عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

مسار القهوة

الوقت ينفد والطبيعة فى حالة طوارئ، وتواجه النظم البيئية تهديدات متزايدة فى جميع أنحاء العالم، بدايةً من الغابات والأراضى الجافة إلى الأراضى الزراعية والبحيرات، فضلًا عن انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى التى تتزايد بشكل مستمر، وقد تصل تلك المساحات الطبيعية، والتى يعتمد عليها وجود البشرية، مرحلة الانهيار.

وفى هذا الإطار ينظم العالم يوم الخامس من يونيو كل عام منذ عام 1973، اليوم العالمى للبيئة، والذى يعد أكبر منصة عالمية للتوعية العامة بالبيئة، ويحتفل به ملايين الأشخاص حول العالم، وكانت البداية عام 1972 بمثابة نقطة تحول فى تطوير السياسات البيئية الدولية، حيث عقد فى هذا العام تحت رعاية الأمم المتحدة، المؤتمر الرئيس الأول حول القضايا البيئية، فى الفترة من 5 إلى 16 يونيو فى ستوكهولم (السويد). وكان الهدف من المؤتمر، المعروف بمؤتمر البيئة البشرية، أو مؤتمر ستوكهولم، صياغة رؤية أساسية مشتركة حول كيفية مواجهة تحدى الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها.

ومنذ الاحتفال الأول فى عام 1973، ساعد اليوم العالمى للبيئة برنامج الأمم المتحدة على زيادة الوعى وتوليد زخم سياسى حول المخاوف المتنامية مثل استنفاد طبقة الأوزون والمواد الكيميائية السامة والتصحر والاحترار العالمى، وتطور اليوم ليصبح منصة عالمية لاتخاذ إجراءات بشأن القضايا البيئية العاجلة.

وفى هذا الإطار أعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمملكة العربية السعودية، أن المملكة ستستضيف فعاليات الاحتفال باليوم العالمى للبيئة لعام 2024 تحت شعار «أرضنا مستقبلنا. «معًا_نستعيد_كوكبنا» مع التركيز على إصلاح الأراضى، والتصحر، والقدرة على مقاومة الجفاف، إذ يوافق عام 2024 الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وستعقد الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف (COP 16) لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) فى العاصمة السعودية، الرياض، فى الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر 2024.

وفى هذا الإطار تُعد عمليّة المحافظة على البيئة وحمايتها من أهم الأمور التى يجب على الإنسان أخذها بعين الاعتبار، وذلك للحدّ من تدمير النُظم البيئية بشتى أنواعها، والتدهور البيئيّ الذى يهدد بدوره كلًا من صحة الحيوانات، والبشر، والنباتات على المدى الطويل بفعل الأنشطة البشريّة، ومن ثم فإن جميع القرارات المُتخذة من قِبل البشر تؤثر على البيئة بشكل أو بآخر سواء أكانت تتعلق بأغذيتهم أم مُشترياتهم، أم كيّفيّة التنقل.. وغيره، وتقع مسئولية حماية البيئة على عاتق كل فرد منا من خلال البحث عن التعاون، وتمكين مزيد من الناس من رعاية كوكب الأرض، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى بشكل مسئول لتعزيز العمل البيئى، ومواصلة أداء دور استباقى ومستنير وتسليط الضوء على الرسائل البيئية.

وفى النهاية، فإن تعاليم الإسلام مليئة بالنصوص والتوجيهات والأوامر للمحافظة على البيئة ونظافتها وتنميتها وإحيائها وإصلاحها، إذ قال الله تعالى: «وَلا تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا» (الأعراف:56). وذم الله المفسدين فى الأرض والحرث والنسل، فقال سبحانه: «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ». (البقرة:205)

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب

جامعة المنصورة