رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

ندى

تسعى الدولة بكافة مؤسساتها إلى التحول السريع إلى «الرقمنة» مواكبة لما يحدث فى العالم, ولتوفير الوقت والجهد والمال, ولكن ماذا حدث؟ 
بنظرة سريعة على طريقة إدارة البريد المصرى يتأكد لنا أنه لا أحد يهتم بتطويره أو مراقبة الأداء اليومى فى مكاتبه حيث هناك يقف كبار السن والسيدات على أبواب مكاتب البريد فى العراء تحت لهيب الشمس فى انتظار دورهم لقبض معاشهم فى شكل مهين خاصة فى القرى والأرياف.
مشهد زحام كبار السن يشعرك أن كل ما يقال عن تطوير البريد المصرى وميكنته لم يرق لمستوى يليق بعملائه فضلا عن مشكلات أخرى يومية يلاقيها كل من يتعامل مع فروع البريد على مستوى الجمهورية.
الزحام وعدم احترام كبار السن أمام مكاتب البريد بمختلف المحافظات والمدن والمراكز والأحياء والقرى على مستوى الجمهورية, كارثة حقيقية الحكومة مطالبة بحل سريع وفعال لهذه الأزمة.
فى طلب إحاطة قدمه أحد النواب - منذ حوالى عامين - لرئيس مجلس النواب لتوجيهه إلى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إنه مع بداية كل شهر يتوافد أصحاب المعاشات من أهالينا كبار السن على مكاتب البريد من اجل صرف المعاشات الخاصة بهم مؤكداً ضرورة أن تسارع مكاتب البريد بإيجاد آلية جديدة لتوصيل المعاشات إلى أصحابها بدلاً من تعذيبهم داخل وأمام مكاتب البريد.
وقدم النائب طلب إحاطة إلى رئيس مجلس النواب ليحوله إلى لجنة الاتصالات واستدعاء وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للرد عليه مؤكداً على ضرورة أن تسارع الحكومة لإيجاد حلول عاجلة لهذه الكارثة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
وما زالت المشكلة قائمة, ففى مطلع أول كل شهر يذهب أصحاب المعاشات وحاملى البطاقات الائتمانية كى يَحصلوا على أموالهم فيُعانون أشد المُعاناة من ناحية فراغ ماكينات الصراف الآلى من الأموال، لِكونهم إذا وضعوا فيها أى نقود فتكون كافية للأيام الأولى من أول كل شهر، وأيضًا لا تُغطى رُواد البريد طوالَ اليوم كاملاً بل تكفى لمُدة ساعات عمل المُوظفين فقط.
فراغ الماكينات من الأموال فضلا عن تعطلها بشكل مستمر دفع العديد من المواطنين للمزاح وقال أحدهم (المكن ده براني- جابيين المكن من غير فلوس معاه – احنا نتصور جمبها بس والمكنة شكلها كئيب أصلا هطلع فلوس إزاى؟).
وعلى سبيل المثال فى أزمة ماكينات الصراف الآلى الخاصة بمنظومة البريد،: «دائمًا ما يلجأ حاملو البطاقات الائتمانية لِموظفى مكاتب البريد عند فراغ الماكينات ATM من الأموال، ليردوا مُسرعين على إجابات المواطنين.. الصرف من الماكينة يا فندم.. وهم يَعلمون علم اليقين أن الماكينات فارغة من الأموال أو «السيستم» مُعطل بدلاً من حل مَشاكلهم العالقة».
قادنى حظى العاثر إلى استخدام ماكينة الصراف الآلى الخاصة بالبريد والموجودة فى محطة مترو أنفاق المطرية وبعد ثوانٍ من وضع البطاقة داخل الماكينة تم سحبها وكأن الماكينة كانت منتظرة بطاقتى على أحر من الجمر, وعبثا حاولت استرجاعها بعدة وسائل قرأتها على وسائل التواصل الاجتماعى, فذهبت إلى المسؤولين فى محطة مترو المطرية فأكدوا أنهم ليس لهم علاقة بالماكينة, ورضخت إلى مهاتفة الخط الساخن لتطبيق«ايزى باى» ففوجئت بموظفة مبرمجة على لسانها جملة واحدة «لازم نعدم الفيزا يا فندم» ورددت بسرعة وتلقائية «ليه يا بنتى هى عملت إيه» دى كانت طيبة وكويسة وبنت حلال وصالحة لمدة سنتين قادمتين, ثم سألتها سؤالا منطقيا من المتسبب فيما حدث, لماذا لم تضع الهيئة أى إشارة توضح عطل الماكينة, ولماذا لا تسمح باسترداد البطاقة عن طريق الموظف الذى يغذى الماكينة بالنقود, حتى ولو بمقابل مالى, ولماذا ولماذا وكانت الإجابة واحدة تؤكد ضرورة الإعدام, فاضطررت آسفا لشراء بطاقة جديدة فصعقت من ارتفاع ثمنها بشكل مبالغ فيه,فهل هناك خدمات مقابل هذه الزيادة؟
أهدى هذه الواقعة إلى من يهمه الأمر وارجو ألا أنتظر كثيرا.
[email protected]