رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مفتي البوسنة السابق: المفتي وارث النبي ودوره يأتي قبل القاضي

مفتي البوسنة السابق
مفتي البوسنة السابق

أكد الدكتور مصطفى إبراهيم سيرتش، المفتي العام في البوسنة سابقًا،  أن المفتي هو وارث حديث النبي ﷺ: "الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"، ودوره في المجتمع يأتي قبل دور القاضي في تربية الإنسان نحو الأخلاق الحميدة والمبادئ الإنسانية الكريمة.

 وأوضح سيرتش، خلال كلمته في الجلسة العلمية الثالثة بالمؤتمر العالمي التاسع للإفتاء، بعنوان "البناء الأخلاقي في الإسلام ودور الفتوى في تعزيزه"،أن فتوى المفتي إذا كانت عن رضا نفس الإنسان فهي ملزمة له بموجب إيمانه وأخلاقه، بينما حكم القاضي ملزم بموجب القانون.


واستعرض مفتي البوسنة السابق،  النقاط الهامة في مواجهة أزمة الأخلاقية والإنسانية التي يعاني منها ضمير العالم اليوم. وأكد أن المحرك للحضارة الإسلامية كان وما زال الاستباق في الخيرات الأخلاقية والإنسانية والثقافية. وأضاف أن الدين الإسلامي هو المصلح للفكر الديني الصحيح، والذي بادر بالإصلاحات الروحية والاجتماعية في القرن الثامن الميلادي ما أدى إلى الإصلاح الديني الأكبر في أوروبا.


وأشار سيرتش إلى أن أبا الإنسانية الفيلسوف الإيطالي جيوفاني بيكو ديلا ميراندولا كان له جد عربي وعبقري لقنه عن روعة الإنسان وكرامته التي أكرمه الله بها بخلقه في أحسن تقويم. وأكد أن تداعيات أزمة الإنسانية الحالية تنعكس في غرور القيم الروحية التي حلت محلها منافع أنانية مادية، حيث لا تقدر قيمة الإنسان والإنسانية إلا من ناحية حجة القوة الغاشمة على حساب حجة الحقوق الإنسانية المشروعة، خاصة في غزة وفلسطين.


أضاف الدكتور سيرتش أن المفتي هو المفكر والمثقف الأول في تاريخ الإسلام، ولذا فإن دوره في نشر الثقافة الإنسانية في المجتمع في غاية الأهمية، مما يلزمه باليقظة والحذر والاطلاع على كل ما يحدث حوله. وأشاد بدور الأمانة العامة وهيئات الإفتاء بقيادة العلَّامة المفتي العام لجمهورية مصر العربية شوقي علام، واصفًا إياها بالمنارة في هذا الزمان.


واعتبرت الدراسة التي قدمها الدكتور سيرتش أنه من خلال قادة الأديان يمكن التأكيد على مبدأ الأخوة الإنسانية كإحدى أدوات التعايش، وإمكان إصلاح الوعي الديني تجاه الآخر من خلال إظهار الجذور الإنسانية في مقاصد الدين، وتعزيز ثقافة الحوار والتسامح، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الأديان، ودعم مبادرات الحوار بين الأديان.

يشهد المؤتمر على مدار يومَي 29 و30 يوليو العديدَ من الفعاليات المهمة، حيث ستنطلق الفعاليات في التاسعة صباحًا وستشهد الجلسة الافتتاحية عرضًا لفيلم تسجيلي حول الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وأهداف المؤتمر والتحديات التي تواجهها الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع.

كما تشهد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمة دولة رئيس الوزراء، والتي سيلقيها معالي الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، فيما سيلقي كلمة الأزهر الشريف فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف.
كما سيلقي كلمـة "القدس" سماحة الشيخ محمد حسين، مفتي القدس، ويلقي كلمة منظمـة التعـاون الإسلامي معالـي الدكتـور قطـب سـانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، ويلقي معالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن الزيد -رئيس المجمع الفقهي ونائب الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي- كلمة عن الرابطة، بينما يتسلَّم الشيخ حسين كافازوفيتش، مفتي البوسنة، جائزة القرافي.

ويعدُّ المؤتمر منصةً هامة لمناقشة دَور الفتوى في تعزيز الأخلاق والقيم الإنسانية في عالم يزداد تسارعًا، حيث يهدُف إلى تعزيز الوعي بأهمية الفتوى الرشيدة في ترسيخ الأخلاق والقيم الإنسانية، ومناقشة دَور الفتوى في مواجهة تحديات العصر الحديث، إضافة إلى تعزيز التعاون بين مؤسسات الفتوى والمنظمات الدولية والإقليمية، ومحاولة الخروج بتوصياتٍ عمليةٍ لتعزيز البناء الأخلاقي في المجتمعات.

ومن المنتظر أن يتمَّ الإعلان عن إطلاق عدد من المشروعات والمبادرات المهمة، من بينها: بلوغ المَعلمة المصرية للعلوم الإفتائية 102 مجلد، وإصدار الميثاق العالمي للقيادات الإفتائية والدينية في صُنع السلام ومكافحة خطاب الكراهية وحل النزاعات، والإعلان عن أدلة إرشادية باللغات المختلفة في مجالات عدة، والموسوعة العلمية للتدين الصحيح والتدين المغشوش، وأهم الدراسات التي قام بها المؤشر العالمي للفتوى، ومركز سلام لدراسات التطرف ومواجهة الإسلاموفوبيا وأهم مخرجاته، وإصدارات مجلات "جسور" و"دعم" ومجلة الأمانة، وغيرها من المشروعات المهمة.
كما ستعقد جلسة في ختام المؤتمر تُستعرَض فيها رسالة المؤتمر وأهدافه وما تم خلال فترته من جلسات وورش عمل، وعرض توصيات المؤتمر التي يكون المجلس التنفيذي للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم قد ناقشها وأقرَّها في اجتماعه بأول يوم من أيام المؤتمر.