رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مرصد الأزهر: أكثر من 4400 مستوطن اقتحموا "الأقصى" خلال يونيو الماضي

مرصد الأزهر لمكافحة
مرصد الأزهر لمكافحة التطرف

قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن كل شهر يمر على الأقصى وهو في قبضة الاحتلال الصهيوني، يُسمع له أنينٌ مختلفٌ، من تنوع الانتهاكات؛ إذ تتنوع الانتهاكات وتتشكل بحسب الظروف والمناسبات الصهيونية، والتي تتخذها جماعات الهيكل المزعوم ذريعةً لدعوة متطرفي المستوطنين لارتكاب المزيد من الاقتحامات والتجاوزات المتنوعة كَمًّا وكَيفًا.

أضاف مرصد الأزهر، أنه لم تتوقف الانتهاكات في حق المسجد الأقصى المبارك، خلال شهر يونيو المنصرم، عند حد تنفيذ الجولات الاستفزازية، وتأدية الطقوس التلـ،مودية داخل باحاته المشرفة على يد قطعان المستوطنين (بشكل يومي) فحسب، بل تخطّى ذلك إلى حدّ رفع علم الكيان في ساحاته في ذكرى ما يعرف بــ"مسيرة الأعلام"، مطلع يونيو، وقد سبقتها دعوات حثيثة –شهر أبريل الماضي-  لذبح قرابين "عيد الفصح" اليهودي داخل ساحاته المشرفة؛ لتظل المناسبات الصهيونية تمثل خطرًا إضافيًا على أقصانا المبارك بجانب الاقتحامات اليومية.

من ضمن الأحداث التي لا يمكن فصلها بحال عما يجري داخل الأقصى المبارك، توافد آلاف المستوطنين على مدينة القدس المحتلة، يوم الأربعاء 5 يونيو، واقتحام البلدة القديمة، والسير عبر شوارعها وأزقتها، وصولًا إلى باب  العمود الموصل للمسجد الأقصى، ورفع الأعلام الصـ،هيـ،ونية، وبعض الأعلام التي تحرض على الكراهية، في ذكرى ما يعرف بــ"مسيرة الأعلام"، أو "توحيد القدس" (بحسب الثقافة العبرية). وهو عيد صهيوني يتم إحياؤه في يوم ذكرى ضم القدس الشرقية (بما في ذلك البلدة القديمة) وتوحيدها مع القدس الغربية في أعقاب حرب 1967م.

وتابع مرصد الأزهر: وبالتزامن مع إجبار شرطة الاحتلال فلسطينيّي "البلدة القديمة- القدس" على إغلاق متاجرهم، وقيام من 2000 إلى 3000 عنصر من الشرطة الصـ،هيـ،ونية بتأمين المسيرة، تمكَّن نشطاء من اليمين الصهيوني المتطرف من ممارسة أعمال عنف ضد فلسطينيين وصحفيين كانوا يقومون بتغطية الأحداث، هذا فضلًا عن الهتافات العنصرية التي زادت بشكل كبير؛ مقارنة بالأعوام السابقة، بالإضافة إلى رفع لافتات تحمل عبارات تحريضية ضد الفلسطينيين مثل "رصاصة في الرأس لكل مخرب".

وشارك في تلك الذكرى الصهيونية شخصيات سياسية بارزة، أهمهم: وزير الأمن القومي "إيتمار بن جفير"، ووزير المالية المتطرف "بتسلئيل سموتريتش"، وقد وثَّقت المشاهد قيام الأخير بالعزف والرقص مع المشاركين. في حين قام الأول بالتصريح لوسائل الإعلام العبرية قائلًا: "عُدت إلى هنا مجددًا لتوجيه رسالة للفلسطينيين، ولكل بيت في غزة، وكذلك في الشمال، مفادها: أننا هنا، القدس لنا، وباب العمود لنا، وجبل الهيكل لنا (أي: المسجد الأقصى) ... اليوم، وبسبب سياساتي دخل اليهود في البلدة القديمة بكل أريحية، وكذلك قاموا بأداء الصلوات (أي: الطقوس التلـ،مودية) في المسجد الأقصى دون عائق، هذا هو حقنا ... وهذه هي رسالتنا للفلسطينيين".

