تشييع جثمان الشيخ «عبدالله أبو الغيط».. نسخ «القرآن الكريم» باللغة العربية والإنجليزية

شيع المئات من أهالي قرية ذكري التابعة لمركز أبوحماد بمحافظة الشرقية، مساء السبت، جنازة الشيخ عبدالله أبو الغيط، والذي وافته المنية عصر اليوم، عن عمر يناهز 68 عامًا؛ إلى مثواه الأخير في جنازة شعبية مهيبة، وتم موارته الثرى بمقابر العائلة، بعد أداء صلاة الجنازة عليه في المسجد الكبير بقربته، وسط حالة من الحزن الشديد بين المُشيعين، داعين الله له بالرحمة والمغفرة وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، مؤكدين أن الفقيد كان يتمتع بالطيبة، ودماثة الخلق، ودائما سباق بالخير بين أهالي القرية.

وقد عُرف الشيخ عبدالله أبو الغيط، بأنه قام بنسخ المصحف الشريف بيده ثلاث مرات باللغة العربية، ومرة اللغة باللغة الإنجليزية مترجمًا، واستغرقت كل نسخة منه ثلاثة أعوام.

وأوضح الشيخ محمد عباس النجار من أهالي قرية الفقيد، أن الشيخ عبدالله أبو الغيط من مواليد ١٩٥٦م بقرية ذكري التابعة لمركز أبوحماد بمحافظة الشرقية، وقد عمل بالمنطقة الأزهرية بمدينة الزقازيق، وكان يذهب يوميا من قريته ذهابا وإيابا إلى مقر عمله ماشيا على قدميه، مواظبا على ترديد آيات القرآن الكريم.

ولفت إلى أن الشيخ عبد الله أبو الغيط كان اُميًا لا يجيد الكتابة ولا القراءة، وقد نصحه الأطباء بعدما بلغ الـ 54 عامًا، وأصابه المرض، بضرورة المداومة على القرآن الكريم، كنوع من التبرك وأخذ الثواب والانشغال بشئ مفيد ويجزىء عليه، خاصة وأنه قارب على الإحالة إلى سن المعاش، والذي يتفرع فيه الشخص من متاعب الحياه.

وأشار محمد شنب، إلى أن الشيخ في ذات ليلة احضر المحبرة والقلم، وبدأ في رسم كلمات القرآن الكريم، حتى انتهى من نسخ جزء كامل، وبعدها نصحه المقربون بالاستمرار في رسم ونسخ باقي الأجزاء حتى انتهى من رسم نسخة كاملة من كتاب الله بالخط والشكل «العثماني»، وتمكن بعدها من نسخ ثلاث نسخ باللغة العربية، ومن خلال مُدرس للغة الإنجليزية تمكن من رسم نسخة كاملة مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، مستهدفًا رضى المولى عز وجل، وأن تُعم الفائدة على جميع المسلمين.

وكشف عبده علي شقيق الشيخ عبد الله أبو الغيط، عن اُمنية شقيقه الوحيدة جراء هذا العمل الإنساني، بأن يتم وضع نسخ القرآن التي تمكن من نسخها في دار التراث أو يتم اعتمادها من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، حتى ينتفع به جميع المسلمين.

وذكر أن محافظة الشرقية فقدت مساء اليوم رجلاً قرآنيًا، اختار لنفسه طريق يصل به إلى الله عز وجل، مشيرا إلى أنه كان بمثابة الأب وليس الأخ فقط في أسرة تكونت من ستة رجال، مشيرا إلى أن شقيقه الشيخ تحمل أعباء سفره إلى السعودية بحثا عن عمل لزيادة الدخل، وعن آخر وصية لشقيقه قبل وفاته بيوم، اوصاه بالمحافظة على اشقاءه والابناء، بالإضافة إلى المحافظة على النسخ القرآنية الموجودة في مكتبة البيت وأن تُتاح الاستفادة من هذا العمل الانساني للعامة، داعيا الله أن يتغمده الله بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.