رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

القرآن الكريم كتاب الله المنزل على نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم) المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر سورة منه وبكل سورة أو آية منه ، وهو كتاب نور، وكتاب هداية، وكتاب رحمة، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن استمسك به هُدِيَ إلى صراط مستقيم، يقول نبينا(صلى الله عليه وسلم): (تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ الله وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ).
وهو أعلى درجات البلاغة والفصاحة والبيان، يتدفق الإعجاز من جميـع جوانبه تدفقًا لا شاطئ له، فهو الذى يهجم عليك الحسن منه دفعة واحدةً، فلا تدرى أجاءك الحسن من جهة لفظه أم من جهة معناه، إذ لا تكاد الألفاظ تصل إلى الآذان حتى تكون المعانى قد وصلت إلى القلوب.
وقد تحدى النبى ( صلى الله عليه وسلم) به العرب - وهم أهل الفصاحة والبيان - أن يأتوا بمثله، حيث يقول الحق سبحانه و تعالى: «قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا»، أو أن يأتوا بعشر سور من مثله. قال عز وجل:«أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ الله إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»، أو أن يأتوا بسورة من مثله، قال سبحانه: «وإِنْ كُنْتُمْ فِى رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ الله إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»، فعجزوا عن ذلك كله.
وقد لفت القرآن الكريم كتاب الله المقروء أنظارنا بقوة إلى كتابه المنظور وهو  الكون بما فيه من آيات دالة على قدرة الخالق جل وعلا، وهو جانب آخر من جوانب الإعجاز فى القرآن الكريم ، حيث يقول سبحانه: «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِى الْآفَاقِ وَفِى أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ»، ويقول سبحانه: «خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِى الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِى مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِى ضَلَالٍ مُبِينٍ».
ويقول تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِى أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، ويقول سبحانه:«وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ الله الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ»، فمن الذى علَّم نبينا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان أن الجبال تمر مر السحاب، ولم يكن أحد على الإطلاق من أهل العلم قد تحدث عن حركة دوران الأرض حول نفسها أو حول الشمس؟ إنه الله عز وجل، ولا أحد سواه .
ويقول سبحانه: «وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِى لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ».

الأستاذ بجامعة الأزهر