رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

للوطن وللتاريخ

لاشك أن مثل هذه الأيام من كل عام تعيش الأسر المصرية حالة من التوتر والارتباك قبل إعلان نتيجة الثانوية العامة باعتبارها المرحلة التى تحسم عمل ومستقبل الأبناء فى اختيار التخصصات العلمية والمهنية وسط حالة من التردد تنتاب الجميع أثناء الاختيار للكليات.
ويأتى القطاع الطبى ثم الهندسى فى مقدمة وأولويات الأسر، خاصة طلاب الشعبة العلمية، لدرجة تجعل كل أسرة لا تريد سوى التحاق الأبناء بالقطاع الطبى، وبالنسبة لطلاب شعبة الرياضيات نجد كليات الهندسة هى الرغبة الأولى وفى حالة عدم تحقيق الرغبة بالقطاع الطبى أو الهندسى تكون المأساة.
والحقيقة أن كل ما سبق كان يصلح ويمكن قبوله خلال السنوات الماضية، أما الآن فقد شهدت مصر حالة من التنوع غير المسبوق فى ملف الجامعات والبرامج الجديدة بها، خاصة البرامج الجديدة فى الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة، والجامعات الأجنبية التى تهتم كثيرًا ببرامج مهنية بحتة.
والأهم من ذلك كله نجد الجامعات التكنولوجية التى تعد نقلة نوعية تاريخية فى مصر نحو ربط البحث العلمى بالصناعة الوطنية وتوفير احتياجات سوق العمل، وهى جامعات تم إنشاؤها بالقرب من المناطق الصناعية لهذا الغرض، وتقوم بتخريج خريجين قادرين على العطاء والتطوير وإحداث نقلة كبيرة فى المجتمع الصناعى.
ولا أقول هذا الكلام من فراغ، فقد زرت غالبية الجامعات التكنولوجية فى مصر وشاهدت الطلاب أثناء العمل والتدريب، ورأيت توقيع الطلاب على عقود العمل بمجرد تخرجهم وأثناء الدراسة وهو ما نحتاجه بالفعل خلال المرحلة القادمة.
وقد حضرت اجتماع الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى الأسبوع الماضى أثناء لقاء مع الصحفيين المعنيين بملف شئون الوزارة، حيث تحدث الوزير بكل وضوح بأن البحث العلمى لن يكون قاصرا على النشر فقط، أو مجرد الحصول على الترقيات لأعضاء هيئة التدريس، وإنما كيفية الاستفادة من هذه الأبحاث فى إحداث طفرة زراعية وصناعية، وتكنولوجية، وكافة المجالات الأخرى.
ولعل تأكيد الوزير أيمن عاشور على أن كل جامعة فى مصر وكل تحالف إقليمى من التحالفات السبعة لابد أن يكون له شريك صناعى يعد نقلة نوعية أخرى نحو مجتمع صناعى يقوم على البحث العلمى ومخرجاته والاستفادة من أبنائه وهو أحد أهم أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى التى أطلقها الوزير عاشور فى مارس من العام الماضى.
وأقول لكل ولى أمر أن الجامعات التكنولوجية تمثل مستقبل مصر نحو الصناعة ومواجهة البطالة والقضاء على صفوف العاطلين الحاصلين على مؤهلات جامعية لم يستفد منها الخريج سوى بتعليقها على الحائط أمام الضيوف، أو التحدث بها أثناء الخطوبة والارتباط.
وأناشد كل ولى أمر بالبحث من الآن عن برامج وتخصصات الجامعات التكنولوجية لفتح المزيد من الفرص وباب الأمل حال عدم التمكن من الالتحاق بالقطاع الذى يطلق عليه البعض «كليات القمة» وهو مصطلح يفتقد للكثير من الصواب، خاصة فى ظل هذا التنوع الذى نعيشه ووجود الجامعات التكنولوجية فى كل أنحاء مصر.
خلاصة القول إن مستقبل كل طالب فى رقبة أسرته التى يجب أن تنفتح على التنوع الجامعى الحالي، والجامعات التكنولوجية تستحق الكثير من الاهتمام، لأنها قاطرة مصر نحو التنمية والصناعة الوطنية وخلق جيل جديد من المهنيين الذين نحلم بهم..حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء وللحديث بقية إن شاء الله.