عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحقيقة فين.. المجنى عليه فى مواجهة الجانى

عصابات سرقة الأعضاء البشرية تثير الرعب فى القليوبية

بوابة الوفد الإلكترونية

أهالى شبرا الخيمة: الطفل «أحمد» ليس الضحية الأولى

الجانى احتفظ بأجندة فيها أسماء ضحاياه من أطفال الحى

أسرة المجنى عليه: سرق أعضاء ابننا وظهرت عليه علامات الثراء ونطالب بالإعدام

 

واقعة جديدة تضاف لسلسلة جرائم أفلام الرعب، المكان فى شارع الحبيبى شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، الجانى «طارق أنور 28 سنة»، يعمل قهوجى، والمجنى عليه «أحمد سعد 15 سنة»، الفاعل كما وصفه شهود العيان، هادئ المظهر، ينتمى إلى أحد قرى الصعيد، لكنه أخفى وراء ابتسامته الملائكية وحشاً كاسراً، نسج خيوطه الماكرة، حول براءة الضحية، لكسب ثقته وتكوين صداقة معه فكان يعطيه هدايا وأموال وآخرها 50 جنيهاً العيدية، حتى تحين لحظة تنفيذ جريمته، فيقتله ويسرق أعضائه ويفر هارباً.

انتقلت «الوفد»، إلى محل الجريمة، تجولنا وسط الشارع بحثا، عن أسرة المجنى علية، فبمجرد سؤال أى شخص عن بيت الطفل أحمد ضحية سرقة الأعضاء، تُشير عشرات الأيادى فى اتجاه منزله، كما تجد عدد من الرجال كبار السن ينصحون الأطفال بعدم الذهاب مع أشخاص غرباء، بينما تجلس شقيقة الضحية على مدخل العمارة، محتضنة ملابس شقيقها، وتبكى بصوت مرتفع، تردد نداءً يمزقه الحزن: «عايزه حق أخويا»، التقينا «شيماء» شقيقة المجنى عليه، لتروى التفاصيل والحكاية المأساوية.

قالت شقيقة الضحية: «أحمد أخويا كان طيب وبيحب الناس كلها، وكان دائماً يتحدث عن شاب جديد بالمنطقة يدعى «طارق» بكل حب وكيف يعامله مثل أخيه الأكبر، كما أنه يعطيه أموال، وآخر مرة كانت عيدية 50 جنيه، مضيفة، من كثرة حديث شقيقى عنه، بكل خير كنا نطمئن عندما يكون معه، ولا نشعر بالخوف، وفى يوم عاد أحمد إلى منزله ومعه ألعاب، وعندما سألناه عن مصدرها قال: طارق صاحبى جبهالى أنا بحبه أوى، نام أحمد تلك الليلة محتضناً ألعابه الجديدة، وفى اليوم التالى، استيقظ من نومه وخرج للعب فى الشارع، وأثناء لعبه مع أصدقائه بالشارع قابل طارق، وعرض عليه 100 جنيه مقابل العمل معه داخل شقة لإصلاح الكهرباء وتغيير الإضاءة، كما وعده بالتنزه بعد إتمامها، بحسن نية الطفل، وافق على العرض وذهب معه فبمجرد دخوله، أقدم القاتل على فعلته الشنيعة، فانهال على شقيقى بضربة قوية على رأسه، ليُسقطه أرضاً فاقداً للوعى.

انخرطت «شيماء» فى البكاء عندما تذكرت هذا المشهد مؤكدة، «لم يكتفِ طارق بقتل شقيقى، بل استلّ سكيناً حادة، وبدأ بفتح جثمان الطفل البرىء بوحشية، مستخرجاً كل أعضائه الداخلية، والقرنية، لم يُبقِ على أى شىء سوى الجلد والعظام، تاركاً جثمانه داخل شقته، شاهدةً على جريمته البشعة وفر هارباً، غابت شمس النهار، ولم يُعد «أحمد» إلى المنزل، فبدأ القلق يتسلل إلى قلوبنا جميعا أنا وأبى وكل أفراد العائلة، وانطلقنا نبحث فى كل مكان، نتساءل عنه كل من يصادفنا فى المنطقة، حتى حضر شخصٌ ليخبرنا بأنّه شاهد شقيقى مع «طارق القهوجى» منذ الصباح، توجهنا إلى المقهى، المكان الذى يعمل فيه المتهم، لكنّ صاحب المقهى أخبرنا بأنّه لم يأتِ منذ الأمس، فجأة رنّ هاتف والدى، ليسمع صوتاً يخبره بوجود جثة لطفل داخل شقة مستأجرة لشخص يدعى «طارق» فى شبرا الخيمة، ويُطالبه بالحضور ليتأكد إن كانت تعود لأبنه، أنطلق والدى، برفقة خالى إبراهيم، نحو الشقة، أثناء صعوده للدرج، كان الوالد يتكئ على الحائط، وينهمر بالبكاء، يردد: «يارب ميكونش ابنى»، دخل الشقة، ليجد جثمان شقيقى أحمد بدون أعضاء، ونظر إلى قدمه، فتعرف عليه على الفور أجهش والدى بالبكاء بحرقة، مردداً: «أبنى دا حسبى الله ونعم الوكيل».

