رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هوامش

مشروعات تخرج طلاب الجامعات كنز ثمين يحتاج مزيدًا من اهتمام مسئولى الدولة، لأنها عصارة فكر وأحلام أبنائنا رجال المستقبل.

هناك مشروعات تخرج تتكلف آلاف الجنيهات ورغم ذلك تُهمل وينتهى بها الأمر إلى التفكيك والإعدام أو القائها فى مخازن الكليّات ليأكلها الصدأ، وقد يبيعها العمال لتجار الخردة بعد مرور سنوات.

شاهدت بنفسى مشروعات رائعة فى كلية الهندسة جامعة القاهرة منذ أيام نظرية وعملية، منها ابليكيشن خدمات يسهل لركاب مترو الأنفاق التحرك داخل المحطات ويمدهم بكافة المعلومات، وابليكيشن لخدمة السياحة، وفى قسم هندسة الطيران نظام الساعات المعتمدة شاهدت مشروعات تستحق أن تهتم بها الدولة وترعى مخترعيها ومنفذيها من الطلاب الذين بذلوا كل ما يمكن من جهد وأنفقوا مبالغ طائلة لإخراج هذه المشروعات بأفضل صورة، ونالوا إعجاب أساتذتهم.

من ضمن المشروعات التى رأيتها طائرة مسيرة بدون طيار «درون» تستخدم فى عمليات الإطفاء سواء فى المطارات أم خارجها، حيث تحمل الطائرة كرة بها مادة كيميائية تلقيها فوق النيران لإخمادها وتعود ادراجها، بواسطة ريموت يتحكم فيه الطلاب.

منذ سنوات ليست ببعيدة بدأت الجامعات فى الاهتمام بمشروعات الطلاب بناءً على توجيهات القيادة السياسية، باعتبارها أحد الحلول فى علاج مشكلات كثيرة، وأعلنت عن ربط وجهة نظر الطلاب بالمشروعات القومية التى تنفذها الدولة فى كافة القطاعات فربما خرج لنا عمل يستفيد منه المجتمع، وربما خرجت الدولة باختراع جديد يفيد البشرية، يتم تصنيعه وتصديره من مصر ليوفر عملة صعبة ويعيد مصر كوجهة صناعية فى أفريقيا والشرق الأوسط وربما لأوروبا وأمريكا، فأبناؤنا يبدعون ويتفوقون عندما تتوفر لهم البيئة الملائمة ولنا فى زويل وغيره عبرة.

وفى هذا التوقيت تبنت لجنة التعليم بمجلس النواب، وناقشت أهمية ربط مشروعات تخرج الطلاب بمشروعات الدولة، حيث طالبت عبر أكثر من اقتراح تحت قبة «البرلمان» بالنظر لها، وألا تكون مجرد أفكار للنجاح والحصول على التقدير فقط، وبمرور الوقت تناست لجنة التعليم التوجيهات ولم تخرج التوصيات إلى حيز التنفيذ.

على الدولة أن تولى مشروعات التخرج فى كافة الجامعات اهتمامًا خاصًا، عليها أن تنتقى الأفكار الجيدة وتوفر كافة الإمكانيات للطلاب لتنفيذها، وعليها تشكيل لجان تفحص المشروعات جيدًا وتنتقى المبتكر والجديد وتساعد الطلاب على تسجيله كاختراع، ثم تدعم الطلاب وتحتضنهم وتوجههم حتى يتحول مشروعهم إلى منتَج يفيد المجتمع والبشرية، وبالطبع سيفيد الاقتصاد الوطنى.

يا سادة القضية خطيرة وتستحق التوقف أمامها والاهتمام بها لأنها تخص أبناءنا أمل الوطن ومستقبله، فالاهتمام له تبعات إيجابية أهمها رفع الوعى الوطنى لدى شباب الجامعات، وتعميق الانتماء حتى لا يضطروا للسفر خارج الوطن، ويحققوا انجازات يتحدث عنها العالم ويحصلوا على جوائز عالمية ولكن للأسف وهم يحملون جنسية أخرى.