عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

فى 6 يوليو من كل عام، تحتفل القاهرة بعيد ميلادها عام 969، الذى يعد عاما فارقا فى تاريخ مصر، فقد شهد مولد مدينة القاهرة الذى يمر عليه 1055 عاماً.

وعندما نتحدث عن بناء القاهرة تقفز إلى الذهن مقولة «اللى بنى مصر كات فى الأصل حلوانى» فمن هو «الحلوانى» الذى بنى أعظم مدينة فى التاريخ، كأعظم قائد عبقرى، قائد جيوش «المعز لدين الله»، كان يفهم فى الفلك والعمارة وفى صنع الحلوى بالطبع وكان يقدر العلم.. صنع لنفسه مجدا لا يبليه الدهر.

هو «جوهر الصقلى» الذى كان يجيد صناعة الكنافة والحلوى قبل أن يباع كمملوك للخليفة «المنصور بالله» الذى ألحقه بالجيش وترقى فيه حتى صار أشهر رجاله، وتم بناء القاهرة والجامع الأزهر على يد القائد العسكرى الحلوانى، وجاء قائدا لجيش الفاطميين واسترد «جوهر الصقلى» مصر من الإخشيديين وقام ببناء القاهرة قبل مجىء الخليفة «المعز لدين الله الفاطمى»، وقام بتسميتها بـ«القاهرة» ليس لأنها تقهر أعداءها كما يتردد ولكن لأن النجم القاهر ظهر فى سمائها وقت وضع حجر الأساس لها، واختار «جوهر الصقلى» اسم «القاهرة» للمدينة الوليدة تيمناً بهذا النجم وبدأ البناء بالسور والبوابات، وكان يقع فى مركزها القصران الخاصان بالخليفة وما بينهما وهو حى بين القصرين ثم بدأ البناء بالداخل وبناء الجامع الأزهر لتصبح القاهرة عاصمة الفاطميين ومنبر المذهب الإسماعيلى.

أبدع «الصقلى» فى تصميم القاهرة وبنائها ومنع السكان من دخولها -كما يقول بعض المؤرخين- طوال فترة البناء التى امتدت لحوالى أربعة أعوام كاملة، وعندما جاء الخليفة «المعز» انبهر بجمال القاهرة وجعلها عاصمته، وبالتالى لم يكن باني مصر مجرد «حلوانى» وحسب بل كان قائداً عسكرياً عبقرياً ويجيد علم الفلك والعمارة.

ويعتبر المؤرخون أن القاهرة الفاطمية نموذج رائع بهي متكامل أحسن «جوهر الصقلى» فى تصميمها، وأبدع فى بنائها.

انغلقت أبواب القاهرة الثمانية على ملحمة تاريخية بطلها المعمار على النسق الإسلامى لتثرينا بتحف معمارية أولها الجامع الأزهر، لتزدهر فيما بعد، خاصة فى عهدى الأيوبيين والمماليك، ثم جوامع مثل «الحاكم بأمر الله» وجامع «الأقمر» ومسجد «السلطان الظاهر برقوق» وجامع «المؤيد».

وهبت مآذن تلك الجوامع القاهرة لقبها «مدينة الألف مئذنة» نسبة إلى المآذن التى تعددت عصور بنائها فتظهر لنا أرشيفاً حياً من التاريخ والذكريات.

وكتب الفنان الألمانى «كارل هاج» إلى أصدقائه متحدثاً عن القاهرة قائلاً: «هى قاهرة واحدة فى العالم كله، تتألق فى وقار وجلال على ضفاف النيل العظيم، بالإضافة إلى تأثير ترجمة «أنطوان جالان» لـ«ألف ليلة وليلة» التى ألهبت عقول العرب وجعلت القاهرة تجتذب الرحالة والأدباء والفنانين الأوروبيين الذين فروا من أوروبا ودخانها وماديتها بحثاً عن دفء الحياة والثياب المزركشة، وأصبحت المدينة الشرقية بمرور الوقت مناراً يلقى بضيائه على الفن العالمى.