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية بتهكم: "إن هذا هو بالضبط ما تحتاجه (إسرائيل) الآن: مهرجان للبلطجة اليهودية القبيحة، يسعى فيه مئات من الشباب اليهود الغاضبين، معظمهم من الحركة الصهيونية الدينية، إلى خلق استفزازات من خلال ترديد الشعارات العنصرية في قلب البلدة القديمة، مثل "الموت للعرب" و"لتحترق قريتهم". فيما وصفت الصحيفة وزير الأمن الصهيوني بالمهووس الذي يرغب في إشعال الحرائق عن طريق إثارة الاستفزازات.

الانتهاكات لم تتوقف

ولم تتوقف الانتهاكات –في ذلك اليوم- عند باب العمود، بل تجاوزتها وصولًا للأقصى المبارك؛ فبالتزامن مع "المسِيرَة"، سمحت شرطة الاحتلال لنحو 1500 مستوطن باقتحام الأقصى المبارك، ورفع الأعلام الصهيونية في قلب باحاته المشرفة. وفي يوم الأربعاء الموافق 12 يونيو، سمحت شرطة الاحتلال -كذلك- باقتحام ما يزيد عن 700 مستوطن لباحات الأقصى الشريف تزامنًا مع عيد الأسابيع (هشـﭬوعوت) اليهودي (وهو يوم الاحتفال بنزول التوراة).

ووقعت هذه الأحداث استجابة لدعوات جماعات الهيكل (المزعوم) التي دعت نشطاءها ومستوطنيها -عبر مواقعها- لتكثيف الاقتحامات في ذلك اليومين، وهي دعوات صهيونية متطرفة عادة ما تتزايد خلال الأعياد اليهودية. وجرت الاقتحامات عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، في صورة مجموعات وبحماية شرطة الاحتلال.

هذا ولم يسلم المسجد الأقصى في باقي الأيام (غير الاحتفالية) من اقتحامات المستوطنين والتي غالبا ما تكون بالعشرات، ليصل إجمالي عدد المقتحمين إلى (4414)، وسط حالات اعتقال في صفوف المرابطين والمرابطات، وكذلك تحذيرات واستغاثات من إدارة أوقاف وشؤون الأقصى المبارك، والتي أعلنت أنها وثقت 18 اقتحامًا للمسجد المبارك من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين خلال شهر يونيو، فيما تم منع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي 54 وقتًا.

هذا ولم تسلم مدن وبلدات الضفة الغربية من استغلال الوضع المأساوي في غزة وارتكاب المزيد من عمليات القتل والتنكيل وسلب الأراضي؛ حيث بلغ عدد شهداء الضفة نحو 560، بينهم 136 طفلًا. فيما يتوسع الاحتلال من بناء مستوطناته؛ حيث صادق مجلس الوزراء الأمني الصهيوني المصغر (الكابنيت) مؤخرًا على شرعنة 5 مستوطنات بالضفة، مصنفة غير قانونية، والمصادقة على بناء 5300 وحدة استيطانية جديدة، ليرتفع مجموع الوحدات الاستيطانية الجديدة المصادق عليها لأكثر من 24 ألف وحدة، خلال العام والنصف الماضية.

هذا بالإضافة إلى تسهيل هدم منازل الفلسطينيين في مناطق (ب) التي تخضع للسيطرة المدنية الفلسطينية.

من جانبه يجدد مرصد الأزهر دعوته بالمطالبة لإنفاذ القانون الدولي، وعدم المساس بالمقدسات القابعة تحت الاحتلال، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.

ويحمل المرصد الكيان الصهيوني الغاشم مغبة ما آلت إليه الأوضاع داخل قطاع غزة، وباقي الأراضي المحتلة؛ إذ من غير المنطقي فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة.