رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

العبارة الأصدق فى وصف المهاجرين غير الشرعيين، واللاجئين، والوافدين، هى التى قالها نجيب ميقاتى، رئيس وزراء لبنان، عندما قال إنهم: كرة من النار. 

كان ذلك فى الثانى من أيام هذا الشهر، وكان ميقاتى يستقبل يومها رئيسة المفوضية الأوروبية التى جاءت تزور بيروت ومعها الرئيس القبرصى، وكان الإثنان قد بادرا بالزيارة ليعرضا على الحكومة اللبنانية حزمة مساعدات قيمتها مليار يورو. 

والأكيد أن الذين طالعوا مثل هذا الخبر للوهلة الأولى، قد أكبروا الحس الإنسانى لدى الأوروبيين وهُم يبادرون بمثل هذه الحزمة، ولكن سرعان ما سوف يكتشف الذين حمدوا لهم هذه الخطوة، أن الموضوع ليس انسانيًا بالمرة ولا له علاقة بالإنسانية، وإنما هو موضوع عملى فى أوله وآخره، لأن الأوربيين ليسوا أهل انسانية إلى هذه الدرجة. 

الموضوع هو أن لبنان أقرب ما يكون إلى قبرص، والمسافة بينهما لا تتجاوز ١٨٠ كيلو مترًا، وهى مسافة تغرى الذين يعيشون على الأراضى اللبنانية من غير اللبنانيين بالذات، بأن يعبروا البحر المتوسط إلى الجزيرة القبرصية، التى هى فى النهاية جزء من الاتحاد الأوروبى.. ومن الأرقام المنشورة نفهم أن قبرص استقبلت ٢٠٠٠ سورى قادمين من لبنان خلال الربع الأول من هذه السنة، وهذا رقم مزعج بالنسبة لهم هناك، خصوصًا إذا قورن بالرقم الأقل بكثير الذى استقبله القبرصيون خلال الفترة نفسها من السنة الماضية. 

لذلك سارع الرئيس القبرصى يزور بيروت، وسارعت معه رئيسة المفوضية، وجاء الإثنان يعرضان المليار يورو فى مقابل أن تحتفظ الحكومة اللبنانية بكل مهاجر أو لاجئ فوق أرضها، فلا تدعه يمر إلى قبرص فى شمال البحر. 

وليس من المؤكد أن حكومة ميقاتى أو أى حكومة لبنانية بعدها سوف تستطيع ذلك، لأن حزمة المساعدات المرتقبة موزعة على عدد من السنين من هنا إلى ٢٠٢٧، كما أن اللبنانيين أنفسهم يهاجرون فى غالبيتهم إلى قبرص وغيرها، ولا يبقى على أرض لبنان إلا الذين أعجزتهم الحيلة عن الخروج، فالظرف الاقتصادى اللبنانى الصعب ليس سرًا، وهو يدفع كثيرين إلى البحث عن فرصة عمل فى أى بلد آخر بأى ثمن. 

لبنان ممر لا مقر كالكثير من الدول حوله، ومثل هذه الحزمة من المساعدات ليست حلًا لأنها أقرب إلى المسكنات منها إلى أى شيء آخر، ولا حل سوى أن يساعد الأوروبيون لبنان والدول التى فى مثل حالتها على أن يكون اقتصادها أفضل.