استكملت شيماء: عاد والدى إلى المنزل، حاملاً معه الخبر الصادم الذى كسر قلوبنا، فى البداية، لم تُصدّق العائلة ما سمعته، ظنّوا أنّها كذبة، لكنّ والد الضحية أكد لهم الحقيقة المُرّة: «أحمد قُتل، قُتل لسرقة أعضائه»، لم تتمالك العائلة نفسها من البكاء، فغاصوا فى بحر من الحزن والألم، سرعان ما انتشر الخبر فى المنطقة، فعمّت مشاعر الغضب والحزن على الجميع، تدخلت الشرطة، ونقلت جثمان الضحية، وبدأت التحقيقات لكشف غموض الجريمة، فى غضون ساعات، تمّ القبض على المتهم، «طارق أنور» الذى روّع أهالى المنطقة بجريمته البشعة، اختتمت شقيقة الضحية حديثها بقولها: «حسبى الله ونعم الوكيل، الإعدام للمتهم هو ما سيُخفّف من ألمنا، ونحن نثق بالقضاء المصرى».

التقط إبراهيم خال الضحية، طرف الحديث، وقال: أهالى المنطقة بأكملها شاركوا فى البحث عن «أحمد» بعد غيابه، حتى جاءهم شخص يدعى «م. ص» يُخبرهم بأنّه رأى المتهم «طارق» بصحبة الضحية وصعد معه إلى شقة فى عزبة عثمان بشبرا الخيمة، توجهنا مع والد «أحمد» إلى الشقة، برفقة مالك العقار وعدد من أهالى المنطقة، فى تلك اللحظة واجهنا الصدمة المُروّعة، حيث وجدنا جثة «أحمد» ملقاة على السرير، وبجوارها سكين، كانت الجثة مشوهة بشكلٍ لا يُصدّق، حيث تمّ تشريحها من تحت الرقبة حتى أسفل البطن، مرددا وصوته حزينٍ: «مفيش أى أعضاء فى جسمة خالص» حسبى الله ونعم الوكيل نريد الاعدام للمتهم.

يقول صاحب المقهى والذى رفض ذكر اسمه، فى الأيام الأخيرة كان الجانى طارق، يرتكب أفعال مريبة، وتغيب عن العمل بشكلٍ متكرّر بعد أسبوعين من بدء عمله، فى كل مرة، كان يُقدّم أعذاراً مختلفة لتبرير غيابه، فمرةً يقول إنّ شقيقته تزوّجت، ومرةً أخرى يقول إنّه تعرّض لحادث، لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل طلب منى مبالغ مالية كقروض، ممّا أثار شكوكى، نتيجةً لتكرار هذه السلوكيات، طلبت منه مغادرة العمل.

واستكمل صاحب المقهى، غادر «طارق» المنطقة لفترة، لكنّه عاد بعد أسبوعين، هذه المرة بمظهرٍ مختلف تماماً، كان يرتدى ملابس أنيقة ويحمل هاتفاً محمولاً من أحدث الإصدارات، كان يجلس فى المقهى كزبون، ويطلب المشروبات، ويُسدد ثمنها بمبالغٍ زائدة عن سعرها، وعندما سألته عن سبب اختفائه، أدّعى «طارق» أنّ شقيقه قد توفّى فى حادث، وكان فى البلد لحضور مراسم العزاء.

وكشف صاحب المقهى عن وجود أجندة صغيرة كانت مع «طارق» يُمسك بها باستمرار، تضمّنت هذه الأجندة أسماء أطفال المنطقة، وكان اسم «أحمد» أحد تلك الأسماء، يُثير وجود هذه الأجندة العديد من المخاوف حول نوايا «طارق» وسلوكه المُريب، فقد حوّل «طارق» هذه الأسماء من مجرد أسماءٍ مكتوبة إلى ضحايا لجريمته البشعة، وبالرغم من محاولته إخفاء جريمته، إلا أنّ كاميرات المراقبة فى الشوارع كشفت وحشيته وفضحت مخططه، وينهى حديثه، ونأمل من الجهات المُختصة اتخاذ أقصى العقوبات بحق القاتل، ليكون رادعاً لمن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة.

تحدثت «الوفد»، مع عدد من أهالى المنطقة المحيطة بمحل الجريمة، والذين أكدوا أنه منذ اكتشاف هذه الواقعة، وأطفال الحى لا يختلطون بأحد، وخاصة الغرباء، كما أن هناك أقاويل عن وجود جثث تم اكتشافها داخل الشقة محل الجريمة، تم تنفيذ فيهم نفس الجريمة البشعة، وأن هناك عدد من الأطفال المتغيبين والذين لم يتم العثور عليهم حتى الآن ويخشون من أن يكون مصيرهم هو نفس مصير الضحية «أحمد سعد»، ووجهوا رسالة لرجال الأمن بضرورة تكثيف تواجدهم بدائرة قسم شرطة أول شبرا الخيمة و شبرا الخيمة ثان ، بسبب ما تشهده هذه الدوائر من انتشار المخدرات، والتى تتلاعب بعقول الشباب وتدفعهم لارتكاب أبشع الجرائم، مثل خطف الأطفال وسرقة الهواتف المحمول المتكررة بالإكراه.