رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

حكاية وطن

التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، سيوفر واقعاً جديداً بالمنطقة، لا سيما على الرأى العام الشعبى، الأمر الذى سيسهم بقوة فى استدامة تحقيق الاستقرار والأمن للمنطقة بأسرها، حيث تدرك مصر أن حل القضية الفلسطينية هو أحد المفاتيح الرئيسية لإقرار السلام الدائم والعادل، ومن هنا كان الدعم الكبير والمستمر الذى تقدمه مصر قيادة وشعباً للقضية الفلسطينية، ووقوفها الدائم بجانب الحقوق الشرعية للشعب الفلسطينى، ودعم الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، باعتبارها القضية الأساسية للعالم العربى، وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها، وعلى أساس حل الدولتين.

واقع القضية الفلسطينية يكشف أن أصل الشرور فى الشرق الأوسط فى المائة سنة الأخيرة هو «اغتصاب فلسطين»، القضية الأم والمركزية، وأصبح معتاداً الإشارة إلى الصراع العربى - الإسرائيلى فى الأدبيات العربية وأجهزة الإعلام بـ«أزمة الشرق الأوسط»، فقد أضاع ضمير المجتمع الدولى العقد وراء الآخر وهو يشاهد الحقوق الفلسطينية الموثقة بموجب قرارات الشرعية الدولية كما تعكسها قرارات الأمم المتحدة تذهب أدراج الرياح.. مع غياب أفق حقيقى للعملية السلمية لاستعادة حقوق شعب يبتلعها الاستيطان الإسرائيلى عاماً بعد الآخر، حتى وصلت إلى محاولة الاحتلال تصفية القضية الفلسطينية ومحو الشعب الفلسطينى بالتصفية الجسدية والتهجير القسرى، ويقف المجتمع الدولى عاجزاً عن إنفاذ الشرعية الدولية فى قضية عمرها جاوز السبعة عقود.

تعنى القضية الفلسطينية الصراع التاريخى السياسى والمشكلة الإنسانية فى فلسطين منذ المؤتمر الصهيونى الأول عام 1897، حتى يومنا هذا. كما تعتبر قضية فلسطين جزءاً جوهرياً من النزاع العربى - الإسرائيلى الذى نتج بنشوء الصهيونية والهجرة اليهودية إلى فلسطين، وما نتج عنها من حروب وأزمات فى منطقة الشرق الأوسط، ودور الدول العظمى فى أحداث المنطقة.

فى ظل الصراع نجحت الدبلوماسية المصرية فى التعبير عن مصالح الدول الأفريقية والعربية والقاعدة العريضة من الدول النامية أعضاء الأمم المتحدة، لاسيما فى ضوء المبادرات التى أطلقتها خلال فترتى رئاستها للمجلس وإعادة التركيز على الحقوق الفلسطينية بما أسهم فى اعتماد القرار التاريخى 2334، بشأن الاستيطان، بالإضافة إلى مشروع القرار المعنى بمواجهة آثار القرار الأمريكى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذى خلق صورة ذهنية مبكرة لدى كافة الأطراف الدولية باستقلالية الموقف المصرى وعدم خضوعه لضغوط أياً كان مصدرها أو دوافعها، الأمر الذى أكسب مصر تقدير الأطراف الإقليمية والدولية رغم حالة الاستقطاب الشديد بين القوى الرئيسية التى يعد مجلس الأمن مسرحاً رئيسياً لها.

دور مصر الفاعل والجوهرى فى الدفاع عن القضية الفلسطينية لإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، يؤكد أن مصر فى طليعة من دافع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة وأكثر من نادى بالسلام العادل والشامل فى كل المحافل الدولية لأنها تراه حقاً للشعوب وواجباً أخلاقياً على المجتمع الدولى أن يفى به، إذ لم يعد ممكناً ولا مقبولاً استمرار التغاضى عن حق الشعب الفلسطينى لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، فلم تعد تلك المنطقة من العالم بحاجة للمزيد من الدماء والضحايا الأبرياء، لا سيما أن خيار مصر وخيار العرب الاستراتيجى هو السلام العادل والشامل الذى يستند إلى أحكام القانون الدولى وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.