رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

انطلاق السباق الرئاسي فى المكسيك مع ترقب بفوز أول امرأة يهودية شعبوية

كلوديا شاينبوم مرشحة
كلوديا شاينبوم مرشحة اليسار الشعبوى فى انتخابات المكسيك

ينطلق ماراثون الانتخابات الرئاسية فى المكسيك بعد ساعات اليوم الأحد وسط ترقب أمريكى للرئيس القادم فى الدولة التى تقع على جنوب الولايات المتحدة وتجمعهما اتفاقية للتجارة الحرة مع ثاثلتهما كندا، ويخوض السباق الرئاسى هذه المرة الرئيس الحالى أندريا لوبيز لوبرادور صاحب التوجه الشعبوى، وسيدتان هما كلوديا شاينبوم عمدة مدينة مكسيكو سيتى الحالية صاحبة التوجه الشعبوى المحافظ والتى تعتبر من تلاميذ لوبرادور، كما تخوض السباق منافستها الليبرالية السيدة زوشيتل جالفيز.

توقعات بفوز يهودية لرئاسة المكسيك وسط ترقب إسرائيلى حذر!

وتشهد المكسيك لأول مرة ترشح سيدتين من المحتمل أن تفوز إحداهما بكرسى الرئاسة فى سابقة لم تحدث فى تاريخ المكسيك، وتحظى كلوديا شاينبوم ذات الأصول اليهودية والبلغارية بحظ وفير بحسابات الخبراء للفوز بالانتخابات، حيث يتسم توجهها الشعبوى واليسارى بالمتوازن نظرا لخلفيتها العلمية الهندسية وحصولها على درجة الدكتوراه فى مجال الطاقة والبيئة الذى يعد من أهم الملفات العالقة بين المكسيك وجارتها الولايات المتحدة.

من جانبها  أكدت صحيفة “ تايمز أوف إسرائيل” على ترقب الأوساط السياسية والدينية الإسرائيلية حذر بفوز كلوديا شاينبوم بكرسى الرئاسة واعتباره انتصارا للجالية اليهودية المكسيكية واللاتينية بصفة عامة، إلا أنهم يتحفظون على كونها تلميذة للزعيم اليسارى أندريا لوبيز الذى نجح فى عزلها بعيدا عن أصولها اليهودية، ونجح فى تأصيل التوجه اليسارى الشعبوى بداخلها لدرجة عدم ذكرها لأصولها أثناء حملتها الإنتخابية الحالية وإصرارها على نشأتها غير الدينية مؤكدة أنها مكسيكية حتى النخاع وهو ما عرض شاينبوم للنقد فى الأوساط الإسرائيلية.

وقد سبق وفاز مرشحان رئاسيان يهوديان فى تاريخ المكسيك سابقا أولهما فى عام 1945 والأخر يدعى ساليناس دى جوراتارى الذى منحته إسبانيا الجنسية للتكفير عن طردها لليهود فى القرن ال 14. 

تلميذة لوبيز تؤمن باحتفاظ الدولة لمصادر وشركات الطاقة

 تحافظ دولة المكسيك على امتلاكها للشركات الأساسية المنتجة للطاقة الأحفورية "بيميكس" وتسيطر على كافة عمليات التنقيب والبيع والتصدير للخارج، وهو ما جعلها فى مرمى البصر عند الشركات الأمريكية التى تريد التسلل الى سوق الطاقة المكسيكى للسيطرة على هذا المورد المهم والموجود بالقرب من أراضيها، وتعوّل إدارة بايدن على فوز المرشحة زوشيتل جافيز التى تؤمن بالتجارة الحرة بين بلادها والجارة الأمريكية الشمالية.

أما خبراء العلاقات الدولية فيؤكدون فى صحيفة “ الهيل ” الأمريكية أنه فى حالة فوز كلوديا شاينبوم بمقعد الرئاسة فسوف تحتفظ بملكية شركات إنتاج الطاقة الأحفورية والمتجددة، بالإضافة الى شركات الدعم اللوجيستى والفنى “ سى إيه إف ”، مما يستنكره سفير المكسيك السابق فى واشنطن أرتور صاروخان مشبها إياه بالمثل القائل " كيف يمكن للطاهى طبخ الطعام ثم يأكله "، حيث يشجع صاروخان على الانفتاح على الاستثمارات الأجنبية خصوصا الأمريكية والغربية فى مجال الطاقة الذى يعد المورد المتميز فى المكسيك، ومع ذلك لا ترفض الدولة اللاتينية الإستثمارات الخارجية وإنما تفضل الشراكة الصينية فى مجالات التكنولوجيا، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة تهديدا لأمنها القومى من ناحية الجنوب. 

