفتوى في مواجهة تحديات العصر الحديث، إضافة إلى تعزيز التعاون بين مؤسسات الفتوى والمنظمات الدولية والإقليمية، ومحاولة الخروج بتوصياتٍ عمليةٍ لتعزيز البناء الأخلاقي في المجتمعات.

ومن المنتظر أن يتمَّ الإعلان عن إطلاق عدد من المشروعات والمبادرات المهمة، من بينها: بلوغ المَعلمة المصرية للعلوم الإفتائية 102 مجلد، وإصدار الميثاق العالمي للقيادات الإفتائية والدينية في صُنع السلام ومكافحة خطاب الكراهية وحل النزاعات، والإعلان عن أدلة إرشادية باللغات المختلفة في مجالات عدة، والموسوعة العلمية للتدين الصحيح والتدين المغشوش، وأهم الدراسات التي قام بها المؤشر العالمي للفتوى، ومركز سلام لدراسات التطرف ومواجهة الإسلاموفوبيا وأهم مخرجاته، وإصدارات مجلات "جسور" و"دعم" ومجلة الأمانة، وغيرها من المشروعات المهمة.
كما ستعقد جلسة في ختام المؤتمر تُستعرَض فيها رسالة المؤتمر وأهدافه وما تم خلال فترته من جلسات وورش عمل، وعرض توصيات المؤتمر التي يكون المجلس التنفيذي للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم قد ناقشها وأقرَّها في اجتماعه بأول يوم من أيام المؤتمر.