رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رحيق مختوم

خلال المؤتمر العام للحزب الجمهورى بولاية ويسكونسون حسم المندوبون المعتمدون بشكل رسمى حصول دونالد ترامب على بطاقة ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية القادمة بعد الأداء الكارثى لجو بايدن فى المناظرة الأخيرة الذى اثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الكهل المسكين غير لائق صحّيا وذهنياً لتأدية مهام المنصب الاهم فى العالم ليصب فى ارتفاع نسب استطلاعات الرأى التى تشير إلى تقدم مريح لترامب فى الولايات المتأرجحة وكذلك أقرت الصحافة الأمريكية على اختلاف توجهاتها بأن اذا لم تحدث معجزة فإن ترامب هو الرئيس القادم للولايات المتحدة كل هذه التداعيات المثيرة أججت نار الاستقطاب السياسى الذى وصل إلى مراحل غير مسبوقة تنذر بخطر وخيم على السلام الاجتماعى فى بلد هى الاولى عالميا فى انتشار الأسلحة النارية بين مواطنيها حيث يضمن التعديل الثانى للدستور حق الأمريكيين فى الاحتفاظ بالأسلحة وحملها. ومؤخراً نشرت المنظمة الأمريكية لأرشيف العنف المسلح «Gun Violence Archive» فى عام 2023 تقريرها الأول عن الوفيات والإصابات الناجمة عن استخدام الأسلحة النارية تظهر أن ما يقرب من 53 شخصاً يُقتلون كل يوم بسلاح نارى وايضاً أذاعت محطة «سى إن إن» إحصاءات قارنت فيها نسبة امتلاك الاسلحة فى امريكا مع باقى دول العالم توضح نتائج مُقلقة بأن هناك 310 ملايين قطعة سلاح فى امريكا وأن مواطنيها يمتلكون 48% من إجمالى الأسلحة المدنية فى العالم. 
نعم ثقافة حيازة السلاح متجذرة فى المجتمع الأمريكى، حيث لا يتصور 73% من حملة السلاح حياتهم من دون حمل سلاح نارى ولهذا يوجد الكثير من المدافعين عن هذا الحق الذى ورثوه عن «الآباء المؤسسين» لذا لم يكن مستغربا محاولة اغتيال ترامب التى هزّت بعنف أركان البلاد ودقت ناقوس خطر الفوضى لاسيما أنها ليست الحادثة الأولى من نوعها حيث شهد التاريخ الأمريكى اغتيالات ومحاولات اغتيال استهدفت رؤساء وشخصيات عامة. فقد أغتيل الرئيس إبراهام لينكولن 1865، على يد جون ويلكس، وأغتيل الرئيس جميس جارفيلد على يد تشارلز جيه جيتو 1881, وأغتيل الرئيس ويليام ماكنيلى على يد ليون كولجوش 1901، واخيراً أغتيل جون كينيدى على يد لى هارفى أوزوالد 1963 غير ان هناك محاولات اغتيال فاشلة لعدد من الرؤساء مثل ثيودور روزفلت 1912 وفرانكلين روزفلت 1933 ورونالد ريجان 1981 ولم يتوقف الأمر على الرؤساء فمن ينسى اغتيال مارتن لوثر كينج ومالكوم اكس وروبرت كينيدى والقائمة تطول.
لا شك ان المتهم باغتيال ترامب المدعو توماس كروكس ابن العشرين ربيعا هو طفل شرعى لثقافة شريعة الكاوبوى التى تؤمن بفلسفة القوة وهى القدرة على فرض إرادتك على الآخرين، بالرغم من مقاومتهم. وهى مترجمة بدقة فى افلام هوليوود واحتكار واستغلال الشركات العابرة للقارات لثروات وموارد الفقراء الطبيعية وسياسة امريكا الخارجية ضد كل جمهوريات الموز وما أكثرها!! 
سوف تؤثر الأجواء المسمومة والمحاطة بنظرية المؤامرة على لحمة الامريكيين وتشجع أعداءهم على الطعن فى شفافية ومتانة الديمقراطية الامريكية وربما يذهب خيال البعض إلى انزلاقها نحو نظام غير مستقر مثل دول العالم الثالث بسبب حالة ترامب المستعصية وهناك تخوف هيستيرى من تكرار سيناريو التنازع على نزاهة الانتخابات والقبول بشرعية نتائجها وهو ما سيخلق أزمة دستورية إذا ما أصر ترامب على وجود مؤامرة مشتركة من الديموقراطيين مع مؤسسات الدولة العميقة وعندئذ سينفجر بركان الشارع المنقسم فى وجه الجميع وستطول الحمم كل شىء، الأحداث الاخيرة المتلاحقة ترجح تنامى الاستقطاب بسبب المنافسة الحزبية الشديدة على أهم انتخابات رئاسية فى التاريخ الأمريكى، 
أعتقد أن الخريف المقبل هو البرزخ بين سعير الفوضى أو فردوس الاستقرار والازدهار بشرط أن يتحد الحكماء السياسيون من الحزبين من خلال ارسال رسالة واضحة للأمة الأمريكية مفادها باننا لن نقف مكتوفى الأيدى أمام دعوات الفوضى ولن نضع سلامة المجتمع الأمريكى فى مهب الريح ولن يكون مكان للعنف السياسى فى بلاد العم سام لان هذه المرة قد بلغ السيل الزبى.