عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نور

خرج الرئيس الأمريكى جو بايدن من السباق الرئاسي، بعدما أطلق «تويتة» عبر حسابه الرسمى على موقع الرسائل القصيرة (X إكس) ليُسدل الستار على جدلٍ استمر عدة أشهر حول صحة الرئيس وإمكانية خوضه للانتخابات الرئاسية فى مواجهة «رامبو السياسة الأمريكية» الرئيس السابق دونالد ترامب.
انسحاب بايدن من انتخابات الرئاسة، أدى إلى دعم شخصيات بارزة فى الحزب الديمقراطى لترشح نائبته «كامالا هاريس»، بل ووصل الأمر إلى ممارسة هذه الشخصيات لضغوط واضحة على عدد كبير من السياسيين البارزين بالحزب- الأكثر كفاءة وقدرة ومالًا من هاريس- لمنعهم من التقدم للترشح بدلًا من نائبة الرئيس، ونتائج هذه الضغوط ظهرت فى بيانات تأييد تلفزيونية من قيادات الحزب لكامالا هاريس.
ومن الواضح أن هناك عناصر مؤثرة فى الحزب الديمقراطى قررت إدارة الانتخابات القادمة فى مواجهة ترامب والحزب الجمهورى دون استئذان من أحد.. وهذه العناصر تمثل الدولة العميقة أو رجال السلطة والسياسة والحكم (التى تنتمى للحزب الديمقراطى) وهى بالمناسبة عناصر يوجد ما يوازيها فى الحزب الجمهوري، وهو صراع داخلى مستمر منذ مائتى عام فى الولايات المتحدة، صراع يصنع التنافسية بين الحزبين الرئيسيين، ولا يخالف أحدهما الاتفاق الضمنى بالمنافسة الشفافة فى مواجهة الآخر، وقد حدث فى قضية «ووتر جيت» التى قام فيها الحزب الجمهورى بالتجسس على الحزب الديمقراطى أن تقدم الرئيس الجمهورى ريتشارد نيكسون باستقالته بعدما كشف الصحفى «بوب ودورد» الفضيحة التى هزت الرأى العام لسنوات.
إذن.. هى قواعد لا خلاف عليها، ولا تجاوز فيها.. فلا بد من المنافسة.. وإصرار الرئيس جو بايدن على خوض الانتخابات كان الرد عليه هو ضرورة انسحابه من المشهد.. بل إن هناك من يقول إن الـ«تويتة» التى كُتبت على الحساب الرسمى للرئيس قد تم فرضها على جهازه المعاون، بعدما تقرر خروجه من السباق بعد مشاورات بين كافة قيادات الحزب الديمقراطى، وكانت هذه هى الخطوة الأولى..عقب ذلك تم فرض «كامالا هاريس» كمرشحة عن الحزب، باعتبارها الأنسب لمواجهة «ترامب» الذى يستخدم عبارات يمكن وصفها بالوقحة ضد منافسيه، فهو رجل لا يمكن السيطرة على انفعالاته، وهو أيضًا كما وصفه كبير موظفى البيت الأبيض السابق جون كيلي- طبقًا لما ذكره الصحفى بوب ودورد فى إحدى كتبه–فإن (ترامب بمثابة «معتوه» و«أحمق» ومن غير المجدى محاولة إقناعه بأى شيء.. لقد انحرف عن السكة.. نحن فى عالم مجنون).
هذه هى استراتيجية الحزب الديمقراطى الآن.. إقناع الناخب أن ترامب رجلٌ مُختل.. وأن الولايات المتحدة لن تعرف طريقها معه.. ومهمة فريق إدارة الانتخابات بالحزب الديمقراطى ستكون مهمة تحويلية.. بمعنى أن الهدف هو تغيير نظرة الناخب وانطباعاته السلبية عن مرشح الحزب الديمقراطى المُعتذر جو بايدن (مثل كونه فى حالة صحية تؤدى إلى الخرف والزهايمر وعدم التركيز) إلى أمر إيجابى فى المرشحة كامالا هاريس باعتبارها أصغر سنًا وأكثر تركيزًا وقدرة على الأداء السياسى والإدارى.. أيضًا تحويل التعاطف الكبير الذى حصل عليه دونالد ترامب بعد محاولة اغتياله إلى المرشحة الديمقراطية هاريس.. فهى سيدة وأيضًا ملونة.. وقطعًا سوف يهاجمها ترامب بضراوة وصفاقة.. وعندها سوف ينسى الناخب حادث اغتيال ترامب والتعاطف معه وسيتذكر أنه رجلٌ غير مهذب يهاجم سيدة.. وعنصرى يهاجم الملونين!!
وسيتبقى لفريق عمل إدارة الانتخابات الرئاسية فى الحزب الديمقراطى مهمة البحث عن مرشح لمنصب نائب الرئيس بشرط أن يكون رجلًا وأبيض اللون حتى لا تخسر هاريس أصوات الرجال وأصحاب البشرة البيضاء.
خروج بايدن من السباق ودخول كامالا هاريس أعاد الحزب الديمقراطى لمضمار السباق بعدما كانت المنافسة محسومة لدونالد ترامب، وقد تحدث مفاجأة بفوز هاريس.
دخول نائبة الرئيس فى السباق الانتخابى سيؤدى إلى تغيير سياسة الحزب الجمهورى الذى سيضطر لتغيير خطابه الإعلامي، فلم يعد المرشح المنافس عجوزًا مخرفًا.. بل على العكس تستطيع هاريس (٥٩ عامًا) أن تتحدث عن العمر المتقدم للمرشح المنافس الرئيس السابق دونالد ترامب(٧٨ عامًا) وتستطيع أن تقول (عنه هو) أنه مخرف بعدما كان الاتهام بالخرف يصيب الرئيس بايدن.
أما ترامب.. فسوف يدرك الآن.. أنه أخطأ بالهجوم المبكر على بايدن والكشف عن سلبياته.. فهذا الهجوم جعل الحزب الديمقراطى يُخرج الرئيس من السباق لتأتى مرشحة ستنافسه بشراسة.. فقد كان بايدن المنافس الأسهل الذى كان يستطيع ترامب التهامه.. ولكنه الآن سيواجه منافسة حقيقية وليس أمامه سوى تحميل هاريس مسئولية أخطاء بايدن باعتبارها نائبته وشريكته فى الإدارة.. خاصة فى الجانب الاقتصادى.. ومن ضمنها أن الولايات المتحدة أصبحت أكبر دولة مدينة فى العالم، وأنها تقوم بطباعة تريليون دولار كل ثلاثة أشهر وهو خطر كبير نتيجته السلبية الأقل تأثيرًا هى التضخم.
سوف نتابع الانتخابات الأمريكية لنرى كيف ستُدار أشهر منافسة سياسية فى العالم.