عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قاعدة فقهية بنيت عليها كل الشريعة الإسلامية.. يوضحها علي جمعة

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء

هناك قاعدة فقهية بنيت عليها كل الشريعة الإسلامية منبثقه من كون الله تعالى لطيف بعبادة، وأن كل ما على الأرض من رحمة بين الأم ووليدها، والمخلوقات وبعضها، هي جزء واحد أنزله الله على الأرض من تسعة وتسعين جزء من رحمته الواسعة، كما جاء في حديث أبي هريرة، ولذا كانت الشريعة الإسلامية كلها قائمة على الرحمة والتيسير، فإن الله يريد بنا اليسر لا يريد بنا العسر.

 

 قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء عبر صفحته الرسمية على موقع الإلكتروني فيسبوك، أن الشريعة الإسلامية كلها بُنيت على أساس قاعدة ( أن المشقة تجلب التيسير)، وإذا تردد الأمر بين يسر وعسر قدم اليسر، ووضح أن هذا الفهم قد ابتعد عنه كثير من الناس، ولذلك رأيناهم يريدون التشديد على أنفسهم.

 

إن الله لا يمل حتى تملوا

 

وتابع جمعة أن حضرة النبي صلى الله عليه وسلم قد حذَّرنا عندما علَّم صحابته، وعلَّم الأمة من بعدهم أنه وجد مرة حبلًا منصوبًا؛ فقال «ما هذا؟» قالوا: هذا حبلٌ وضعته زينب رضي الله تعالى عنها من أجل الصلاة، حتى إذا ما تعبت فإنها تستند على هذا الحبل؛ فأزاله، وقال هذه القولة القوية الجميلة: «فليعبد أحدكم ربه طاقته؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا» فيجب علينا أن نعبد الله سبحانه وتعالى بيسر، بشوق، بحب، وليس أداءً للواجب، أو تخلصًا من ما عليّ، هذا شعورٌ لا يوجِد أثر العبادة الصحيح في القلب، فأثر العبادة الصحيح {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} الإنسان عندما يأتي بالصلاة على وجهها تراه وقد نهته هذه الصلاة عن الفحشاء والمنكر، وذكَّرته بالصراط المستقيم، أما إذا أتى الصلاة على غير وجهها فإنها لا تُؤتي أثرها فيه، وتراه يخلط عملًا صالحًا، وآخر سيئا.

 

 الشريعة الإسلامية ضد التشدد

وقد وضح الدكتور علي جمعة في فتواه رقم 7294 أن شريعة الإسلام جاءت بالرفق والرحمة والهداية إلى الصراط المستقيم، وكان من أهم مقاصدها رفع المشقة والحرج عن الناس؛ قال الحق تبارك وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾، وقال سبحانه: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾، وقال جلَّ شأنه: ﴿مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.

 

 ولهذا فإنَّ التشدد في الدين أمر مذموم؛ لأنه يتنافى مع مقاصد الشريعة السمحة ومع ما جاء في نصوصها الصريحة الدالة على أنَّ مدار التكليف هو التيسير والتخفيف والمقاربة قدر استطاعة المُكلَّف. روى البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ».