رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

نور

كلما يأتى يوم ٣٠ يونيو، تقفز إلى ذاكرتى أيام ما قبل يوم الثورة العظيمة التى خلَّصت البلاد والعباد من أسوأ مشروع سياسى واجهته مصر عبر تاريخها الكبير، مشروع أخونة مصر وتحويلها إلى غنيمة يُديرها مكتب الإرشاد لصالح جماعة أرادت تحويل مصر إلى مركز لنشر نظرية الإسلام السياسى القائم على منهجية غير مقبولة من غالبية المصريين أو من جيرانهم عبر مساحة ممتدة من المحيط إلى الخليج. 
القيمة الحقيقية لثورة 30 يونيو، أنها لم تعد مجرد ذكرى، نستمع فيها لكلمات التمجيد، لأيام ناضل خلالها الشعب المصرى، بجوار قواته المسلحة، ورجال الشرطة، ومؤسسات الدولة، فى تجمع فريد، لحماية الوطن من أكبر وأسرع عملية سرقة لمستقبل بلد كان يتطلع لحريته، بعد ثورة يناير، ليجد نفسه فى براثن قوى فاشية مستغلة للدين، أرادت له السقوط فى مستنقع الحرب الأهلية، ولكن الله سلم، فأراد لهذا الوطن أن ينجو من مصير الدمار والحريق والدم، إلى مرحلة البناء والتشييد فى جمهورية جديدة لا تعرف إلا لغة العمل. 
الذكرى لا تمثل احتفالًا بيوم ثورة 30 يونيو فحسب، وإنما هى تذكير بالأحداث التى وقعت قبل الثورة ودفعت المصريين إلى الخروج لإسقاط النظام الفاشى الذى أراد السيطرة على مستقبلنا بإسم الدين، فى أكبر تجارة سياسية عرفها التاريخ. 
لا تنس أن المظاهرات والاضطرابات التى حدثت قبل ثورة 30 يونيو بدأت من الأرياف، وكانت من أجل مواجهة التمكين، فقد واجه الناس العاديون، ممن لا يعرفون السياسة، أمورًا مؤلمة، مثل إقالة مدير مدرسة لتعيين آخر إخوانى، وإقالة مدير مستشفى لتعيين آخر إخوانى، وإقالة مدير مكتب تأمينات أو مكتب عمل لتعيين آخر إخوانى، فكانت الشرارة الأولى لمواجهة التمكين الأحمق. 
مشروع تمكين الإخوان من مفاصل الدولة توقف يوم 30 يونيو 2013 وتم القضاء عليه يوم 3 يوليو، لذلك لا يجب نسيان أننا كنا فى الطريق إلى نفق مظلم ما كنا لنخرج منه بسهولة، فكنا أمام طريقين، الأول: أن يتمكن الإخوان من السلطة ونصبح مثل إيران ونستغرق عشرات السنين للتخلص من النموذج السياسى الأسوأ لمصر، والثانى أن تحدث حرب أهلية لسنوات لا نستطع الخروج منها بسهولة مثل دول مجاورة كثيرة، ولكن لأننا نمتلك جيشًا وطنيًا غير إيديولوجى، ولا يعرف التصنيفات الدينية أو المذهبية أو الفكرية أو العرقية أو القبائلية، فكان الطريق الثالث، وهو طريق الانحياز للشعب، وحماية ثورته ضد الجماعة، وإعادة مصر إلى أصحابها. 
فى يوم 30 يونيو اتخذ الشعب المصرى قرارًا بألا يكون مثل سوريا أو العراق أو ليبيا، لأنه ليس لديه استعداد بأن يحمل كل أب أبناءه ويذهب بهم إلى الحدود للهروب من هذا المعترك، فقد كانت جميع الدول المجاورة فى مشكلات، وكانت مصر هى المهرب والملاذ. وقد ثبتت صحة هذه النظرية بعدما حدث فى السودان منذ أكثر من عام، وما حدث فى غزة منذ ستة أشهر، فتأكد المصريون أنهم كانوا على حق حينما خرجو للحفاظ على بلدهم وحدودهم وأولادهم.
ثورة 30 يونيو قضت على مشروع الإخوان وحافظت على الدولة المصرية ومكوناتها، فقد حافظت على هوية الدولة المدنية ومنعت تحويل مصر إلى دولة دينية والجيش تدخل لحماية الدولة من الانهيار وحفظ الأمن والاستقرار، وحافظت الثورة على استقرار الأمن الداخلى وهذه الخطوة بدورها أدت إلى حماية الأمن القومى، فقد كان القضاء على الفوضى الداخلية خطوة نحو حماية الحدود التى التهبت فيما بعد وعرف المصريون أن وصول الجماعة المحظورة ثم صناعتها للفوضى كانت أكبر تهديد للأمن القومى المصرى الذى لم يشهد خطرًا على استقراره بهذه الدرجة منذ الخامس من يونيو ١٩٦٧.
نحن منتبهون إلى أن الإخوان، ما زالوا يحاولون العودة إلى المشهد، من خلال السيطرة على النقابات، والجامعات، والأحزاب، والأندية، والمؤسسات الاجتماعية، بطريق مباشر أو غير مباشر، من خلال ضخ الأموال، أو السيطرة على الأفراد، بهدف الانقضاض على دفة القيادة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبالتالى توجيه هذه المؤسسات من خلال عناصرها المزروعة فى مجالس الإدارات، لتحقيق هدف عودة الجماعة. 
ونحن ندرك أن انتهاء التمكين وتوقف مشروع الإخوان للسيطرة على مفاصل الدولة، ومؤسساتها، لا يعنى توقف التمكين فى مؤسسات المجتمع.. ويجب أن ينتبه الجميع.. فالمعركة لم تنتهِ مع الجماعة وذيولها. 
اللهم احفظ بلدنا..اللهم احفظ الجيش..عاش الشعب المصرى العظيم.