رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

فى كل تعديل وزارى تظهر فقرة دراماتيكية نتيجة ضغط الشارع الذى يتعجل التعديل، أو تستخدم لإلهاء الشارع عن بعض المطالب.

إحدى الفقرات تابعتها من خلال مجلس الشورى الملغى حيث جرى تعديل وزارى فى حكومة الدكتور أحمد نظيف خلال نظام مبارك، وكالعادة استقبل نظيف عددا من المرشحين للاختيار منهم وزراء جدد، وكانت أخبار المقابلات يتم نشرها فى الصحف، سواء عن طريق التسريب لمعرفة رد فعل الرأى العام على شخص المرشح، أو من خلال المرشح نفسه للاستفادة من المقابلة، والحصول على لقب مرشح سابق، وفى اليوم المحدد لأداء اليمين الدستورية للوزراء الجدد، ظهرت إحدى الصحف اليومية الكبرى بأسماء الذين شملهم أداء اليمين الدستورى.

ومن بينهم اسم عضو مجلس الشورى «س. ح. د» وكان من الأعضاء المجتهدين الذين يحرصون على إبداء الرأى وعلى الإبداع والتجويد وتقديم الاقتراحات الفعالة. وكتبت الصحيفة فى متن الخبر أن عضو الشورى «س» رشح لوزارة (....) وللأسف أن رئيس الوزراء لم يكن قد استقبل هذا العضو، ولم يعده بشىء سواء عن طريق مكالمة تليفونية أو مقابلة شخصية، ولكن اسمه نشر فى الصحيفة المهمة والتى تعتبر الصحيفة الأولى للدولة فى ذلك الوقت.

وفى الصباح الباكر، قرأ العضو الصحف، وهذه الصحيفة بالذات، وارتدى أفخم بدلة، وذهب إلى القصر الرئاسى لأداء اليمين، وهناك اصطدم بالحقيقة، وعاد، وكانت جلسة مجلس الشورى على وشك الانعقاد، وكانت انفعالاته متباينة ما بين الحسرة على الوزارة التى طارت، وما بين الفرحة أن كتب من بين المرشحين، حتى يحظى بلقب مرشح وزارى، فى إطار عقدة بعض المصريين الذين يمنحون أنفسهم مناصب مرشح محتمل، مرشح سابق، مرشح على ما تفرج!

حتى نهاية دور انعقاد مجلس الشورى كنت أنادى العضو المشتاق، بسيادة الوزير، وكان له صديق يقول له: آه لو لعبت يا زهر! فى عصر ظهر فيه عبده مشتاق الذى كان يجلس بجوار التليفون فى انتظار صوت الجرس الذى يدعوه للانضمام إلى فئة الوزراء.

هذه الواقعة تعيدنا إلى وزير تشابه الأسماء الذى أخذ عنه الكاتب الكبير وحيد حامد فيلمه «معالى الوزير»، ويحكى عن شخص عين وزيراً مكان الشخص المقصود نتيجة تشابه الأسماء، وحدث هذا التشابه قبل الثورة، وحدث بعدها، وقيل إن وزيرًا للتعليم، كان أحد وزراء تشابه الأسماء.

الاشتياق إلى كرسى الوزارة قديمًا كان يدفع البعض إلى التردد على الدجالين، وقارئ الكف والفنجان للفوز باللقب، وروى لى أستاذ جامعى ورئيس لجنة برلمانية مرموق، كان لا يخفى اشتياقه للوزارة، وكان يعتبر كرسى الوزارة من حقه، وحصل على العديد من الوعود وكان يخلف المسئولون وعودهم له، وفى آخر مرة أقسم له رئيس الوزراء بأنه ضمن التشكيل الوزارى، وبالفعل تم تكليفه بحقيبة وزارية عن طريق وعد نهائى هذه المرة، ولكن على طريقة قليل البخت، توفى رئيس الوزراء ليلة إعلان التشكيل الوزارى انتظارًا لأداء اليمين الدستورية وتم تكليف رئيس وزراء آخر لم يكن لصاحبنا نصيب معه فى وزارته.

الوزارة للموعودين، وليس للحسابين وغالبًا لأهل الثقة.