رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

الناصية

فى البداية لا بد أن نتفق.. هل نحن جادون فى تغيير ثقافى حقيقى أم نمثّل على أنفسنا؟.. لأن كل ما نفعله فى حياتنا الثقافية لا يؤدى إلى شيء.. ومع ذلك نتوهم بأننا نفعل ما علينا وزيادة!.. حتى يأتى عمل فنى بسيط ويكشف أمامنا فشل كل المؤسسات الثقافية فى عملها.. وأن كل وظيفتها إهدار المال العام!

وفيلم «رفعت عينى للسما».. أول فيلم مصرى يحصل على جائزة العين الذهبية فى مهرجان كان الفرنسى الأخير.. والجائزة لا شك مهمة ولكن أهميتها الحقيقية بالنسبة لى على الأقل ليست فى عالميتها ولا لأنها من أكبر المهرجانات السينمائية فى العالم، ولكن قيمتها فى إبراز مواهب مصرية لا يعرفها أحد فى مصر.. ويكتشفها ويعرفها فنانون كبار من كل العالم!

ويعتبر «رفعت عينى للسما» أول فيلم تسجيلى مصرى يشارك فى هذه المسابقة منذ تأسيسها، بالإضافة إلى أنه العمل التسجيلى الوحيد المشارك فى مسابقة أسبوع النقاد، ليكون واحدًا من ضمن سبعة أفلام من سبع دول فقط تتنافس على الجائزة الكبرى لأفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل ممثل أو ممثلة، وجائزة أفضل سيناريو، وجائزة التوزيع.. وتدور أحداث فيلم «رفعت عينى للسما» حول مجموعة من الفتيات اللاتى يقررن تأسيس فرقة مسرحية، وعرض مسرحياتهن المستوحاة من الفلكلور الشعبى الصعيدي، بشوارع قريتهن الصغيرة بمركز ملوى فى المنيا؛ لتسليط الضوء على القضايا، التى تؤرقهن كالزواج المبكر، والعنف الأسري، وتعليم الفتيات، بينما يمتلكن أحلاما تفوق حد السماء، وقد استضافت قرية البرشا فى محافظة المنيا فريق عمل الفيلم على مدار العديد من الأعوام!

والفيلم بطولة فريق مسرح بانوراما برشا، والذى يضم ماجدة مسعود وهايدى سامح ومونيكا يوسف ومارينا سمير ومريم نصار وليديا هارون ويوستينا سمير مؤسسة الفريق، والفيلم من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير.. شباب مثل الفل الأبيض يفرحون القلب الحزين على مؤسساتنا الثقافية الهرمة!

ولمن لا يعرف أن قرية دير البرشا وبهذا الفريق، سبق وفاز فيلم «ريش» بالجائزة الكبرى فى مسابقة أسبوع النقاد فى مهرجان «كان» عام 2021، وكانت بطلة الفيلم سيدة من القرية اسمها دميانة نصار حنا، الشهيرة بـ «أم ماريو»، 39 سنة، ربة منزل، وطفلين من أبناء قرية البرشا، وهما فادى مينا فوزى، 8 سنوات، بالصف الأول الابتدائى، وأبوسيفين نبيل ويصا، 5 سنوات، تلميذ برياض الأطفال.

ورغم أن ذلك يحدث بعيداً عن المؤسسات الثقافية الرسمية وأموالها المهدرة فى أشياء لا علاقة لها بالفن والفنانين.. فهو لا يدعونا للإحباط بقدر ما يدعونا للأمل فإن القادم أفضل.. كيف؟.. لأن هذا البلد سيظل شاباً فى أفكاره واحلامه وطموحاته بشبابه وبمواهبهم العظيمة الذين يستطيعون رفع اسم مصر بهذا المستوى فى أكبر المحافل الدولية.. بعيداً عن عواجيز الفرح «المعششين» فى دهاليز وزارة الثقافة!

[email protected]