تعاون الحرس الوطنى والجيش لمكافحة الجريمة المنظمة وتنفيذ مشروعات البنية التحتية

 أوضح الخبراء فى صحيفة " الهيل " أنه من المتوقع أن تحتفظ شاينبوم فى حال فوزها بالمقعد الرئاسى بما يسمى بالحرس الوطنى الذى يمثل الجناح العسكرى جنبا الى جنب مع قوات الشرطة والجيش والذين نجحوا فى مواجهة عصابات وتشكيلات الجريمة المنظمة، وقد أسسهم الرئيس الحالى أندريا لوبيز أستاذ المهندسة شاينبوم الأكثر حظا بين المرشحين فى السباق الحالى للانتخابات، بالإضافة إلى تفضيل شاينبوم قيام شركات الجيش بتنفيذ مشروعات البنية التحتية مثل الطرق الدائرية وغيرها مما يجعل الولايات المتحدة تنظر إليها بعين الريبة.

ملف الهجرة الأكثر سخونة فى الأمريكيتين الشمالية والجنوبية 

 يظل ملف الهجرة غير الشرعية الذى يسمح بتدفق المهاجرين من الحدود الجنوبية بين الولايات المتحدة والمكسيك عبر الصحارى والأنهار متسللين إلى ولاية تكساس الأكثر سخونة بين البلدين، حيث يمثل هذا الملف أولوية على أجندات المرشحين الرئاسيين الحاليين الديمقراطى جو بايدن والجمهورى دونالد ترامب، واللذان سبقا واتخذا إجراءات صارمة حياله تم سنها إما فى قوانين مستقلة  أوفى تعديلات دستورية ملحقة تمت فى عهد دونالد ترامب، وإنتهت بإتفاق متضمنا قبول المكسيك بإستقبال المهاجرين غير الشرعيين وطالبى اللجوء وأصحاب الجنسية الثالثة، فى مقابل إزالة كل القيود على التبادل التجارى والإعفاء من كل التعريفات الجمركية بين البلدين مع إشراك كندا فى الاتفاق الاقتصادى والسياسى، وهو ما يرفضه حاليا لوبيز وتلميذته كلوديا شاينبوم ويعتبرا هذا الاتفاق عِبئا كبيرا على اقتصاد المكسيك، ويعد أمرا مجحفا بتحمُل مطالب اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين من حملة الجنسية الثالثة.

مفاجأة المرشح الشعبوى الكندى الجديد 

 لم تسلم حدود الولايات المتحدة الشمالية من تهديد جديد قادم من ناحية جارتها الكندية التى سوف تشهد انتخابات رئاسية فى 2025، حيث يواجه المرشح جوستن ترودو رئيس الوزراء الحالى صاحب التوجه الليبرالى منافسه الشعبوي بيير بواليفر ذا التوجه اليسارى المحافظ، مما تعتبره الولايات المتحدة فى عهد الرئيس بايدن تهديدا لأمنها القومى الشمالى يضاف إلى الجنوبى مع توقعات قوية بفوز كلا المرشحين الشعبويين فى المكسيك وكندا، بالإضافة إلى التهديد الصريح لاتفاقية التعاون الاقتصادى والسياسى بين الأطراف الثلاثة، مع احتمالات لخسارة أسواق استهلاكية واسعة للمنتجات الأمريكية، نظرا لميل رؤساء هذه البلدان فى تفضيل التعاون مع الصين وروسيا للاستثمار داخل أرضيهما، مقارنة بالشركات الأمريكية فى المستقبل وهو ما يمثل خسارة كبيرة للأسواق فى أمريكا اللاتينية والشمالية أيضا، مع الوضع فى الاعتبار تفضيل المرشحين المكسيكين لوبيز وشاينبوم فوز الرئيس السابق دونالد ترامب المرشح الجمهورى ودعمه لأنه صاحب نفس التوجه الشعبوى المماثل لهم فى الانتخابات الرئاسة المرتقبة بنوفمبر القادم.